عبّرت منظمات مدنية تونسية عن اتفاقات سرية بين الحكومة التونسية ونظيرتها الإسبانية بشأن المهاجرين التونسيين في مليلة، وذلك في أعقاب زيارة أجراها، اليوم الجمعة، وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، إلى تونس، لم تعلن عنها السلطات التونسية مسبقاً.
وطالبت منظمات مدنية حكومة المشيشي، بالكشف عن محتوى المقابلة التي جرت بينه وبين وزير الداخلية الإسباني والإفصاح مستقبلاً عن كلّ اللقاءات الرسمية مع مسؤولين أوروبيين بشأن ملف الهجرة.
وقال الناطق الرسمي باسم منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، إنّ السلطات التونسية تعتمد سياسة التعتيم على لقاءاتها بمسؤولين أوروبيين بشأن ملف المهاجرين غير الشرعيين، ما يُعطي هذه الدول نوعاً من الغطاء القانوني يسمح لها بالترحيل القسري للتونسيين المهاجرين بطرق غير شرعية على أراضيها.
وأفاد بن عمر في تصريح لـ"العربي الجديد" بأنّ المجتمع المدني والمنظمات المهتمة بالهجرة علمت بزيارة المسؤول الإسباني من الإعلام الإسباني ومن الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية الإسبانية، مقابل تكتّم تام من الجانب التونسي على فحوى اللقاء.
وأضاف أنّ الزيارات غير المعلنة للمسؤولين الأوروبيين والاتفاقات السرية حول ملف الهجرة، بات أمراً متواتراً في تونس وهو ما يحول دون تسوية وضعية التونسيين الواصلين إلى أوروبا بطرق غير شرعية، وزيادة موجات الترحيل القسري لهذه الفئة ،غير مستبعد عقد اتفاقات سرية مع الحكومة التونسية بهذا الشأن.
وطالب بن عمر بإدارة شفافة لملف الهجرة السرية مع دول الاتحاد الأوروبي، ولا سيما إيطاليا وإسبانيا، نتيجة الوضع الصعب الذي يعيشه التونسيون هناك، ولاسيما المحتجزين منهم منذ أكثر من عام في مليلة، وعددهم أكثر من 700 مهاجر وفق قوله. يرفض المهاجرون التونسيون المحتجزون منذ أكثر من عام في مركز المهاجرين بمليلة قرار ترحيلهم قسراً، بعد معاناتهم الكبيرة والظروف القاسية التي عاشوها.
وفي أول أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ البعض إضراباً عن الطعام، فيما لجأ آخرون إلى خياطة أفواههم احتجاجاً على القرار.
ويعتبر المهاجرون في مليلة الإسبانية أنّ قرار الترحيل الجماعي الذي اتخذته السلطات الإسبانية بشأنهم، يهدف إلى الضغط على تونس كي توقّع اتفاقية تقضي بقبول تسلّم مهاجريها السريين.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية عرفت تونس زيادة كبيرة في رحلات الهجرة السرية وتفيد أرقام لمنتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بأنّ عدد الواصلين إلى إيطاليا من مختلف الجنسيات بلغ من يناير/كانون الثاني إلى 14 أكتوبر/تشرين الأول 2020، نحو 25919 مهاجراً من بينهم 10739 تونسياً، كما شهد الثلث الثالث من العام الجاري توافد 8374 تونسياً مقابل 1356 في الثلث الثاني، و154 في الثلث الأول من 2020.