"الشبكة العربية": محاكمة سجناء الرأي استثنائياً تكشف زيف "استراتيجية حقوق الإنسان" بمصر
أعلنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن رفضها لإحالة سجين الرأي ومدون اليوتيوب المصري محمد أكسجين للمحاكمة أمام محكمة استثنائية - أمن الدولة طوارئ، يوم غد الإثنين 18 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بعد مرور عامين على حبسه الاحتياطي، مضيفة أنه "وبدلاً من إخلاء سبيله انصياعاً لحكم الدستور والقانون، يحال إلى محاكمة استثنائية تفتقر لأدنى معايير المحاكمة العادلة".
وقالت الشبكة العربية، في بيانها الصادر اليوم الأحد، إن "تلك المحاكمة تأتي استمراراً للتنكيل العمدي بمحمد أكسجين، والذي بالكاد قد أفلت من الموت عقب محاولته الانتحار داخل سجن طره شديد الحراسة 2، هرباً من المعاملة القاسية منذ نحو ثلاثة أشهر فقط، وقد حرم من زيارة أسرته منذ فبراير/ شباط 2020 وحتى اليوم، بالإضافة إلى إفشال محاولة محاميه زيارته بتصريح صادر من نيابة أمن الدولة العليا خلال الشهر الماضي، وعدم تحقيق البلاغ المقدم للنائب العام ضد مسؤولي منطقة سجون طره بعد استيلائهم على أصل التصريح، ومنع المحامين من الزيارة".
وتعود واقعة القبض على المدون محمد إبراهيم، صاحب مدونة "أكسجبن مصر"، إلى الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أثناء وجوده في قسم شرطة البساتين لتنفيذ التدبير الاحترازي على ذمة القضية 621 لسنة 2018، وأخفي قسرياً لأيام عدة حتى ظهر بسرايا نيابة أمن الدولة، متهماً بمشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها ونشر أخبار وبيانات كاذبة في القضية رقم 1356 لسنة 2019 حصر تحقيق.
واستمر حبسه الاحتياطي حتى يوم 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وقررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة في منطقة سجن طره إخلاء سبيله بتدبير احترازي، وهو القرار الذي لم تنفذه الأجهزة اﻷمنية وتحفظت عليه، ليفاجأ محاموه بعرضه مساء يوم 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 على نيابة أمن الدولة العليا متهماً للمرة الثالثة بالانضمام إلى جماعة إرهابية على ذمة القضية 855 لسنة 2020 حصر تحقيق نيابة أمن الدولة العليا، وهي القضية التي بدأت وقائعها، إن صحت، خلال وجود أكسجين خلف جدران السجن شديد الحراسة، وفي حوزة اﻷجهزة الأمنية وبعلم النيابة العامة. واستمر تجديد حبسه دونما تحقيق أو عرضه على النيابة العامة التي اكتفت بالتجديد الورقي.
اعلنت #الشبكة_العربية عن رفضها القاطع لاحالة سجين الرأي و مدون اليوتيوب “#محمد_أكسجين” للمحاكمة أمام #محكمة_استثنائية “أمن الدولة طوارئ” يوم غد الاثنين 18أكتوبر ، وذلك بعد تجاوزه عامين على حبسه الاحتياطي
— ANHRI-الشبكة العربية (@anhri) October 17, 2021
للإطلاع : https://t.co/LwDODn2AuF pic.twitter.com/QoTJAQHVzf
وجاء قرار نيابة أمن الدولة العليا بإحالة المدون محمد أكسجين، مشتملاً الناشط والمدون علاء عبد الفتاح، والمحامي الحقوقي محمد الباقر، بمزاعم نشر اﻷخبار والبيانات الكاذبة التي من شأنها إلحاق الضرر بالبلاد واقتصادها ومؤسساتها.
وقالت الشبكة العربية إن هذا القرار "ليعبر بوضوح عن النهج الجديد لنيابة أمن الدولة بإحالة سجناء الرأي الذين تخطت مدد حبسهم الحدود القانونية المقررة قانوناً إلى محاكمات استثنائية، وبالتحديد محاكم الجنح باختصاص محكمة أمن دولة طوارئ، والتي تستثنى أحكامها من الطعن عليها أمام محكمة أعلى، ويكتفي بعرض الحكم الصادر منها على ما يسمى الحاكم العسكري الذي يخوله قانون الطوارئ سلطات مطلقة بشأن التصرف في تلك الأحكام حتى بات له من السلطة اﻷمر بإلغاء الحكم أو طلب تشديد العقوبة".
وأكدت الشبكة العربية موقفها الرافض لكافة المحاكمات الاستثنائية واستخدامها في مواجهة سجناء الرأي للإبقاء عليهم داخل السجون، بعدما افتضح أمر التدوير وتلفيق الاتهامات لهم وهم مقيدي الحرية باصطناع محاضر تحريات ملفقة بحقهم.
وناشدت الشبكة العربية المجلس اﻷعلى للقضاء "الانتباه إلى أمر تلك الإحالات التي طاولت عدداً كبيراً من سجناء الرأي في الآونة اﻷخيرة، ومتابعة قضاته في هذا الشأن وإعلانه لهم ما يجب أن يتبع من مبادئ الإنصاف والعدالة واجبة الاتباع، حتى لا تفقد الثقة بالعدالة، ويظل بعضاً من اﻷمل في تحققها قائماً لدى المواطنين".