تغير المناخ يعصف بإسبانيا والبرتغال والصين والجزائر

18 اغسطس 2022
خلال عملية إطفاء الحرائق في إسبانيا (فابيان سيمون/ Getty)
+ الخط -

واصلت إسبانيا والبرتغال جهودهما للسيطرة على حرائق الغابات، وخصوصًا وسط البرتغال، وتستمرّ تعبئة كافة الوسائل للسيطرة على حريق منتزه سيرا دا إستريلا الطبيعي.

وأكد قائد الحماية المدنية ميغيل كروس أنّ عناصر الإطفاء لا يزالون يركّزون جهودهم على حريق منتزه سيرا دا إستريلا، الذي أُعلنت السيطرة على 90 في المائة من نطاقه ظهرًا.

وعلى الأرض، يشارك في إخماد النيران أكثر من 1200 عنصر إطفاء بمساندة من ثماني طائرات.

وبعد الظهر، انشغل عناصر الإطفاء بحريق آخر في منطقة كالداس دا راينه (وسط)، وقضى أحدهم من جراء نوبة قلبية.

وشهدت إسبانيا المجاورة أيضًا موجة حرائق غابات في الأسابيع الأخيرة، أجّجها ارتفاع درجات الحرارة خصوصًا في فالنسيا (شرق).

وسجّل الحريق المندلع منذ الإثنين الماضي في بيخيس على مسافة 70 كيلومتراً نحو شمال غربي فالنسيا تمدّدًا سريعًا، وأتى على أكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي، وأدى إلى إجلاء 1500 شخص، بحسب مسؤولين محليين.

وفي فال ديبو على بعد نحو 200 كلم جنوبًا، منحت الأحوال الجوية فترة راحة قصيرة لمئات الإطفائيين، الذين يكافحون حريقًا كبيرًا يوم السبت الماضي. إلا أنّ الأمطار وحبّات البرَد التي تساقطت على المنطقة، حيث أتت النيران على أكثر من 11 ألف هكتار من الأراضي، حالت دون تحرك طائرات مكافحة الحرائق وفرقها.

وفي البرتغال، تجدّد الحريق في سيرا دا إستريلا الإثنين، بعدما أُعلنت السيطرة عليه الأسبوع الماضي. وفُتح تحقيق للوقوف على أسبابه. ويُعد حريق سيرا دا إستريلا، الذي أتى على نحو 25 ألف هكتار من هذه المحمية بحسب التقديرات الأولية، الأكبر في البرتغال هذا الصيف. وأفادت خدمات الطوارئ الإسبانية بأنّ رائحة الحريق وصلت إلى مدريد. 

واندلع الحريق في 6 أغسطس/ آب قرب كوفيلا (وسط)، ودمّر غابات فريدة من النباتات في المحمية الطبيعية المدرجة في لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والطفولة (اليونسكو) وسط سلسلة جبال سيرا دا إستريلا البالغ ارتفاعها حوالي ألفي متر.

وعاش سكان قرية أورجيس، الواقعة على سفح سلسلة الجبال، أوقاتا عصيبة مع اقتراب ألسنة اللهب من منازلهم. 

إلى ذلك، أخليت مئات المنازل في نيوزيلندا بعد فيضانات نجمت عن أمطار غزيرة خلال عاصفة ضربت بعض مناطق ساوث آيلاند في جنوب الجزيرة. وأدت العاصفة استوائية المنشأ التي رافقها هطول أمطار إلى فيضان مياه الأنهار وسقوط أشجار، ما تسبب في إغلاق محاور طرقات أساسية.

وكانت السلطات قد أعلنت، أمس الأربعاء، حالة الطوارئ في بولر في منطقة الساحل الغربي وفي مدينة نيلسون، حيث تم إخلاء 233 منزلاً بعد هطول كميات تعادل شهراً من الأمطار خلال أقل من 15 ساعة.

وتحت تأثير هذه الأمطار، فاضت مياه نهر ماتاي الرئيسي في مدينة نيلسون، وغمرت المنازل والشوارع حتى ارتفاع الركبة.

ووصفت رئيسة بلدية المدينة راشيل ريس هذه الفيضانات بأنها "حدث يسجل مرة كل مائة عام"، فيما كانت فرق البحث والإنقاذ، إضافة إلى عناصر من الجيش، تساعد الأهالي في الشوارع الغارقة.

وطُلب من 160 عائلة إخلاء منازلها على الساحل الغربي لساوث آيلاند. وشهدت مدينة بولر فيضانات مرات عدة في السنوات الأخيرة. كما تضررت المنطقة الشمالية أو نورث آيلاند، حيث جرح ثلاثة أشخاص في حادث سير عند سقوط شجرة.  

وإلى الصين، حيث لقي 16 شخصاً حتفهم وفقد آخرون في فيضانات عارمة شمال غربي الصين، وفق ما أعلنته وسائل إعلام رسمية، في وقت تواجه البلاد ظروفاً مناخية قاسية هذا العام تسببت في إغلاق مصانع وتقنين التيار الكهربائي.

وتأتي الفيضانات في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعاً حاداً في درجات الحرارة وتساقط أمطار غزيرة، بينما يسجل العديد من المدن الصينية موجات حر قياسية. وتتسبب الفيضانات بخسائر بملايين الدولارات.

وضربت الفيضانات هذا الأسبوع منطقة داتونغ الجبلية بإقليم تشينغهاي، وطاولت تداعياتها أكثر من 6200 شخص في ست قرى، بحسب القناة الحكومية "سي سي تي في". وأظهرت مشاهد التقطت بعد الكارثة طرقات تغمرها الأوحال وأشجارا اقتلعتها الفيضانات، في وقت انهمك عناصر الإنقاذ في إزالة الأنقاض والوحول.

وفي الجزائر، أسفرت حرائق غابات عنيفة في الأيام الأخيرة عن مقتل 38 شخصا على الأقل، بحسب حصيلة جديدة للضحايا استناداً إلى مصادر رسمية. وارتفعت حصيلة ضحايا الحرائق إلى 30 قتيلا في منطقة الطرف بالشرق الأقصى قرب الحدود مع تونس وخمسة في سوق أهراس وامرأتين في سطيف (شرق) وشخص واحد في قالمة في الشرق.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون