تركيا تنوي ترحيل امرأة وطفلها المريض لعدم امتلاكهما أوراقاً رسمية.. والوالد يطلب "الرحمة"

24 نوفمبر 2022
سوريون عند معبر باب الهوى في طريقهم إلى تركيا (جم غنجو/ الأناضول)
+ الخط -

 

يناشد الناشط السوري عبد الرحمن عيسى القوى الأمنية التركية في ولاية هاتاي، جنوبي تركيا، النظر بعين الرحمة في وضع طفله المريض، بعد اعتقال زوجته الحامل بشهرها الثامن وولدهما ونقلهما إلى مخفر قوملو بهدف ترحيلهما إلى الشمال السوري غير الخاضع لسيطرة قوات النظام، لكنّه لفت إلى أنّ ابنه البالغ من العمر 14 شهراً لا يملك بطاقة حماية مؤقتة (كملك) على الرغم من أنّه وُلد في مستشفى حكومي بتركيا ولديه أوراق رسمية توثّق ولادته.

ويقول عيسى لـ"العربي الجديد" إنّ زوجته دخلت إلى تركيا قبل نحو عامَين، بطريقة غير نظامية من معبر باب الهوى المؤدّي إلى ولاية ماردين الحدودية مع سورية، لتلد في تركيا طفلهما، وقد أفادها الأطباء بأنّ الصغير وُلد مع ثقب قلب، وهو عيب خلقي.

ويقرّ عيسى، العامل السابق في المركز الإعلامي بمدينة حماة السورية (وسط)، بأنّ زوجته دون سن 18 عاماً حتى الآن، وهو السبب الذي يحول دون حصولها والطفل على بطاقة الحماية المؤقتة، فإنّه يتوسّل السلطات التركية النظر في قضيته بتعاطف لأنّ المراكز الصحية في الداخل السوري "قليلة ومكلفة".

ويشير عيسى المتحدّر من قرية الهبيط في ريف محافظة إدلب شمال غربي سورية، إلى أنّه دخل تركيا قبل وقت قليل من زوجته، بهدف تلقّي علاج لمرض قلبه. وقد مُنح حينها بطاقة حماية مؤقتة، لتلحق به زوجته الحامل بطريقة غير نظامية.

في هذا السياق، يقول رئيس تجمّع المحامين الأحرار في تركيا غزوان قرنفل لـ"العربي الجديد" إنّ "الحالة غير قانونية بالمطلق"، شارحاً أنّ "الزوجة دون 18 عاماً، وهذه مخالفة تستوجب السجن للزوج ووليّ الزوجة. أمّا إذا تغافلنا عن هذه النقطة بما أنّ الزواج تمّ في سورية، فليس للناشط عيسى أيّ حقّ في البقاء بتركيا أو معالجة ابنه في مستشفيات حكومية، لأنّ الطفل والزوجة لا يملكان بطاقة الحماية المؤقتة، وهذا إذا أهملنا موضوع بطلان بطاقته هو أصلاً، لأنّه حصل عليها بهدف العلاج".

يضيف قرنفل: "علينا التفريق ما بين الحالة الإنسانية والحالة القانونية، إذ من حقّ تركيا أن تلاحق كلّ الحالات المخالفة على أراضيها؛ لأشخاص موجودين على أرض الواقع لكنّهم غير موجودين في السجلات وبحسب الوثائق". هذا من الجهة القانونية. أمّا من الجهة الإنسانية، "فمن حقّ الناشط كذلك أن يناشد ويستجدي، إنّما من دون أيّ حق قانوني يمكن تبنّيه أو الدفاع عنه".

وكانت تركيا قد سمحت باستقبال المرضى السوريين الوافدين من معبر باب الهوى، بعد توقّفها في خلال أزمة كورونا الوبائية، وصارت تمنحهم بطاقة حماية مؤقتة أو تفعّل بطاقات العلاج السياحي الممنوحة حتى يتمكّنوا من دخول المستشفيات الحكومية لتلقّي العلاج بالإضافة إلى صرف الأدوية مجاناً".

وبحسب مدير مكتب التنسيق الطبي في معبر باب الهوى، بشير إسماعيل، فإنّ الجانب التركي وافق على إعادة تفعيل نظام العلاج المجاني للسوريين في الشمال السوري ممّن يحصلون على تحويلات علاج إلى تركيا، مؤكداً في بيان سابق أنّه في إمكان المرضى الذين هم في حاجة إلى العلاج في تركيا أن يدخلوها، بعد عودة العمل بنظام العلاج المعمول به سابقاً. وأعلن إسماعيل عن تحويل المرضى من المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام السوري إلى الأراضي التركية لتلقّي العلاج، بعد الاعتماد على الوثيقة الجديدة الصادرة من إدارة الهجرة، علماً أنّ حاملي هذه الوثيقة يستفيدون من علاج مجاني بشكل كامل.

وقد عادت تركيا إلى استقبال المرضى من المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام في الشمال السوري، بعد مناشدة مديرية صحة مدينة إدلب وناشطين سوريين الحكومة التركية، عبر حملة إعلامية، استقبال المرضى من جديد، خصوصاً مرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة، ومنحهم ومرافقيهم إذناً لذلك.

المساهمون