تركيا تجلي مواطنيها وتستقبل لاجئين من أوكرانيا

27 فبراير 2022
الهلال الأحمر التركي يرحّب بالأتراك العائدين من أوكرانيا (غوكهان بالجي/ الأناضول)
+ الخط -

بينما تستمر تركيا في إجلاء مواطنيها من الدول المجاورة لأوكرانيا، استقبلت ولاية أدرنة التركية، القريبة من الحدود البلغارية، أمس السبت، دفعة أولى من الأسر الأوكرانية التي أجبرها الهجوم العسكري الروسي على اللجوء إلى خارج البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء التركية "الأناضول" عن أوكرانيين تعبيرهم عن "سعادتهم بوصولهم إلى منطقة آمنة من جهة، وحزنهم لمغادرة وطنهم ومفارقة أقاربهم".

وقد أشار هؤلاء إلى تعرّض مدنهم لقصف من قبل الجيش الروسي، ما قلب حياتهم رأساً على عقب، وأشعرهم بخوف كبير، مضيفين: "سنحلّ ضيوفاً لدى أصدقائنا في تركيا حتى انتهاء الحرب".

وتُعَدّ تركيا أقلّ الدول القريبة من أوكرانيا استقبالاً للهاربين من الحرب المندلعة منذ أربعة أيام.

يُذكر أنّ نائب وزير الداخلية البولندي باول سفيرناكر كشف، أمس السبت، عن عبور 100 ألف أوكراني الحدود البولندية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأعلن سفيرناكر أنّ لدى 90 في المائة من اللاجئين أماكن فعلية يتوجّهون إليها في بولندا، مثل منازل أصدقاء أو أفراد أسر، فيما نُقل الباقون بحافلات إلى مراكز استقبال جهّزتها بولندا سابقاً على طول الحدود، وهي تقدّم لهؤلاء وجبات طعام ورعاية طبية ومكاناً للاستراحة وخدمات ضرورية عديدة.

في هذا الإطار، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الأحد، بأنّ أكثر من 368 ألف شخص فرّوا من أوكرانيا بسبب الغزو الروسي، مشيرة، في تغريدة على موقع "تويتر"، إلى أنّ العدد يواصل ارتفاعه، وأنّ الأرقام تستند إلى "بيانات قدّمتها السلطات الوطنية" في الدول المجاورة، ولا سيّما بولندا والمجر ومولدوفا وسلوفاكيا ورومانيا.

الصورة
حافلة تنقل عدداً من الأتراك العائدين من أوكرانيا (غوكهان بالجي/ الأناضول)
حافلة تنقل عدداً من الأتراك العائدين من أوكرانيا (غوكهان بالجي/ الأناضول)

وتستمرّ أنقرة في نقل رعاياها من أوكرانيا والدول المجاورة، فيما عرضت وساطتها للتوصل إلى هدنة ووقف الحرب ونزف الهاربين، من خلال اتصال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية اليوم الأحد.

وفي هذا السياق، أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية (THY)، فرض رسوم خاصة على الركاب العائدين إلى تركيا من الدول المجاورة لأوكرانيا، بحسب ما أكد المدير العام للخطوط الجوية التركية، بلاد أكشي في بيان.

وأوضح أكشي أنّ الشركة قد خفضت أسعار التذاكر للمواطنين الأتراك الذين كانوا مقيمين في أوكرانيا والذين يرغبون في العودة إلى تركيا من الدول المجاورة بعد إغلاق المجال الجوي لأوكرانيا أمام الرحلات المدنية بسبب الغزو الروسي، مضيفاً أنّ "الأمر يتعلق بالمواطنين الأتراك الذين غادروا أوكرانيا إلى إحدى هذه الدول المجاورة، بولندا أو رومانيا أو مولدوفا أو المجر أو سلوفاكيا أو بلغاريا".

وكان وزير الخارجية التركية مولود جاووش أوغلو قد أعلن عقد اتفاق مع كلّ تلك الدول المجاورة لأوكرانيا لإلغاء شرط تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك الراغبين في مغادرة البلد المستهدف. كذلك، ألغت تلك الدول شرط إبراز نتيجة سالبة لفحص فيروس كورونا الجديد، وشرط شهادة التحصين ضد كوفيد-19.

وترى الباحثة التركية عائشة نور، أنّ "الحالة الإنسانية تأتي أولاً"، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أنّه "لا بدّ من النظر إلى الأشقاء الوافدين إلى تركيا كضيوف مرحّب بهم، لأنّ بلادهم تعاني من الحرب". وتتوقع وصول مزيد من اللاجئين الأوكرانيين إلى تركيا، إذا طال أمد الحرب.

وتقدّر نور عدد الأتراك في أوكرانيا بـ"نحو 10 آلاف، ما بين طالب ورجل أعمال، ما عدا الجالية التركية المسخيتية في أوكرانيا"، وتشدّد على أنّ علاقة أنقرة بكييف "جيدة ووطيدة"، آملة وقف الحرب، لأنّ "الناس هم الذين يدفعون ثمنها".

وتلفت نور إلى أنّ "التظاهرات في بعض الولايات التركية هي التعبير الأصدق عن موقف الشارع التركي، لأنّ السياسة تتطلب إدارة أخرى للأزمة، نظراً إلى علاقة تركيا الجيدة مع كلّ من روسيا وأوكرانيا".

وكانت ولايات تركية عدّة قد شهدت، خلال اليومين الأخيرين، تظاهرات احتجاجية ضد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

المساهمون