مع ارتفاع أعداد المصابين بمرض السكري في الولايات المتحدة الأميركية، ظهرت العديد من الدعوات إلى ضرورة إجراء فحوص مبكرة للكشف عن المرض، خاصة بين الشباب أو الأشخاص تحت سن الـ 35، ويعانون من زيادة في الوزن أو السمنة. وقد كتب مجموعة من الخبراء الطبيين توصياتهم بضرورة إجراء الفحوص الطبية المبكّرة للكشف عن السكري، في مجلة JAMA "مجلة الجمعية الطبية الأميركية" ونقلتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وتهدف التوصية إلى التقليل من عدد البالغين المصابين بمرض السكري، الذين يبلغ عددهم الآن حوالي 34 مليون شخص في الولايات المتحدة، وهو ما يشكّل نحو 13 في المائة من السكان البالغين فيها، بحسب بيانات صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
يُعتبر الوزن الزائد من أقوى العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، ويُعاني مرضى السكري من الكثير من ارتفاع نسبة الجلوكوز (السكر) في الدم. بالإضافة إلى ذلك، تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنّ حوالي 88 مليون بالغ يعانون مما يسمى "مقدمات السكري"، أي عندما تكون مستويات السكر في الدم أعلى من الطبيعي ولكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص مرض السكري، ولكن غالباً ما تتطوّر مقدمات السكري إلى مرض السكري الكامل.
أشار تقرير فريق العمل إلى أنّ فحص مقدمات السكري ومرض السكري في سنّ أصغر، يتم إجراؤه عن طريق اختبار دم بسيط، يتيح الكشف المبكر والتشخيص والعلاج للحالة التي يمكن أن تسبّب مشاكل صحية خطيرة، بل ومهدّدة للحياة بمرور الوقت، بما في ذلك أمراض القلب وفقدان البصر وأمراض الكلى. يُنظر إلى تعديلات نمط الحياة، من تناول الأكل الصحي، وممارسة التمارين الرياضية وفقدان الوزن على أنها خطوات أولى مهمة في الوقاية من الحالة أو علاجها.
بموجب قانون الرعاية الميسّرة التكلفة في الولايات المتحدة، يجب على شركات التأمين تغطية الاختبارات التي تمّت الموافقة عليها من قبل فريق العمل بالكامل، دون تحميل المريض أي تكاليف مادية.
وجدت دراسة أنّ واحداً من بين كل سبعة بالغين أميركيين مصاب بالسكري الآن، وهو أعلى معدل على الإطلاق.
وتعدّ هذه الزيادة مقلقة بشكل خاص وسط الوباء، لأنّ مرض السكري هو إحدى الحالات الطبية المزمنة التي تزيد من احتمال تطوّر عدوى فيروس كورونا إلى مرض شديد ودخول المستشفى أو حتى الموت.
وقالت فرقة العمل بجسب تقرير المجلة الطبية، "إنّ مقدمي الرعاية الصحية يجب أن يفكّروا في فحص بعض الأفراد حتى قبل سن 35 عاماً، إذا كانوا معرّضين لخطر متزايد. وهذه الفئة تشمل الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بمرض السكري أو لديهم تاريخ شخصي لحالات مثل سكري الحمل، والأشخاص من ذوي البشرة السوداء، أو من أصل إسباني، أو أميركي أصلي، أو من سكان ألاسكا الأصليين، أو أميركيين آسيويين، إذ أنه ترتفع نسبة مرض السكري بين هذه المجموعات مقارنة بالأميركيين البيض".
كما وجدت الدراسة، أنّ حوالي ثلث البالغين في الولايات المتحدة يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم، وهي حالة تسمى ما قبل السكري والتي تسبق مرض السكري من النوع 2 ويمكن أن تتطور إلى مرض كامل.