تونسيون يقاومون الضغط النفسي والعزلة بالحيوانات الأليفة

09 يونيو 2021
شغف بتربية الكلاب (الشاذلي بن إبراهيم/ Getty)
+ الخط -

في خلال أزمة كورونا، باتت الأسر التونسية أكثر إقبالاً على تربية الحيوانات الأليفة في داخل مساكنها، وإن كانت المساحات ضيّقة وغير كافية لإيواء حيوانات. وقد تحوّل الشغف بالقطط والكلاب لدى التونسيين، إلى ما يشبه الظاهرة التي خلقت سوقاً نشطاً للحيوانات على صفحات التواصل الاجتماعي. وصار هؤلاء يتشاركون على تلك الصفحات تجاربهم في تربية حيواناتهم، كما يعرضون بعضها للتبنّي أو للبيع والهدف حمايتها والاستفادة من رفقتها.

يقول الطبيب المتخصص في الأمراض النفسية والعقلية، سفيان الزريبي، إنّ "تنامي إقبال التونسيين على تربية القطط والكلاب تحديداً في الفترة الأخيرة، يشير إلى بحث عن الأمان العاطفي ورغبة في كسر العزلة والشعور بالوحدة اللتَين تسبّبت فيهما فترات الحجر الصحي الطويلة من جرّاء الأزمة الصحية على خلفية تفشي فيروس كورونا الجديد في البلاد". ويشرح الزريبي لـ"العربي الجديد" أنّ "تربية الحيوانات الأليفة في بيوت التونسيين تحوّلت إلى ظاهرة تستحقّ التوقف عندها لدراستها وفهمها في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة أثّرت بشدّة على نفسية التونسيين وجعلت المزاج العام سلبياً".

يضيف الزريبي أنّ "الأسر التونسية تعاني من ضغوط متعددة الأبعاد ما يفسّر إقبالها على تربية الحيوانات"، مؤكداً أنّ "هذه الظاهرة تبرز بحث التونسي عن العاطفة الصادقة التي توفّرها الحيوانات نظراً إلى أنّ هذه الكائنات تمنح مربّيها حبّاً غير مشروط بخلاف ما تكون العاطفة بين الأشخاص، التي تأتي في الغالب مبنية على مصالح". ويتابع الزريبي أنّ "ثمّة إحساساً عاماً بالقلق والخوف والضغط النفسي الشديد، تساعد تربية الحيوانات على احتوائه"، مشيراً إلى أنّ مصحّات متخصصة في العلاج النفسي تعتمد على الحيوانات الأليفة في نوع من أنواع علاجاتها.

ويكمل الزريبي أنّ "الأسر التونسية تعتمد على الحيوانات، لا سيّما الكلاب، لأهداف مختلفة منها المرافقة والحراسة نظراً إلى تزايد الجريمة والسرقات. فالكلاب قد تؤدّي دوراً مهماً في توفير الأمان لمالكيها، وهو ما يفسّر الارتفاع الكبير في أسعار عدد من الأصناف.

ومنذ عام 1994، وضع المشرّع التونسي قوانين لتربية الحيوانات، تقوم أساساً على مبدأ الاعتراف بالحاجة إلى الاعتناء برفاهية تلك الكائنات وإلى حمايتها. كذلك وضع قانون للعقوبات في حال الإخلال بتربية هذه الكائنات، وذلك بهدف تطوير فكرة الرفق بالحيوانات بين البشر ومنع إصاباتها بأيّ سوء. من جهة أخرى، أنشأت جمعيات مستقلة في السنوات الأخيرة مأوى للقطط والكلاب الضالة، معتمدة في ذلك على جهود متطوعين ومبادراتهم. ويسمح المشرفون على هذه المآوي للراغبين في كفالة حيوانات، بتبنّيها شريطة الالتزام بحسن العناية بها.

المساهمون