تعويضات لذوي قتلى منجم الفحم في تركيا.. واستمرار التحقيقات

16 أكتوبر 2022
ارتفع عدد ضحايا منجم بارتين إلى 42 قتيلاً و11 مصاباً (الأناضول)
+ الخط -

لم تزل تداعيات انفجار منجم الفحم في بارتين التركية، مساء أول من أمس الجمعة، تتفاعل بعد أن وصل عدد القتلى في المنجم الذي يعمل فيه 110 أشخاص إلى 42 عاملاً، وعدد الجرحى إلى 11 شخصاً، إصابة خمسة منهم خطرة، وجرى نقلهم إلى مدينة إسطنبول، في حين شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، في صلاة الجنازة على رحمن أوزجيليك 22 عاماً أحد ضحايا انفجار المنجم.

كما زار أردوغان، الأحد، الأقسام التي يتواجد فيها 6 من الجرحى في "مدينة باشاك شهير تشام وساكورا" الطبية بمدينة إسطنبول، بحسب "الأناضول"، مشيرا بحديث للصحافيين إلى أنّ 5 من الجرحى وضعهم حرج والجريح السادس في وعيه، مؤكدا أنّهم لم يفقدوا الأمل وأنّ الأطباء اتخذوا كافة التدابير الطبية الضرورية ويشرفون عليهم على مدار الساعة.

وفي حين لمّح الرئيس التركي، إلى صرف مبالغ مالية إلى أسر الضحايا والجرحى "500 ألف ليرة حالياً و500 ألف لاحقاً"، أضاف أمس أن أطفال وعائلات إخواننا ضحايا الانفجار أمانات في أعناقنا. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع تعويض الخسائر في الأرواح أو إعادة إخواننا المتوفين، فإننا لن نسمح بأن يُؤذى أحد من عائلاتهم لأننا سنعتني بهم.

الصورة
أردوغان اتهم القائمين على المنجم بالإهمال (الأناضول)
أردوغان اتهم القائمين على المنجم بالإهمال (الأناضول)

وفي آخر إحصاء لعدد القتلى، أعلن والي بلدة تابعة لمدينة أماسرا بولاية بارتين ويدعى رمضان تيغ، "ارتفاع عدد ضحايا انفجار منجم الفحم في ولاية بارتن إلى 42 قتيلاً" في حين وصل عدد الجرحى إلى 11 شخصاً.

ملاحقة قضائية ضد المنشورات "الاستفزازية"

وفي تداعيات الحادث، أعلنت السلطات التركية البدء باتخاذ إجراءات قضائية ضد 12 شخصاً نشروا منشورات استفزازية على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي في كارثة المنجم.

وتضيف السلطات التركية أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية والوحدات الإقليمية التابعة لها تقوم بأنشطة دورية افتراضية على الإنترنت على مدار الساعة، وطوال أيام الأسبوع من أجل مكافحة الجريمة والمجرمين، في إطار السلطة والمسؤولية التي تمنحها القوانين.

اتخاذ إجراءات قضائية ضد 12 شخصاً نشروا منشورات استفزازية على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي في كارثة المنجم

وأفادت بأن السلطات التركية بدأت الإجراءات القضائية من خلال تحديد 12 من مديري الحسابات الذين جرى اعتبارهم قد شاركوا محتوى استفزازياً على منصات التواصل الاجتماعي في ما يتعلق بالانفجار الذي حدث في منجم تابع لمؤسسة أماسرا التابعة لمعهد الفحم الصلب التركي.

يذكر أن أسباب انفجار منجم بارتين قد تبدلت، بحسب التصريحات الرسمية التركية، فبعد أن ذكرت الهيئة العامة التركية لإدارة الكوارث في تغريدة على "تويتر"، أن خللاً في محول كهربائي أدى إلى الانفجار، أوضحت لاحقاً أن كمية من غاز الميثان اشتعلت "لأسباب غير معروفة" الأمر الذي زاد من "احتمال الإهمال" الذي زاد طرحه اليوم الأحد.

تحقيقات مستمرة

وكان وزير العدل التركي، بكير بوزداغ، قد أعلن أن النيابة العامة في أماسرا قررت فتح تحقيق بشأن الانفجار، مبيناً أنه "سيجري التحقيق في الحادث بكل أبعاده، متمنياً الرحمة لضحايا الحادث والشفاء العاجل لجميع العمال المصابين".

انفجار منجم للفحم في تركيا يوقع عشرات القتلى

كما اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، القائمين على المنجم "بالإهمال"، مؤكداً أمس عدم السماح "بأدنى إهمال أن يمر دون إجابة"، معلناً عن بدء التحقيقات بالحادث "سلطاتنا القضائية تحقق في هذا الحادث المأساوي الذي أضرّ بنا بكل أبعاده، ولن يُترك حتى أدنى إهمال دون رد".

وجاء تعليق الرئيس التركي، بعد اتهامات زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليجدار أوغلو، "بأن هناك إهمالاً محتملاً"، متسائلاً خلال تصريحات من منطقة المنجم: "41 من إخوتنا فقدوا حياتهم في سبيل الله، لماذا تحدث هذه الوفيات الجماعية في تركيا فقط؟".

وشاب التصريحات، مساء الجمعة وأمس السبت، بعض التضارب، بسبب حلول الظلام وقت الانفجار مساء الجمعة، وتباطؤ عمليات الإنقاذ، بحسب رئيس بلدية أماسرا، رجائي شاكر، الذي أكد وقتها "إجلاء نصف العمال، معظمهم بخير" مضيفاً أن أكثر من سبعين شخصاً تمكنوا من الوصول إلى نقطة على عمق 250 متراً في المنجم، ولم يعرف ما إذا كان رجال الإنقاذ يمكنهم الاقتراب من العمال المحاصرين، إذ كان يعمل بالوردية المسائية 110 عمال، 49 منهم في المنطقة المنهارة من المنجم.

يذكر أن حوادث المناجم بتركيا تتكرر، وكان أكبرها الحادث الذي حدث في مايو/ أيار 2014 ببلدة صوما، حيث قتل 301 عامل، بسبب التسمم بأول أوكسيد الكربون.

المساهمون