تونس: 3 فقط بين كل 10 أطفال يتقنون المهارات الأساسية لمادة الرياضيات

15 فبراير 2024
المناهج الرسمية لمادة الرياضيات في تونس لم تُراجَع منذ عام 1985 (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -

أظهر مسح أجراه معهد الإحصاء الحكومي في تونس بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ونشرت نتائجه، أول من أمس الثلاثاء، تراجع المهارات الأساسية في مادة الرياضيات لدى التلاميذ بين 7 أعوام و14 عاماً، وأنّ 3 فقط من بين كل 10 أطفال يتقنون المهارات الأساسية لهذه المادة.

وعلّق معدو المسح الذي شكّل جزءاً من مواضيع مختلفة هدفت إلى وضع مؤشرات حول وضع الأم والطفل في تونس، وشمل 11 ألف أسرة بينها 7326 في مناطق حضرية و3674 في مناطق ريفية، بأن "مهارات التلاميذ في مادة الرياضيات تراجعت مقارنة بما كانت عليه قبل 5 سنوات، إذ انخفض المؤشر المعتمد في قياسها من 71.8% عام 2018 إلى 68.3% العام الماضي".

والرياضيات مادة أساسية في المناهج التعليمية التي تعتمدها تونس، ويعد اكتساب مهاراتها أحد أسباب التفوق الدراسي في الامتحانات الوطنية للاختصاصات العلمية التي تمهّد لدراسة الهندسة والطب وغيرها في المرحلة الجامعية.

وأشار المسح إلى وجود تفاوت كبير في اكتساب المهارات بين الأطفال، بحسب المستوى المادي للأسر، فضلاً عن تأثير الأم المتعلّمة في تحسين المستوى التعليمي لأبنائها.

طلاب وشباب
التحديثات الحية

ما أسباب ضعف التلاميذ في تونس بمادة الرياضيات؟

وفسّر الأستاذ الجامعي المتخصص في مادة الرياضيات، توفيق الشاذلي، الضعف في مكاسب التلاميذ بمادة الرياضيات في مستويات تعليمية مختلفة، باضطراب المناهج التعليمية في تونس، لا سيما في مراحل التدريس الأساسية، إذ تدرّس المادة باللغة العربية في المرحلة الابتدائية، ثم باللغة الفرنسية في المرحلة الثانوية، ما يتسبب في "قطيعة لغويّة" تؤثر في قدرة التلاميذ على الاحتفاظ بما تعلموه في المراحل الدراسية الأولى.

وقال لـ"العربي الجديد"، إنّ "الانتقال من تدريس الرياضيات باللغة العربية إلى الفرنسية الذي اعتمد في تسعينيات القرن العشرين خلّف صعوبات في تعليم مجموعة واسعة من التلاميذ وحتى المدرسين، علماً أن أي منهج فكري يتطلب استعدادات لغوية بالحدّ الأدنى لضمان فعّالية قنوات الاتصال بين المدرسين والمتلقين".

وأشار إلى أنّ "المناهج الرسمية لمادة الرياضيات في تونس لم تُراجَع منذ عام 1985، وهي تعتمد على التجريد وهو شكل تعليمي لا يسمح بتطبيق المعلومات المكتسبة والانفتاح على عالم التكنولوجيا، ما يجعل المادة تثير نفور التلاميذ غالباً".

تابع: "يتحمّل أولياء الأمور جزءاً من مسؤولية تراجع مكتسبات أبنائهم في مادة الرياضيات بسبب إعطائهم أولوية للنتائج والتقييمات المدرسية على حساب المكتسبات المعرفية للطلاب". ويرى الشاذلي أن "الرياضيات أصبحت مادة منعدمة الأفق في المسار التعليمي بتونس بسبب عدم تجديد المناهج".

وكان اختبار "بيزا" الدولي في الرياضيات الذي نظمته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2015 قد أظهر أنّ أداء التلاميذ التونسيين هو أحد الأدنى بين الدول المشاركة، ونالوا معدلاً صنّف تونس في المركز 66 من بين 69 دولة مشاركة.

المساهمون