تحذيرات من تفشي الكوليرا في شمال سورية

09 سبتمبر 2022
تعد المياه الملوثة من مسببات الكوليرا (محمد العبد لال/الأناضول)
+ الخط -

يتخوّف السكان من انتشار مرض الكوليرا في مناطق ريف دير الزور الغربي شمال شرقي سورية، الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية"، بعد تأكيد وفاة شخصين مصابين قبل أيام، وتسجيل عشرات الإصابات المشتبه بها، فيما حذرت الحكومة السورية المؤقتة من خطورة المرض وإمكانية وصوله إلى مناطق شمال غربي سورية.  

وأكدت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، في بيان سابق، وفاة شخصين جراء الإصابة بالكوليرا في مناطق شمال شرقي سورية، داعية العاملين في قطاع الصحة إلى الإبلاغ عن الحالات المشتبه بها في المنشآت والمجتمع وتقديم تسهيلات التحقق، وذلك من خلال التواصل مع نظام الترصد الوبائي، وتكثيف الجهود التثقيفية وحملات التوعية للمجتمع بخصوص الممارسات السلبية والنظافة وطرح الفضلات.

نداء استغاثة

من جهتها، أوضحت شبكة عين الفرات المحلية، أنّ أهالي ريف دير الزور الغربي أطلقوا نداء استغاثة بعد وفاة شخص وإصابة 30 آخرين بالإسهال الحاد المرافق لارتفاع في درجات الحرارة، وطالبوا بتدخل منظمات الصحة قبل تفشي المرض.

وأكد المسؤول الإعلامي في الشبكة نورس العرفي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، وجود حالات يشتبه أنها حاملة للكوليرا في ريف دير الزور الغربي ووفاة واحدة، لافتاً إلى أنه في الريف الشرقي تم تسجيل حالات إسهال بين الأطفال، لكن ليست هناك مستشفيات لتشخيص المرض.

وأضاف أنّ "السبب الرئيسي لانتشار الإسهال بين الأطفال، وهو من بين أعراض الكوليرا يتعلق بالمياه الملوثة، كما أنّ المفلترة منها تجارية أكثر ويتأثر بها الصغار، إضافة إلى فساد الأطعمة نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي"، مشيراً إلى أنّ "ضعف الحالة المادية للأهالي يحول دون عرض أطفالهم على الأطباء فسعر المعاينة يقدر بنحو 10 آلاف ليرة (حوالي 2.2 دولار)، وأقل وصفة أدوية تقدر بنحو 35 ألف ليرة (7.8 دولارات)".

خطوات لمنع تفشي الكوليرا

الطبيب رضوان الشردوب من منظمة الأطباء المستقلين، والمدير الطبي في مستشفى "الشهيد محمد وسيم معاز" بريف حلب، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "أولى خطوات منع تفشي مرض الكوليرا تتعلق بالسيطرة عليه بالطرق الوقائية والعزل والنظافة واتباع التعليمات الطبية، والوصول إلى مرحلة التطويق بإجراءات السلامة، وضبط العدوى".

وقدّم نصائح للوقاية، وهي استخدام المياه الصالحة للشرب، وبحال عدم توفرها التأكد من غلي الماء مدة دقيقتين، وتبريده وحفظه بأوان نظيفة، وطهي الطعام بشكل جيد، وغسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد تناول الطعام، وغسل الأواني بشكل جيد، فضلاً عن ضرورة مراجعة أقرب مركز صحي لتلقي الخدمة الطبية بحال ظهور أعراض الإسهال الحاد.

وكانت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، قد أفادت، في بيان، أول أمس الأربعاء، بأنّه من خلال عملية الترصّد الوبائي تبيّن وقوع العديد من حالات الإسهال الحاد في المنطقة، وبعد إجراء الفحص المخبري تم إثبات الكوليرا كعامل مسبب لأولى الحالات، فيما لا تزال الحالات المشتبه بها الأخرى بحاجة للتحقق.

وقالت الوزارة في بيانها، إنّ الكوليرا مرض يهدد الصحة ويمكن أن يؤدي للوفاة خلال ساعات في بعض الحالات الشديدة، وينتقل عبر الطعام والشراب الملوثين بفضلات البشر.

وبيّنت أنّ من بين العوامل المسؤولة عن انتشار المرض، تلوث المياه بمصادر الصرف الصحي، وتناول الأطعمة المكشوفة والمعدة بظروف غير صحية، وطرح الفضلات في أماكن مكشوفة قريبة من السكان، وأيضاً عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.

ودعت الوزارة إلى التنسيق مع خطة الاستجابة لمنظمة الصحة العالمية وفريق الترصد الوبائي، وباقي الشركاء المتدخلين. كما دعت لتوفير محلول (ORS) والسيرومات الوريدية، وتدريب الكوادر على عمليات تصنيف وعزل المرضى وتقديم العناية وفق المعايير العلمية، ومراقبة مصادر مياه الشرب ومعالجة التلوث المحتمل، وتحسين أنظمة الصرف الصحي وزيادة واردات مياه النظافة من قبل الشركاء المتدخلين في هذا القطاع.

المساهمون