تقرير حقوقي: أكثر من 15 ألفاً قُتلوا تحت التعذيب في سورية

26 يونيو 2024
زوجة معتقل سوري برفقة أطفالها في وقفة بإدلب ضد التعذيب، في 1 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- منذ مارس 2011 حتى يونيو 2024، شهدت سوريا مقتل أكثر من 15 ألف شخص تحت التعذيب وأكثر من 157 ألف معتقل أو مختفٍ قسريًا، مع تحميل النظام السوري المسؤولية الأكبر لهذه الانتهاكات التي شملت أطفالاً ونساءً.
- تقرير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية يكشف عن مقتل أكثر من 650 فلسطينيًا تحت التعذيب، مؤكدًا على استمرار الانتهاكات وضرورة تحرك دولي لدعم الضحايا وعائلاتهم.
- الشهادات الحية والتوثيق المستمر للانتهاكات يبرزان الحاجة لبرامج تأهيلية لضحايا التعذيب ودعم عائلاتهم، مع التأكيد على أهمية التدخل الدولي والحقوقي لكشف مصير المعتقلين والمختفين قسريًا.

أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 15 ألفاً تحت التعذيب في سورية على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة منذ مارس/ آذار 2011 إلى غاية يونيو حزيران 2024، بالإضافة إلى وجود أكثر من 157 ألف معتقل أو مختفٍ قسرياً يعانون من التعذيب.

وأوضحت الشبكة الحقوقية في تقرير صدر عنها، اليوم الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، أن نحو 5264 طفلًا وأكثر من عشرة آلاف و200 سيدة، من ضمن 157287 شخصًا معتقلين ومختفين قسرًا لدى أطراف النزاع في سورية، بينهم 1305 أطفال و6698 سيدة، مشيرة إلى مسؤولية النظام السوري عن اعتقال وإخفاء 86 بالمائة منهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 15383 شخصًا قتلوا بسبب التعذيب في سورية على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في البلاد، من بينهم 199 طفلًا و115 أنثى بالغة. وقالت الشبكة في تقريرها: "النظام السوري مسؤول عن مقتل 15098، بينهم 190 طفلًا و95 سيدة، وتنظيم "داعش" مسؤول عن مقتل 32، بينهم طفل و14 سيدة، أما هيئة تحرير الشام فمسؤولة عن مقتل 56 بينهم طفلان وسيدة واحدة، فيما قتل 105 أشخاص، بينهم 3 أطفال وسيدتان، بسبب التعذيب على يد قوات سوريا الديمقراطية، وقتل 62، بينهم طفل وسيدتان، بسبب التعذيب على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة والجيش الوطني. وسجل مقتل 30 شخصًا، بينهم طفلان وسيدة واحدة على يد جهات أخرى.

وأوضح إبراهيم العبدالله، أحد المعتقلين السابقين في سجون النظام السوري من ريف حمص الشرقي لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "اعتقلت عدة أشهر عام 2012. لم تتجاوز فترة اعتقالي وتنقلي في الأفرع الأمنية بدمشق 5 أشهر. حينها دفع والدي الكثير من المال في سبيل الإفراج عني. تعرضت لشتى أنواع التعذيب والضرب، خصوصاً خلال نقلي بين الأفرع الأمنية، لا أتصور أني كنت سأبقى على قيد الحياة بحال اعتقالي لعام أو أكثر".

أكثر من 650 فلسطينياً قُتلوا تحت التعذيب في سورية

بدورها، قالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في تقرير صدر عنها اليوم، إن أكثر من 650 فلسطينيًا قُتلوا تحت التعذيب في السجون السورية. وأضافت أن "الفلسطينيين على امتداد سنوات الحرب في سورية تعرّضوا لأحد أبشع الأعمال ضد البشر على يد القوات السورية والأجهزة الأمنية وفصائل المعارضة، ما أوقع ضحايا ومفقودين".

وأكدت المجموعة في التقرير، أن "السلطات السورية تواصل ممارسة انتهاكاتها بحق آلاف المعتقلين الفلسطينيين والسوريين، رغم أن القانون الدولي يحظر التعذيب بكل أشكاله"، مشيرة إلى أن "أكثر من 3500 فلسطيني بينهم مئات الأطفال والنساء لا يعرف مصيرهم، ومعرضون للمعاملة غير الإنسانية في السجون السورية".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وطالبت المجموعة بضرورة دعم عائلات ضحايا التعذيب والمعتقلين التي تدهورت أوضاعها المعيشية بسبب فقدان المعيل، داعية المؤسسات الدولية والحقوقية إلى وضع برامج تأهيلية لضحايا التعذيب للمساهمة في التعافي مما تعرضوا له في المعتقلات.

بدوره، قال فايز أبو عيد، مدير مجموعة العمل لـ"العربي الجديد": "بالنسبة إلى عائلات الضحايا، فإنها منكوبة ولا أحد من المنظمات الإنسانية أو الحقوقية يخفف من آلامهم، بالكشف عن مصير أبنائهم في سجون النظام السوري، الذي لا يسمح للمنظمات الدولية بزيارة معتقلاته وما زال يتكتم ويخفي بيانات المعتقلين، ولا يسمح لعائلاتهم بزيارتهم ومعرفة أي شيء عنهم. وأوضح أن المجموعة توثّق من طريق شبكة مراسليها وتواصل بعض العوائل معها هذه الحالات، مشيراً إلى أنه قبل نحو شهر اعتقل لاجئ فلسطيني من منطقة صحنايا دون معرفة السبب. وأضاف أبو عيد: "وثّقنا أكثر من 3100 معتقل فلسطيني في سجون النظام، والعدد الحقيقي أكبر من ذلك، وهذا الأمر بسبب خشية بعض الأهالي من التصريح عن أبنائهم خوفًا عليهم.