جامعات بريطانية تنضم إلى الحراك الطلابي الداعم لغزة: اعتصامات ممتدة

لندن
ربيع عيد (فيسبوك)
ربيع عيد
صحافي وكاتب من فلسطين؛ مراسل "العربي الجديد" في بريطانيا.
07 مايو 2024
جامعة ساوس في لندن تنضم للحراك الطلابي في بريطانيا لأجل غزة
+ الخط -
اظهر الملخص
- مجموعات طلابية من جامعات بريطانية بارزة مثل أكسفورد وكامبريدج انضمت لحركة احتجاجية دعمًا للشعب الفلسطيني، مطالبة بمقاطعة الجامعات الإسرائيلية وسحب الاستثمارات.
- الحراك شمل تنظيم ورشات تثقيفية وحلقات نقاش حول فلسطين، وحملات دعم للتمويل الجماعي لاستمرارية الاعتصامات، مع مطالب بدعم الطلاب الفلسطينيين وإعادة بناء التعليم في غزة.
- ردود فعل متباينة من إدارات الجامعات، بعضها استجاب لمطالب الطلاب بإيقاف التعامل مع شركات متواطئة وتخصيص منح للطلاب الفلسطينيين، مما يعكس تأثير الحراك الطلابي.

في تطورٍ جديد بالحراك الطلابي داخل جامعات بريطانية دعمًا للشعب الفلسطيني، انضمت، أمس الاثنين، عدد من المجموعات الطلابيّة الناشطة في جامعات أكسفورد وكامبريدج وساوس وليفربول، والتي تضاف إلى الحراك الطلابي الذي انطلق الأسبوع الماضي وشمل حتى الآن 15 جامعة في عموم بريطانيا، على غرار أكثر من 100 جامعة حول العالم، وذلك للاحتجاج على حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في غزة، وأيضًا ضد تورط الجامعات في استثمارات داخل إسرائيل، ومطالبين بمقاطعة الجامعات الإسرائيليّة.

الحراك الطلابي يتوسّع في بريطانيا

وانطلقت الموجة الثانية من احتلال المباني ومساحات داخل جامعات بريطانيّة الأسبوع الماضي استلهامًا من الحراك الطلابي في الجامعات الأميركيّة، إذ شهدت ثماني جامعات بريطانية انطلاق معسكرات اعتصام هي نيوكاسل، وليدز، وشيفيلد، ومانشستر، وغولدسميث، وبريستول، وجامعة وارويك في كوفنتري، وجامعة كلية لندن.

وبحسب مصادر خاصّة لـ"العربي الجديد" سوف تنطلق معسكرات اعتصام جديدة الأسبوع المقبل، مع العلم أن الفصل الدراسي الثاني سينتهي خلال شهر، والفترة الحالية هي فترة امتحانات وتسليم الوظائف النهائيّة للطلاب.

الصورة
طلاب جامعة أكسفورد ينضمون للاحتجاجات الطلابية الداعمة لغزة، 6 مايو 2024 (لوريل تشور/Getty)
طلاب جامعة أكسفورد ينضمون للاحتجاجات الطلابية الداعمة لغزة، 6 مايو 2024 (لوريل تشور/Getty)

جامعة أكسفورد: مطالبة بإعادة البناء في غزّة

في جامعة أكسفورد، بدأ الطلاب منذ ساعات الصباح الباكر، أمس الاثنين، اعتصامًا مفتوحًا أمام متحف "بيت ريفرز"، ووضعوا خيامًا عدة، رغم المطر والأرض الرطبة، معلنين عن منطقة اعتصامهم بأنها "منطقة محررة"، وعقدوا ورشات تثقيفيّة وحلقات نقاش حول فلسطين وتاريخ الاستعمار فيها وعمّا يجري من إبادة هذه الأيّام.

وتطالب حركة "أكسفورد من أجل فلسطين" بـ"الكشف عن الأصول المالية على مستوى الجامعة، وسحب الاستثمارات من عدد من الشركات المتورطة مع الاحتلال ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وإصلاح سياسة الاستثمار ضمن معايير جديدة، ومقاطعة العلاقات المؤسساتية مع الجامعات الإسرائيليّة بشكل كامل، ووقف التعاون مع بنك باركليز الذي يعمل مع شركة إلبيت للسلاح، والمساهمة في إعادة بناء القطاع التعليمي في غزّة، مؤكدين في بيانهم أن "النضال الفلسطيني كان وسيبقى النضال الذي نقتدي به، وسيحررنا جميعًا".

وقالت روزي ولسون (19 عامًا)، الطالبة في جامعة أكسفورد، وفقًا لـ"رويترز" إنه من خلال تنظيم احتجاجات طلابية مماثلة لما يحدث في الجامعات الأميركية "نظهر قوة موحدة نكون فيها متحدين معهم، متحدين مع غزة، ومتحدين مع هذه الحركة في جميع أنحاء العالم".

في المقابل، قال متحدث باسم جامعة أكسفورد إنّ الإدارة كانت على علم بالتظاهرة، مضيفًا "نحترم حق طلابنا وموظفينا في حرية التعبير في شكل احتجاجات سلمية. نطلب من كل من يشارك أن يفعل ذلك باحترام وتمدن وتفهم... لا يوجد مكان للتعصب في جامعة أكسفورد". يُذكر أن أكثر من 170 من أعضاء هيئة التدريس والموظفين في أكسفورد وقّعوا خطابًا لدعم المعسكر الطلابي وأهدافه.

جامعة كامبريدج: استعدادات لاعتصام طويل الأمد

وضمن فعاليات الحراك الطلابي دعمًا لفلسطين في بريطانيا، أصدرت حركة "كامبريدج لأجل فلسطين" بيانًا، أمس الاثنين، مع بدء الاعتصام الطلابي أمام مبنى "كينغز باريد" جاء فيه "اتخذت أكثر من 100 جامعة في جميع أنحاء العالم الآن إجراءات جريئة وعاجلة من أجل فلسطين. وباعتبارنا أعضاء في هذه المؤسسات، فإننا نرفض قبول تواطؤ جامعاتنا في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ونرفض الوقوف مكتوفي الأيدي بينما يجري تبرير الحملة الإسرائيلية لاقتراف الإبادة الجماعيّة، والمجاعة، والتهجير".

ووضع الطلاب لافتات إلى جانب الخيام التي أقاموها تقول "لم تعد هناك جامعات في غزة" و"ابتعد عن الإبادة الجماعية" و"فلسطين حرّة". ونظّم الطلاب حملة دعم للتمويل الجماعي لمخيمهم وصلت إلى قرابة 6 آلاف جنيه إسترليني، من أجل ما وصفوه بـ"الإمدادات الحيوية التي ستكون ضرورية إذا أردنا لمخيمنا أن يكون طويل الأمد ومستمرًّا وفعالًا".

وقال متحدث باسم جامعة كامبريدج في بيان عام: "الجامعة ملتزمة تمامًا بالحريّة الأكاديميّة وحريّة التعبير ضمن القانون، ونعترف بالحق في الاحتجاج. نطلب من الجميع في مجتمعنا أن يعاملوا بعضهم البعض بالتفاهم والتعاطف. أولويتنا هي سلامة جميع الموظفين والطلاب". وأضاف البيان "لن نتسامح مع معاداة السامية وكراهية الإسلام وأي شكل آخر من أشكال الكراهية العنصريّة أو الدينيّة، أو أي نشاط غير قانوني آخر".

ويطالب المعتصمون بالكشف عن الاستثمارات التي "تخفيها الجامعة"، بحسب ما جاء في منشوراتهم في "إنستغرام"، إضافة لوضع سياسة أخلاقية جديدة للاستثمار، مع سحب الاستثمارات في الشركات المرتبطة مع إسرائيل. كما طالبوا بدعم جامعة كامبريدج للطلاب الفلسطينيين، من خلال تخصيص منح طلابيّة، والمساهمة في إعادة بناء جامعات غزّة.

جامعة ساوس: منطقة محررة لأجل غزّة

أمّا في كلية الدراسات الشرقيّة والأفريقيّة (ساوس) التابعة لجامعة لندن، فقد أقام الطلاب عند الباحة الرئيسيّة للكلية مخيمهم تحت اسم "منطقة محررة لأجل غزّة" نصبوا فيها الخيام، ظهر أمس الاثنين، بعد تظاهرة شارك فيها العديد من الطلاب، وأظهرت الفيديوهات التي نشرها حساب "المنطقة المحررة في ساوس" على "إنستغرام"، تجمهر العشرات من الطلاب في معسكر الاعتصام، الذين هتفوا لحرية فلسطين. وفي فيديو آخر نُشر خلال ساعات المساء، يظهر شاب وهو يقول "جلبنا المقلوبة إلى ساوس" وهو يحضر طعاماً للمعتصمين كان عبارة عن وجبة المقلوبة الفلسطينيّة.

كما نشر المعتصمون مجموعة من النشاطات التي سيشملها مخيمهم، من ضمنها حلقات نقاش عن حراك مقاطعة إسرائيل، وحلقة نقاش مع حركة "يهود ضد الصهيونية"، وأخرى عن تاريخ حركة الشباب الفلسطيني المنخرطة في تنظيم المعسكرات الطلابيّة في جامعات بريطانيا، وقالت إحدى الطالبات المعتصمات في فيديو آخر "مطالبنا واضحة، على الجامعة الكشف عن كل استثماراتها، والتوقف بشكل فوري عن التعامل مع بنك باركليز، وعلى الجامعة سحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية المتورطة بالإبادة الجماعية والاحتلال".

ويندرج هذا النشاط في "ساوس" رغم قيام إدارة الجامعة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بوقف عمل النادي الطلابي "ساوس من أجل فلسطين" وأوقفت أربعة طلاب عن دراستهم، وأرسلت رسائل تحذيريّة لطلاب آخرين، وذلك بعد تظاهرة طلابيّة اتّهمت فيها الجامعة أعضاء النادي بإطلاق إنذار الحريق داخل الجامعة، الأمر الذي نفاه النادي الطلابي.

جامعة ليفربول: إطلاق اسم رفعت العرعير في ساحة الاعتصام

ومن ساحة "أبركرومبي" في جامعة ليفربول، نُظم في إطار الحراك الطلابي الداعم لفلسطين مخيم، احتجاجاً على موقف إدارة الجامعة من حرب الإبادة في غزّة، أمس الاثنين. وبعد أن وصلوا إلى الساحة إثر مشاركتهم في مسيرة داخل الجامعة، أعلنوا عن المنطقة أنها "منطقة محررة"، معلنين تغيير اسم الساحة إلى ساحة رفعت العرعير، نسبة للشهيد الفلسطيني الذي استشهد خلال هجمات إسرائيلية على المدنيين في غزة. ويعزم الطلاب على البقاء في الساحة حتى تلبي جامعة ليفربول مطالبهم، والتي تشمل "أن تدعو الجامعة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتقديم المنح الدراسية للطلاب الفلسطينيين، والمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية في غزّة".

وطلب نادي "جامعة ليفربول لأجل فلسطين" عبر صفحته في "إنستغرام"، التبرع بالأضواء والخيام والمولدات الكهربائيّة والأطعمة غير القابلة للتلف، لمساعدة الطلاب طوال فترة الاحتجاج، إضافة لمواد تساعد لإنشاء الدعائم لمنطقة اعتصامهم، وطالب الطلاب المعتصمون أن تكشف الجامعة عن استثماراتها، وتؤكد عدم تعرض أي من المشاركين في المخيم لأي ضرر في عملهم أو تعليمهم.

جامعة إدنبرة: من وعد بلفور إلى مخيم فلسطين

من المكان الذي كتب فيه اللورد أرثر بلفور وعده المشؤوم المعروف بـ"وعد بلفور" عام 1917 الذي سهّل إنشاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، تقف اليوم خيام طلاب الجامعة التي كان رئيسها سابقاً بلفور، للتضامن مع الشعب الفلسطيني، و"ضد الإبادة الجماعية في غزّة، وضد الاحتلال والاستعمار المستمر لفلسطين"، بحسب ما قاله الطلاب المعتصمون من نادي "العدالة لأجل فلسطين" في جامعة إدنبرة في اسكتلندا.

يأتي اعتصام الطلاب الذي انطلق، الأحد، بعد مطالبات عديدة وجهوها لإدارة الجماعة بسحب الاستثمارات التي "تتورط فيها الجامعة مع شركات متورطة مع الاحتلال وحرب الإبادة في غزّة". وأعلن الطلاب عدم مغادرتهم حتى تحقيق مطالبهم، حيث يشارك في الاعتصام عشرات الطلاب قبالة مبنى إدارة الجامعة العليا.

كما طالب المعتصمون أن تدين الجامعة "مسؤوليتها التاريخيّة" عمّا حصل في فلسطين، وأن تخصص منحًا للطلاب الفلسطينيين. ويقول الناشطون حسب موقع "ذا ناشينال" إن الرد حتى الآن كان عدائيًّا. وفي وقت متأخر من مساء الأحد، تلقى جميع الطلاب في الجامعة رسالة عبر البريد الإلكتروني لإعلامهم بالمخيم، والقيود التي وضعتها الجامعة ردًّا على ذلك.

وجاء في رسالة البريد الإلكتروني الواردة من الإدارة العليا: "نحن ندعم الحق في المشاركة في احتجاج قانوني وسلمي ومحترم، ونحن على اتصال مع المتظاهرين للاستماع إلى مخاوفهم وضمان سلامتهم". وجاء أيضًا "إن استمرار العنف والخسائر في الأرواح في فلسطين أمر محزن للغاية، ونحن نتفهم قوة المشاعر تجاه هذه القضية. نحن نستمع إلى المخاوف ونتعامل بشكل مباشر مع المجموعات الطلابية بشأن القضايا التي يثيرونها. نأمل في إنهاء العنف، والإفراج عن الرهائن المتبقين، والتوصل إلى حل سلمي للصراع"، كما وضعت إدارة الجامعة إجراءات جديدة للوصول للكلية بعد إنشاء المخيم الطلابي.

جامعة كلية لندن: أسبوع متواصل من الاعتصام

ويستمر طلاب جامعة كلية لندن UCL في الاعتصام منذ أسبوع في معسكرهم، ضمن الحراك الطلابي الداعم لغزة، مطالبين إدارة الجامعة على غرار باقي مطالب الحركات الطلابية في مختلف الجامعات، بسحب الاستثمارات من الشركات المتورطة مع الاحتلال الإسرائيلي، ومقاطعة الجامعات الإسرائيلية.

 

جامعة جولدسميث: احتفال بتحقيق مطالب الحراك الطلابي

أمّا الحدث الأبرز الذي أعلن عنه طلاب "جولدسميث من أجل فلسطين"، الجمعة الماضي، فتمثل بتحقيق مطالب المعتصمين من قبل إدارة جامعة جولدسميث في لندن. واحتفت الحركة الطلابية في الجامعة بتحقيق مطالبها التي تظاهر الطلاب لأجلها خلال الأشهر الماضية واعتصموا أكثر من مرّة، الأولى كانت في مبنى داخل كلية الإعلام لمدة شهر ونصف، والأخيرة الاعتصام داخل المكتبة العامة.

 

وأبرز المطالب التي حققتها اعتصامات الطلاب هي: إيقاف الجامعة التعامل مع شركات متواطئة مع الاحتلال، وإعادة النظر في تبني تعريف معاداة السامية المنحاز لإسرائيل، وتخصيص منح للدراسة في الجامعة للطلاب الفلسطينيين، ومنع أمن الجامعة من تصوير الطلاب دون إذنهم، وتسمية مبنى في كلية الإعلام باسم الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة في عمّان تطالب بكسر حصار غزة \ 8 11 2024 (العربي الجديد)

سياسة

نُظمت مسيرة حاشدة في وسط العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الجمعة، دعا خلالها المشاركون إلى كسر الحصار عن شمال غزة ووقف العدوان المتواصل على فلسطين ولبنان.
الصورة
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال غزة - 28 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحقيق شامل، أفادت وكالة أسوشييتد برس بأنّ "إسرائيل لم تقدّم أدلّة تُذكر على وجود مقاتلي حركة حماس في مستشفيات غزة المستهدفة بالقطاع، في حالات كثيرة".
الصورة
أمام السفارة الأميركية في لندن، 2 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرج أكثر من مائة ألف متظاهر وسط العاصمة البريطانية لندن للتنديد بموقف الحكومة البريطانية الداعم لحرب الإبادة في غزة والعدوان الإسرائيلي على لبنان
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
المساهمون