تمكّن ناشطون بيئيون، بالتعاون مع شركة تونسية ناشئة، من تطوير تطبيق إلكتروني لقياس نسبة ثاني أكسيد الكربون في محيطهم، بهدف تشجيع المواطنين على الانخراط في حملة تشجير واسعة النطاق أطلقتها جمعيات صديقة للبيئة، للحد من تأثير تغيرات المناخ في تونس ومكافحة تلوث الهواء.
ويسمح تطبيق "كاربون كونفرتر" بتحديد البصمة الكربونية للأشخاص من خلال تخزين المعطيات التي تقيس درجة تلوثهم للهواء، سواء عبر استهلاك الوقود أو الكهرباء أو غيرها من الأنشطة، التي تؤدي إلى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون.
ويقول المتحدث باسم "شبكة تونس الخضراء" حسام حمدي إنه جرى تطوير التطبيق بالتعاون مع شركة ناشئة متخصصة في الحلول التكنولوجية وخبراء بيئيين، مشيراً إلى أن النسخة التجريبية التي جرى إطلاقها لاقت إقبالاً كبيراً. ويوضح أن نسخة أكثر تطوراً ستطلق قريباً، تسمح بإطلاع المشتركين على كافة حملات التشجير المبرمجة والأماكن التي تؤمّن شتلات قابلة للغرس.
ويؤكد حمدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه أصبح من الضروري تطويع الحلول التكنولوجية لخدمة البيئة وتحسين نوعية الهواء والحد من تأثيرات الحرارة وتراجع سقوط الأمطار على المواطنين.
وفي سياق متصل، يشير إلى أن "قياس البصمة الكربونية يعدّ محفّزاً جيداً للانخراط الجماعي في حملة تشجير واسعة تهدف إلى غرس 12 مليون شجرة خلال السنوات المقبلة"، معتبراً أن إعادة المساحة الخضراء في الغابات التي قضت عليها الحرائق التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية يتطّلب وعياً بيئياً واسعاً.
وسجّلت تونس صيف عام 2021 معدّلات حرارة قياسية لم تشهدها البلاد منذ أكثر من 50 عاماً. كما احتلت محافظات تونسية المرتبة الثالثة عالمياً لتسجيلها أعلى درجات الحرارة عالمياً.
وتسبّبت موجة الحرّ القياسية في خسارة أكثر من 25 ألف هكتار من الغابات التي أتت عليها الحرائق في المناطق الغربية، الأمر الذي نتج عنه فقدان مواطن الشغل لدى سكان تلك المناطق الذين فقدوا مواشيهم وأشجارهم ليصيروا أكثر فقراً.
وكشف تقرير صدر عن معهد التأثيرات الصحية الأميركي لتقييم وضع تلوث الهواء في العالم أخيراً، أن منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط تسجّل أعلى معدلات تركز للجزئيات الملوثة في الهواء بالمقارنة مع عدد السكان.
ووضع التقرير تونس ضمن البلدان التي تسجل أعلى معدلات للجزئيات الملوثة في الهواء بمعايير جودة الهواء التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
وأدى تلوّث الهواء في تونس إلى وفاة 4500 شخص عام 2015. ويقدم موقع "ستايت أوف غلوبال إير"، الذي نشر من خلاله التقرير، معلومات عن ارتفاع عدد الوفيات المرتبط بتلوث الهواء في تونس منذ 1990، مع الإشارة إلى أنها سجلت 3600 حالة وفاة عام 2010، و2600 حالة عام 1990.