- المستشفى يقدم خدمات طبية متنوعة ويعمل به 342 موظفاً، ويستقبل أكثر من 15 ألف مراجع شهرياً، مما يجعله أحد أكبر المستشفيات في شمال غرب سورية.
- توقف التمويل يأتي في وقت حرج، مع تعبير السكان المحليين والنازحين عن قلقهم العميق إزاء توقف الخدمات الصحية، مما يسلط الضوء على الحاجة الماسة لاستمرار الدعم الدولي.
حذّر مدير مستشفى الرحمة في بلدة دركوش التابعة لمنطقة جسر الشغور في ريف إدلب شمال غربي سورية، أحمد غندور، من كارثة إنسانية خطيرة في حال توقف الدعم عن هذه المؤسسة الصحية التي تخدم أكثر من 700 ألف شخص بين نازحين في المخيمات وسكان في المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات غندور لـ"العربي الجديد" في ظل تخفيض التمويل من قبل الجهات المانحة وتوقف الدعم عن كافة الأقسام الطبية بالمستشفى نهاية إبريل/نيسان الماضي، موضحاً مدى تأثير القرار على معظم المراجعين وهم أساساً من الفقراء والنازحين والمُهجّرين الذين لا يملكون قوت يومهم.
وأُسّس المستشفى في نهاية عام 2012، وبدأ العمل فيه مطلع عام 2013 ومنذ ذلك الحين يُقدّم الخدمات مجاناً للمراجعين، وفق توضيحات مديره أحمد غندور لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أن المستشفى يضم أقسام الإسعاف والطوارئ والعمليات الجراحية وهي 6 غرف عمليات (جراحة عامة - جراحة بولية - جراحة عصبية - جراحة عظمية - جراحة فكية - جراحة أنف وأذن وحنجرة)، بالإضافة إلى العمليات التنظيرية بكافة فروعها، وقسم العناية المشددة، بأربعة أسِرة للأطفال و10 للبالغين، وقسم الأشعة بأفرع الطبقي المحوري والصور الشعاعية وعيادة الإيكو، إضافة لقسم الكلية، وبه عيادة وقسم غسيل كلى".
وأضاف غندور: "يضم المستشفى أقسام المعالجة الفيزيائية والدعم النفسي واللقاح وبنك الدم والثلاسيميا، أما قسم الأطفال ففيه أجنحة المرضى و27 سريرا، إضافة لجناح العزل وفيه 6 أسرة، وجناح الحواضن ويضم 12 حاضنة وعيادة، بالإضافة لقسم المختبر". متابعا: "يبلغ عدد الكوادر العاملة في المستشفى 342 موظفا، موزعين بين أطباء مختصين وفنيين وأطر تمريض وإداريين وعمال وحراس، فيما يزيد عدد المراجعين للمستشفى عن 15 ألفا شهرياً".
واعتبر غندور أن قرار إيقاف تمويل مستشفى الرحمة تزامن مع إيقاف مستشفيات أخرى ضمن المنطقة لأسباب متعلقة بقرارات أممية سواء على المستوى الصحي أو الإغاثي، وهذا يمكن أن يسبب زيادة في نسبة الأمراض والأوبئة وينعكس سلباً على حياة الناس. مضيفا: "بدأنا حملة مناصرة للتعريف بالمستشفى وخطورة توقف الدعم عنه، طبعا الكادر يعمل بالكامل بشكل تطوعي لكنه يركز على الخدمات الإسعافية في الوقت الحالي".
والمستشفى هو من أكبر المستشفيات في منطقة شمال غرب سورية، وتوقف تمويله شكل صدمة للسكان في المنطقة لا سيما أنهم يعتمدون على الخدمات المجانية فيه بشكل شبه كامل.
عباس المحمد المقيم في بلدة دركوش، أوضح أنه تلقى خبر توقف تمويل مستشفى الرحمة في البلدة بصدمة، وقال لـ"العربي الجديد": "لا يمكننا الذهاب إلى المستشفيات الخاصة أو تحمل تكاليف باهظة للعلاج، المستشفى يغنينا عن كل هذا، نجد فيه كافة الخدمات الصحية التي نحتاجها، أنا مقيم في البلدة منذ عام 2018، لم أحتج يوما أن أذهب إلى مستشفى آخر".
ويصف المحمد السوري النازح من ريف حمص، توقف خدمات المستشفى بالكارثة على السكان، مضيفا: "نرجو أن يستمر العمل في المستشفى، لا يمكن تحمل تكاليف الأدوية والعلاج أو التنقل للوصول إلى المستشفيات المجانية خاصة بحال مرض الأطفال".
أما ليلى مصطفى نازحة من ريف اللاذقية مقيمة في بلدة دركوش، فقد أشارت في حديثها لـ"العربي الجديد" إلى أنها أم لثلاثة أطفال، ولا تجد أي صعوبة في الوصول للمستشفى، لكنها مع توقف دعمه ستواجه مصاعب كثيرة، وقالت: "زوجي يعمل بعيدا عن دركوش ومنذ سنوات ونحن نقيم فيها، في حال مرض أحد الأطفال كنت أراجع المستشفى، لكن الوضع بحال توقفه عن العمل سيكون سيئا للغاية، نرجو أن يبقى قيد العمل".
وسبق أن أعلنت إدارة مستشفى أطمة الخيري شمال غربي سورية تقليص الخدمات المقدمة للمراجعين بسبب توقف التمويل، موضحة استمرار العمل بشكل تطوعي اعتباراً من مطلع العام 2024، مع تقليص الخدمات المقدمة للمراجعين بسبب توقف التمويل.
ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية، أن نحو مليوني نازح يعيشون في مخيمات الشمال الغربي، بينما يبلغ عدد السكان 4.5 ملايين نسمة، ويواجه هؤلاء مصاعب كبيرة في الحصول على الخدمات الصحية كونهم غير قادرين على تحمل أعباء المستشفيات الخاصة.