ثرية موسوي.. مصير سيئ من أفغانستان إلى باكستان

20 سبتمبر 2022
غادرت أسرة ثرية موسوي إلى باكستان (العربي الجديد)
+ الخط -

عاشت اللاجئة الأفغانية في باكستان، ثرية موسوي، حياة رغد وسعادة مع زوجها وأطفالها الأربعة في مدينة هيرات غربي أفغانستان، وكانت تتولى تدبير أمور المنزل، في حين عمل زوجها لحساب مؤسسة دولية، وتقاضى راتباً جيداً جعل وضع أسرته جيداً، لكن سيطرة حركة طالبان على البلاد في أغسطس/ آب 2021 جلب المآسي للعائلة.
وكان الوضع الجيد لأسرة ثرية ساهم في تخطي أفرادها مشاكل الانتماء إلى أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان، واستهداف جماعات مسلحة أقارب لها عملوا في أجهزة الأمن والجيش، أو حتى زوجها. 
وفور سيطرة "طالبان" على كابول، عبرت الأسرة الحدود من هيرات إلى إيران، ومنها إلى تركيا حيث سعت إلى الانتقال إلى دولة أوروبية، لكن مهربي الناس أرادوا الحصول على أموال كثيرة، في حين أن عدد أفراد أسرتها كبير، والطريق خطر للغاية، فقررت الأسرة الذهاب إلى العاصمة كابول حيث استأجرت منزلاً كبيراً بأمل الحصول على حياة جديدة، ويعمل زوجها مع إخوتها الأربعة في التجارة. 
لكن مع مرور الوقت تبين أن حياة الأسرة صعبة في كابول، خاصة في ظل الأنباء الواردة عن المصير السيئ لمن عملوا في الجيش وأجهزة الأمن سابقاً، كما أن رجال الأسرة لم يملكوا خبرة كافية في التجارة، فقرروا مغادرة البلاد قبل أن تنفد كل أموالهم.
وقدمت ثرية مع زوجها وأولادها الأربعة وأمها ووالدها إلى باكستان بأمل إيجاد طريق إلى دولة أوروبية، لكنهم واجهوا محن الغلاء وارتفاع أسعار المنازل.
تقول ثرية لـ"العربي الجديد": "الحياة صعبة جداً في باكستان، حيث نعيش من دون أن نعرف مصيرنا، والمؤسسات الدولية لا تهتم بحالنا".
تضيف: "بدأت الحياة تضيق علينا، وقد جئنا إلى باكستان بآمال كبيرة، وتوقعنا الخروج وإيجاد طريق إلى دولة أوروبية خلال أشهر قليلة، لكن ذلك لم يحصل، وما زلنا في باكستان نستدين أموالاً من أقاربنا، ونواجه مشاكل كثيرة بينها عقبات تمديد فترات تأشيرات الدخول الممنوحة إلينا، رغم أننا ننفق أموالاً كثيرة لمحاولة إنجازها".

وبين المشاكل التي تواجهها أسرة ثرية أيضاً ملاحقات الشرطة لزوجها وآخرين شاركوا في الاحتجاج الذي نظمه لاجئون أفغان في إسلام آباد لمحاولة جلب أنظار العالم إليهم، والمطالبة بمنحهم فرصة للذهاب إلى دولة أوروبية.
ويقول والد ثرية، علي موسوي، لـ"العربي الجديد": "نخشى أن نجبر على العودة إلى أفغانستان، بعدما صرفنا كل ما نملك من أموال، وباتت حياتنا في وطننا غير ممكنة، لذا نطالب الأمم المتحدة والمعنيين بشؤون حقوق الإنسان بأن يهتموا باللاجئين الأفغان الذين قدموا إلى باكستان هرباً من طالبان، خاصة أبناء الأقليات".

المساهمون