تلاميذ مصريون يفترشون الأرض مع انطلاق الدراسة

11 أكتوبر 2021
وصل التكدس في بعض الفصول إلى أكثر من 100 تلميذ في ظل نقص كبير بعدد المقاعد (فيسبوك)
+ الخط -

"في دول ضاعت حولنا ماكنش فيها أمية، وكان فيها مستوى تعليم عالي، لكن ده ماحفظش وطنهم من الضياع. التعليم يعمل إيه في وطن ضايع؟"، هكذا عبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن رؤيته حيال منظومة التعليم عام 2016، والتي تشهد حالاً من الانهيار الواضح منذ توليه الحكم، جراء منح الأولوية في الإنفاق لقطاعات مثل الطرق والإسكان على حساب التعليم والصحة.

وشهد اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في مصر، الأحد، تكدساً شديداً للتلاميذ داخل الفصول في أغلب المدارس الحكومية، وصل في بعضها إلى أكثر من 100 تلميذ في الفصل الدراسي الواحد، ما دفع المسؤولين عنها إلى طلب مقاعد إضافية من وزارة التربية والتعليم، وسط غياب تام للإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها الوزارة في مواجهة أزمة تفشي جائحة كورونا.

تكدس التلاميذ مع افتتاح العام الدراسي - مصر - فيسبوك

وأصدر وكيل وزارة التربية والتعليم في محافظة القليوبية، ياسر محمود، قراراً بعزل مدير مدرسة المثلث الابتدائية في منطقة الخانكة من منصبه، وإحالته إلى التحقيق، مع تعيين آخر بدلاً عنه، رداً على تداول صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تكدس التلاميذ في أحد الفصول، وهم جالسون على الأرض، لعدم وجود مقاعد دراسية لهم.

وقالت الوزارة، في بيان، إنها أرسلت لجنة من هيئة الأبنية التعليمية لمد التلاميذ في المدرسة بالمقاعد اللازمة لهم، بحيث يجلسون على المقاعد المخصصة للدراسة اعتباراً من الغد، مع التنبيه على مدارس التعليم الابتدائي (الأساسي) ذات الكثافات المرتفعة بالعمل بنظام الفترات الممتدة لتخفيف الكثافات بين التلاميذ، والالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي داخل الفصول.

من جهته، قال وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، في مداخلة هاتفية مع قناة "صدى البلد"، مساء الأحد، إن الوزارة رصدت بعض المشكلات المتعلقة بالقرارات الإدارية الخاطئة، وجار التعامل معها أملاً في استقرار الأوضاع بعد مرور ثلاثة أو أربعة أيام من بدء العام الدراسي، عازياً أزمة تكدس الفصول إلى استقبال الوزارة قرابة 20 ألف طلب شهرياً من أولياء الأمور، بخصوص التحاق أبنائهم بالمدارس القريبة من أماكن سكنهم بغض النظر عن زيادة الكثافات.

وأضاف: "لو قلنا مش هاندخل حد من التلاميذ فوق الكثافة الناس هاتثور علينا، وبالتالي الدولة غير قادرة على تلبية كل هذه الطلبات، والناس ترجع تشتكي"، مستطرداً أن "التعليم منظومة هائلة الحجم، وتزداد مشاكلها يوماً عن يوم، لا سيما مع أزمة فيروس كورونا، وفي مقدمتها مشكلة الكثافات الطلابية التي تحتاج إلى توفير 120 مليار جنيه لحلها"، وفق قوله.

وتابع شوقي: "منصات التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، والبعض يستغل هذه المنصات في تصدير صورة سلبية عن منظومة التعليم في مصر، من دون إبراز الصورة الإيجابية"، مستكملاً: "في بداية كل عام دراسي لا بد من انتشار صور، لا نعلم مصدرها، عن الكثافات في الفصول. ويقولوا شوفوا العيال قاعدين على الأرض"، على حد تعبيره.

وزاد قائلاً: "لدينا 60 ألف مدرسة، و23 مليون طالب تقريباً، والبعض يعمم الحديث الخاص بتواجد بين 80 و100 تلميذ في الفصل"، خاتماً: "نحن نسعى لإصلاح الأخطاء الحالية، ونحتاج إلى التكاتف، لأن الكثافات في الفصول، والعجز في عدد المعلمين، هي مشاكل موروثة، وقائمة من قبل أن أتولى المسؤولية. ونحن مضطرون إلى التعامل مع الكثافات العالية في الفصول، لأننا نعاني من عجز يصل إلى 250 ألف فصل تكلفة بنائها تتخطى 120 مليار جنيه، ولم يُخصص لنا منها في الموازنة العامة سوى 12 ملياراً".

وضاعفت الحكومة المصرية من مخصصات قطاعات الدفاع والداخلية المعنية بالأمن خلال الأعوام المالية الخمسة السابقة، على حساب مخصصات التعليم والصحة بالمخالفة لأحكام المواد 18 و19 و21 و23 من الدستور، والتي ألزمت الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي لا تقل عن 4% للتعليم ما قبل الجامعي، و2% للتعليم العالي، و1% للبحث العلمي.

وسجلت مخصصات قطاعات التعليم مجتمعة في الموازنة المصرية الجارية (2021-2022) نحو 172 ملياراً و645 مليوناً و700 ألف جنيه، أي ما يعادل 2.7% فقط من الناتج القومي الإجمالي، البالغ نحو 6.4 تريليونات جنيه، بحسب تقديرات وزير المالية، محمد معيط.

المساهمون