تركيا: دراجات إسعاف وسيارات لحديثي الولادة

11 نوفمبر 2022
تمتلك تركيا أسطولاً كبيراً من سيارات الإسعاف (أتوكو أكراك/ الأناضول)
+ الخط -

دشّنت الحكومة التركية، خلال السنوات الأخيرة، مشروع تجديد وسائل نقل المرضى إلى المشافي، فأدخلت خلال العام الماضي سيارة إسعاف الحوامل إلى الخدمة، وهي بمثابة غرفة طوارئ مجهزة، ثم دخلت الخدمة سيارات إسعاف حديثي الولادة، قبل أن تزيد أخيراً، من عدد دراجات الإسعاف للتعامل مع مشكلات الأحياء الضيقة أو فترات ذروة الزحام.
وتحتوي سيارات إسعاف حديثي الولادة على جميع تجهيزات غرف العناية المركّزة، وحاضنات خاصة للنقل، وأجهزة تقيس تنفّس ونبض الرضع، إضافة إلى مزيل الرجفان، ومضخات التسريب والتروية، وغيرها من المعدات الطبية.

يقول المسعف التركي محمد آيدن، العامل بالمركز الإسعافي في ولاية "دنيزلي"، إن "إيصال المريض إلى مركز العلاج في وقت سريع ربما يكون أهم من تطور الأجهزة أو مهارة الكادر الطبي، لأن التأخير قد يدخل المريض في مضاعفات لا يمكن تلافيها، أو يفقد الحياة لتأخر نقله إلى المستشفى، لذا فإن الوقت مهم، وتأمين الخدمات أثناء عملية نقل المرضى بات أولوية، والدليل على ذلك النقل عبر الدراجات لتفادي الزحام، خاصة في إسطنبول".
ووصل عدد دراجات الإسعاف النارية التابعة للمديرية العامة لخدمات الطوارئ في وزارة الصحة التركية إلى 60 دراجة، 6 منها في العاصمة أنقرة، بحسب فني الطوارئ الطبية، أراي أرآيدن، والذي يعمل على إحدى هذه الدراجات مع مسعف ثان، ويقول إن عملهما يتركز على الشوارع الضيقة، أو المزدحمة التي لا يمكن لسيارات الإسعاف دخولها بسرعة، إضافة إلى الحدائق ومناطق الترفيه، مبيناً أن الدراجة مزوّدة بمعدات طبية للتدخل في العديد من الحالات الصحية، وتوفر خدمات فعّالة في الحالات الطارئة، مثل الإغماء، والنوبات القلبية، والنزيف الدماغي، ونقص السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك حوادث المرور أو العمل، وجروح الطلقات النارية.
ويضيف المسعف التركي أن الدراجات في الخدمة على مدار الساعة، وتتمركز قرب الشوارع المزدحمة، ويقدر زمن وصولها بخمس دقائق، يجري بعدها تقديم كل ما يضمن استقرار الحالة عبر ما يتوفر لدى مسعفي الدراجة، مثل أجهزة الرجفان، والأوكسجين، معتبراً أن الظروف الجوية هي التحدي الوحيد أمام دراجات الإسعاف.
ويقول الطبيب محمد الجزار، إن تركيا طوّرت قبل أكثر من عشر سنوات سيارات إسعاف محلية، وزودتها بالأجهزة الطبية المصنعة محلياً، وباتت تصدّرها للعديد من دول العالم، وتمتلك حالياً 5400 سيارة إسعاف، و19 مروحية للخدمات الطبية، ويعمل بالقطاع الطبي نحو مليون ونصف مليون عامل.

الزحام أحد أبرز معوقات الإسعاف التركي (ياسين أكجول/فرانس برس)
الزحام أحد أبرز معوقات الإسعاف التركي (ياسين أكجول/فرانس برس)

ويرى المدير السابق لمشفى "دار الاستشفاء" في إقليم هاتاي، ياسر السيد، أن خدمات الإسعاف التركية تطوّرت بالتوازي مع النهضة الصحية، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "سيارات الإسعاف التي كانت تنقل الحالات الطارئة من المعابر الحدودية مع سورية كانت من بين الأحدث في العالم، بحسب خبرتي، ولا أذكر أن مصاباً فارق الحياة خلال نقله، نظراً لتوفر الأجهزة والسرعة، رغم معايشتنا لحالات خطرة".
ويقول الطبيب التركي محمد قرى يوسف، العامل في مشفى "طب مركزي" بإسطنبول، إن بلاده تشهد "نقلة" في مجال الإسعاف منذ عام 2004، ويضيف لـ"العربي الجديد"، أن "الإسعاف الطائر بدأ العمل في عام 2010، وإسعاف الجبال بدأ في عام 2014، ليتم تغطية جميع الحالات، وخلال العامين الأخيرين، بدأ إسعاف الحوامل والأطفال حديثي الولادة، والإسعاف عبر الدراجات النارية".
ويبيّن قرى يوسف أن "تركيا تضم ثلاث درجات للإسعاف، هي أصفر وأخضر وأحمر، والأخير مخصص للحالات الحرجة، ويتم نقل هذا النوع من المرضى بالتنسيق مع شرطة المرور والأمن، وتكون كوادر المشفى الأقرب على أهبة الاستعداد عند الباب، وجميع حالات الإسعاف بالمجان، حتى لو أسعف المريض إلى مشفى خاص، وحتى لو لم يكن المريض مسجلاً في التأمين الصحي".

وفي وقت سابق، قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إن بلاده تستهدف قمة الخدمات الصحية دولياً، بعد أن وصلت نسبة الأدوية والمعدات المحلية المستخدمة إلى 89 في المائة، مشيراً خلال النسخة الثامنة من "مؤتمر الطب للعالم التركي" في إسطنبول، إلى تميز بلاده خلال جائحة كورونا، وتقديمها الدعم الطبي إلى 161 دولة و12 منظمة دولية، وأنها تشارك خبراتها في رقمنة قطاع الصحة مع العالم، مضيفاً: "سنواصل الجهود التي من شأنها أن تجعل تركيا مركز استشفاء عالمياً، ومصممون على التطوير المستمر للبنية التحتية الشاملة، والموارد البشرية المؤهلة".

المساهمون