نظّم سكّان مدينة الأتارب شمال غربي سورية، أمس الاثنين، وقفة تضامنية احتجاجاً منهم على التهميش الذي تتعرض له المدينة من قبل "حكومة الإنقاذ" المنبثقة عن "هيئة تحرير الشام" التي نقلت المراكز الخدمية إلى خارجها، بذريعة قربها من خط المواجهات من النظام السوري.
المدينة يقطنها في الوقت الحالي نحو 70 ألف شخص، وفق ما بين يوسف اليوسف، أحد وجهاء مدينة الأتارب لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أن عدد السكان" بين مجتمع مضيف من أهالي مدينة الأتارب وإخوتنا ممن هجروا من مناطق أخرى في سورية يبلغ نحو 70 ألفاً، نزحوا نزوحاً داخلياً".
ويصف اليوسف المدينة قائلاً: "كانت الأتارب سابقاً تتوافر بها كل الخدمات الاجتماعيّة والأساسية، وكانت تتبع مديرية منطقة حلب، وبها مديرية منطقة طبية، وكان يوجد بها إدارة للمخابز، ومديرية المواصلات، ومديرية التربية والتعليم، إضافة إلى مجمع تربوي، ولكن وبحجج غير مقبولة بالنسبة للناس بدأت حكومة الإنقاذ نقل هذه القطاعات من الأتارب إلى أماكن تبعد حوالي 15 كيلومتراً".
ويرى اليوسف أن "ذرائع سحب الخدمات من الأتارب ونقلها لمدينة الدانا واهية، والادعاء بأن المدينة أصبحت في خط مواجهة أول مع النظام غير صحيح، حيث تبعد الأتارب عن الدانا نحو 10 كيلومترات، وأي قذيفة مدفعية تصل لمدينة الدانا أيضاً، وبالتالي الحجة غير مقبولة".
السجل المدني والمحكمة ومشفى الأطفال والأمومة، كلها انتقلت إلى الدانة، بحسب اليوسف، مشيراً إلى أن الأتارب في السابق كانت تضم عدداً من المراكز الخدمية "كانت مدينة الأتارب تضم مجمعاً تربوياً إضافة لمديرية التربية، حالياً يضطر الطالب للذهاب إلى ترمانين التي لا توجد على خط السير، والذهاب إليها مكلف مادياً".
"تعيش الأتارب حالة موت بطيء" وفقاً لـ اليوسف، موضحاً أن المدينة تحولت لمنطقة مهمشة بالكامل، لم يعد فيها مركز مواصلات أو خدمات تعليمية ولا حتى مشفى، إضافة للسجل العقاري والمدني والمحكمة كلها جرى نقلها خارج المدينة، وهو ما أثر في نشاط المنظمات الإنسانية التي تحجم عن العمل في مناطق قريبة من خط التماس مع النظام كما يجري الترويج للأتارب.
من جانبه، يقول عبد الهادي لطوف، من وجهاء المدينة لـ"العربي الجديد": "مدينة الأتارب دُرة الريف الغربي، ذات تاريخ عريق منذ القدم، وهي أول مدينة ثارت على النظام المجرم في حلب وريفها، وأول مدينة دخلها جيش النظام المجرم، وأول مدينة تعرضت للقصف المتواصل منذ انطلاق الثورة حتى تاريخه، دمر أكثر من ثلثي المدينة. سوقها الرئيسي والوحيد وقعت فيه مجازر راح ضحيتها المئات من الشهداء".
وانتقد لطوف تفريغ المدينة من جميع المرافق العامة كالجامعة ومديرية التربية والمجمع التربوي، ونقل السجل العقاري، كما نُقل بنك الدم، أضف إلى ذلك جميع الطرق في المدينة سيئة جداً، مطالباً بـ "استعادة كل ما نُقل خارج المدينة الذي هو بالأصل موجود، وأهل الأتارب حافظوا عليه بالدم والتضحيات".