استمع إلى الملخص
- أكدت الوزارة أن نتائج العينات تتطابق مع تلك التي سجلتها منظمة الصحة العالمية في مصر، وتُجرى الفحوصات بانتظام للتأكد من احتمالات انتشار المرض.
- يعاني قطاع غزة من انهيار المنظومة الصحية وتدهور ظروف العيش، مما يزيد من احتمالات انتشار الأمراض المعدية، ويستدعي تدخلاً عاجلاً لمنع تفشيها.
أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية العثور على أدلّة تبيّن أنّ عيّنات مياه الصرف الصحي التي أُخذت من قطاع غزة تحتوي على عناصر فيروس شلل الأطفال من النمط 2. ويأتي هذا الإعلان في اليوم الـ286 من الحرب المتواصلة التي تشنّها قوات الاحتلال على الفلسطينيين في قطاع غزة، في حين تكثر التحذيرات من تفشّي الأمراض المعدية وغيرها بينهم، نتيجة الظروف غير الآمنة وغير السليمة التي أوجدها الحصار المشدّد على أهل غزة من خلال حرمانهم من أبسط مستلزمات العيش.
وأضافت الوزارة، في بيان أصدرته اليوم الخميس، أنّ نتائج العيّنات، التي تشير إلى فيروس شلل الأطفال من النمط 2 أو فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح نمط 2، تتطابق مع النتائج التي سبق أن سجّلتها منظمة الصحة العالمية في مصر. وإذ أفادت وزارة الصحة بأنّها فحصت العيّنات في مختبر بإسرائيل معتمَد من قبل منظمة الصحة العالمية، أوضحت أنّ تلك العيّنات تثير القلق بشأن وجود فيروس شلل الأطفال في المنطقة.
وأشارت الوزارة إلى أنّ اختبارات الكشف عن فيروس شلل الأطفال تُجرى عموماً بانتظام، من خلال أخذ عيّنات من مياه الصرف الصحي، وذلك من أجل التأكد من احتمالات "انتشار المرض بطريقة غير ظاهرة". وختمت وزارة الصحة بيانها مشدّدة على أنّها "تتابع وتدرس الخطوات اللازمة لمنع مخاطر انتشار المرض في إسرائيل".
ووسط الظروف البائسة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، وسط الحرب الإسرائيلية المستمرّة عليهم منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تبدو احتمالات ظهور فيروس شلل الأطفال واردة جداً، علماً أنّ جهات عديدة تحذّر منذ بداية الحرب من تفشّي الأمراض المعدية باختلافها. وفي هذا الإطار، كانت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس قد أكّدت، في إبريل/ نيسان الماضي، أنّ الزيادة مستمرّة في معدّلات الإصابة بأمراض معدية بين النازحين في قطاع غزة المحاصر والمستهدف، حيث المنظومة الصحية بالكاد تعمل في ظلّ الحرب.
وانتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة يعزّزه انهيار المنظومة الصحية، وتدهور ظروف العيش في غياب النظافة والمياه والغذاء والأدوية، من بينها لقاحات الأطفال الأساسية، بسبب عدم سماح الاحتلال بإدخال المساعدات إلى الفلسطينيين المحاصرين والمستهدفين. كذلك فإنّ النزوح المستمرّ واكتظاظ مناطق بحدّ ذاتها، يُعدّان عاملَين مساعدَين في انتشار الأمراض المعدية. كذلك يأتي تعطّل شبكات مياه الصرف الصحي أو عدم إمكانية تشغيلها بسبب نفاد الوقود اللازم لذلك ومنع إدخال ما يلزم مع تشديد الحصار، ليفاقما هذا الوضع من خلال طفح تلك المياه العادمة في الطرقات ومخيمات النزوح وغيرها.
هذا هو شلل الأطفال
تعرّف منظمة الصحة العالمية شلل الأطفال بأنّه مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي ويستطيع إحداث شلل تام في غضون ساعات من الزمن. وينتقل الفيروس عن طريق الانتشار من شخص إلى آخر بصورة رئيسية عن طريق البراز، وبصورة أقلّ عن طريق وسيلة مشتركة (مثل المياه أو الأطعمة الملوّثة) ويتكاثر في الأمعاء.
ويصيب هذا المرض الأطفال دون سنّ الخامسة بالدرجة الأولى، غير أنّه من الممكن أن يصيب أيّ شخص غير ملقّح ضدّه بصرف النظر عن سنّه، بحسب ما تشرح منظمة الصحة العالمية. تضيف أنّ أعراض المرض الأوّلية تتمثّل في الحمّى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب العنق والشعور بألم في الأطراف. وتؤدّي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال (يصيب الساقَين عادة)، ويلاقي ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بشلل الأأطفال حتفهم بسبب توقّف عضلات جهازهم التنفسي عن أداء وظائفها.
وتوضح منظمة الصحة العالمية أنّ لا علاج متوفّر لشلل الأطفال، غير أنّ من الممكن الوقاية منه، بواسطة اللقاح الذي يُعطى من خلال جرعات عدّة والذي يستطيع أن يقي الإنسان من شرّ المرض طوال عمره. وتشير إلى لقاحَين متاحَين هما: اللقاح الفموي لشلل الأطفال ولقاح شلل الأطفال المعطل، وكلاهما فعّال وآمن.