وجّه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم الأحد، بالانتهاء سريعاً من إزالات في منطقة "السكر والليمون" السكنية بحيّ مصر القديمة في قلب العاصمة القاهرة، من ضمن مشروع تطوير محيط سور "مجرى العيون" الأثري الهادف إلى إعادة إحياء مناطق القاهرة التاريخية والاستفادة من موقعها المميز في جذب الحركة السياحية.
واطّلع مدبولي على الإزالات الجارية في منطقة "السكر والليمون" على مساحة 17 فداناً، وإجراءات حصر العقارات والسكان المقرّر منحهم وحدات بديلة في مشروع "أرض الخيّالة" بمنطقة البساتين الذي يضمّ 42 عقاراً مخصصاً لسكان العشوائيات والمناطق غير الآمنة في جنوب القاهرة.
وقد صرّح محافظ القاهرة خالد عبد العال بأنّ الأجهزة التنفيذية في المحافظة انتهت من إزالة 520 عقاراً تسكنها 1500 أسرة تقريباً، مضيفاً أنّ العمل جارٍ على "إزالة مناطق الجيارة وحوش الغجر والسكر والليمون في مصر القديمة، ضمن مخطط الحكومة للقضاء على العشوائيات، وإعلانها كمناطق إعادة تخطيط تضم أبراجاً سكنية حديثة يحدّها نهر النيل من الغرب وسور مجرى العيون من الشمال ومنطقة تطوير المدابغ من الشرق".
وتشهد هذه المنطقة التاريخية تنفيذ حملة موسّعة لإزالة العقارات مع تهجير قسري للمواطنين المصريين منذ عام 2021، تحت مزاعم التطوير، واستغلال الأراضي المقامة عليها في تنفيذ مشروعات سكنية وترفيهية تشمل أسواقاً تجارية ومسارح وصالات سينما ومطاعم، في إطار مشروع "إحياء القاهرة التاريخية" لجذب السياح.
ويتّهم باحثون وخبراء تخطيط عمراني السلطات المصرية بإحداث شروخ من غير الممكن معالجتها في النسيج العمراني للقاهرة، كون الحكومة لا تستعين بآراء خبراء ولا تأخذ في عين الاعتبار خيارات السكان والبعد التاريخي والنسيج العمراني للمناطق قبل هدمها.
وتستند عمليات الهدم إلى قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رقم 187 لعام 2020، الذي يتضمّن تعديلاً لبعض أحكام القانون رقم 10 لسنة 1990 بشأن نزع ملكية العقارات للمنفعة العامة. وقد نصّ القرار على "تقرير المنفعة العامة بقرار رئيس الجمهورية، أو من يفوّضه، مرفقةً به مذكرة ببيان المشروع المطلوب تنفيذه وقيمة التعويض المبدئي للسكان بعد نزع عقاراتهم".