الأسير المسنّ أحمد رزق قديح من غزة.. تعرّض للتعذيب واستشهد متمنياً الاغتسال والطعام

02 مارس 2024
كان آخر طلب له من المعتقلين أنه يريد الاغتسال والطعام (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم السبت، "أنّه واستنادًا للمتابعة التي جرت منذ أول من أمس حول معلومات تتعلق باستشهاد مسنّ من غزة في أحد معسكرات الاحتلال الإسرائيلي، تبين أنه الشهيد أحمد رزق قديح (78 عامًا)، الذي اعتقل خلال عملية الاجتياح البري لخانيونس التي نفذها الاحتلال في تاريخ السابع من فبراير/شباط 2024، إلى جانب أفراد من عائلته".

وبحسب شهادة أحد المعتقلين الذي أفرج عنه مؤخرًا وكان برفقته، ونشرتها الهيئة والنادي، في بيان صحافي، "فإن المسن قديح تعرض لعمليات تعذيب بعد اعتقاله، واستشهد في أحد المعسكرات، من دون معرفة اسم المعسكر بشكل دقيق، وبحسب توصيفه، فإن المعسكر يبعد عن حاجز كرم أبو سالم نحو ساعتين".

وفي تفاصيل الشهادة، "فإن المعتقل قديح نقل للتّحقيق، وتعرض لتّعذيب شّديد تركز على أطرافه، وقد ظهرت آثاره الشديدة عليه بعد إعادته إلى مكان احتجاز المعتقلين".

وذكر الشاهد لعائلة قديح تفاصيل قاسية قبل استشهاده، وكان آخر طلب له من المعتقلين،أنه يريد الاغتسال والطعام، وبعد دقائق استشهد أمامهم، وجرى نقله لاحقا إلى جهة مجهولة. 

وأكّدت عائلة الشّهيد قديح، التي جرى التواصل معها، أنّ الشّهيد المسن لم يكن يعاني قبل اعتقاله من أية أمراض مزمنة، وهو أب لـ11 ابنًا، أحدهم استشهد عام 2008. 

وفي هذا الإطار، أكدت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أنّ الاحتلال، وكما يتعامل مع كافة معتقلي غزة والشّهداء منهم، لم يُعلن عن استشهاده وذلك في إطار جريمة الإخفاء القسري، التي يواصل ممارستها بحقّ معتقلي غزة منذ بداية العدوان والإبادة الجماعية المستمرة بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني في غزة. 

ومع ارتقاء المعتقل المسن قديح، فإن عدد الشّهداء الذين ارتقوا داخل سجون ومعسكرات الاحتلال بعد السّابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يرتفع إلى 12 شهيدًا، بينهم أربعة من غزة من بينهم الشهيد قديح، علمًا أنّ أحدهم لا يزال مجهول الهوية حتّى اليوم، يضاف إليهم الشّهيد الجريح والمعتقل محمد أبو سنينة من القدس، الذي استشهد في مستشفى (هداسا) متأثرا بإصابته. 

وأشارت الهيئة والنادي إلى أن الاحتلال كان قد اعترف بإعدام أحد المعتقلين ولم يُعلن عن هويته، ولم تصل إلى الهيئة والنادي كجهات مختصة أي معلومات بشأنه، إضافة إلى ما كُشف عنه من إعلام الاحتلال باستشهاد مجموعة من المعتقلين في معتقل (سديه تيمان) في بئر السبع، من دون الكشف عن هوياتهم وظروف استشهادهم، عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي جرت بحقّ مواطنين جرى اعتقالهم واحتجازهم ميدانيًا، وجراء التعقيدات في عمليات التوثيق في غزة، فإنه لا توجد معلومات دقيقة حول أعدادهم. 

وتابعت الهيئة والنادي، في بيان لهما، بأنّ تصاعد أعداد الشّهداء الأسرى في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر، جراء عمليات التّعذيب والإجراءات الانتقامية الممنهجة والجرائم الطبية، تشكّل قرارًا واضحًا بقتل الأسرى والمعتقلين في إطار الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والعدوان الشامل، هذا إلى جانب جريمة الإخفاء القسري التي تشكّل اليوم أبرز الجرائم الممنهجة والخطيرة التي يُصر الاحتلال على تنفيذها بحقّ معتقلي غزة. 

يُذكر أنّ المؤسسات الحقوقية المختصة وجهت نداءات متكررة للمؤسسات الدولية بكافة مستوياتها لوقف جريمة الإخفاء القسري الممنهجة، التي يهدف الاحتلال من خلالها إلى تنفيذ المزيد من الجرائم بحقّ معتقلي غزة من دون أي رقابة وبالخفاء، هذا إلى جانب تطويع القانون لممارستها بالمصادقة على لوائح خاصة بمعتقلي غزة.

المساهمون