تحذيرات من تزايد حوادث الغرق في "أحواض الموت" بالمغرب

18 يوليو 2023
قد تتحول لحظات الاستجمام إلى فواجع ومآسٍ (فيسبوك)
+ الخط -

أطلقت فعاليات مجتمعية ومؤسسات حكومية في المغرب تحذيرات من تزايد حوادث الغرق في السدود والوديان، في الآونة الأخيرة، التي كان آخرها غرق طفل لا يتجاوز عمره 11 عاماً في مجرى وادي إسرى بإقليم تاونات (شمال)، وقبله بأيام شاب في الـ19 من عمره في سد زرار بإقليم الصويرة (جنوب غرب).

ومع موجة الحر الشديد التي يعرفها المغرب منذ نهاية الشهر الماضي، تحولت الكثير من السدود والأودية والشواطئ غير المحروسة إلى أماكن للاستجمام، يجد فيها الأطفال والشباب، ولا سيما في البوادي والمدن الصغيرة، ضالتهم للهروب من لهيب حرارة صيف غير عادي في البلاد، غير أنه في العديد من الحالات تتحول لحظات الاستجمام تلك إلى فواجع ومآسٍ (جنوبيّ البلاد) في أحواض لـ"الموت".

وبحسب الموقع الإخباري "الما ديالنا" المتخصص في الماء والمحافظة عليه، التابع لوزارة التجهيز والماء المغربية، فإنه مع "حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يلجأ عدد من المواطنين إلى بحيرات السدود قصد السباحة، دون مراعاة للخطر الذي يتهدد سلامتهم وحياتهم".

ولفت الموقع إلى أنه رغم أن هذه البحيرات "توحي في الظاهر بكونها أماكن آمنة، إلا أن الاستحمام والسباحة بها يشكلان خطراً كبيراً على المواطنين دون اعتبار للسن أو للخبرة في مجال السباحة، إذ إن بحيرات السدود تتميز باحتوائها على كمية كبيرة من الأوحال تجذب إلى الأسفل، وبالتالي يصبح الصعود إلى مستوى سطح الماء أمراً مستحيلاً، ما ينتج منه خسائر في الأرواح".

وقال الموقع إنه لهذا الغرض "أطلقت وكالة الحوض المائي لملوية الأسبوع الماضي "حملة تحسيسية على صعيد حوض ملوية تهدف إلى التحسيس بمخاطر السباحة في بحيرات السدود، وذلك بتعاون مع السلطات المحلية، والجماعات الترابية المجاورة للسدود، وفعاليات المجتمع المدني، تحت شعار "ما تغامروش (لا تغامروا) بحياتكم، السباحة في بحيرات السدود خطر".

ويرى المختص في البيئة والتنمية البشرية مصطفى عيسات، أن "حوادث غرق في السدود والوديان والشواطئ غير المحروسة يبقى مشكلاً بنيوياً تتداخل فيه عوامل عدة"، لافتا إلى أنه في ظل غياب "البنيات التحتية الأساسية من مسابح وفضاءات رياضية في البوادي والقرى والمدن الصغيرة، يلجأ الشباب إلى خلق متنفسات وفضاءات خاصة بهم لممارسة السباحة في الوديان والسدود رغم خطورتها".

وقال في تصريح لـ"العربي الجديد "، يوم الاثنين: "كمجتمع مدني كنا نناضل من أجل أن تتوافر للشباب المغربي الحد الأدنى من الإمكانات من طريق الوزارة الوصية بالشباب، وطالبنا ببطاقة (الشاب) التي تخول ولوج مرافق التخييم ومراكز الإيواء بأثمنة مناسبة، واقتناء تذاكر التنقل أو الدخول إلى المسابح العمومية وأماكن الترفيه بتكلفة أقل، ما يشجع الشباب على قضاء فترة مهمة من العمر في السفر والترفيه، لكن تلك المطالب لم تتحقق حتى الساعة".

وأوضح أن الوضع الحالي يقتضي تضافر جهود جميع القوى الحية داخل الوطن، من قطاعات حكومية، ومجتمع مدني، ومجالس منتخبة، من أجل توفير الحد الأدنى من المرافق الخاصة بالتخييم، والاصطياف والترفيه والاستجمام، في المناطق التي تعرف خصاصاً كبيراً. كذلك يتعين تدخل السلطات الوصية من أجل وضع علامات التحذير في المناطق التي يصعب فيها السباحة وتشكل خطراً على سلامة الأفراد، وكذلك المناطق غير المحروسة التي لا توجد فيها فرق إنقاذ. فضلاً عن توفير فرق التدخل والوقاية المدنية في مناطق الاستجمام التي يخلقها المواطنون، ما سيسهم في حماية الأطفال الذين لا يجيدون السباحة والشباب من خطر الغرق".

وبحسب معطيات رسمية، فإن أكبر عدد من الوفيات بسبب السباحة في حقينات السدود والبحيرات، تسجل في جهات الرباط - سلا القنيطرة، وبني ملال - خنيفرة، والدار البيضاء - سطات، ومراكش آسفي.

وفي الفترة الممتدة من 2018 إلى غاية 2021، سجّلت 219 حالة غرق على مستوى حقينات السدود والوديان في الجهات الثلاث، نتج منها 151 حالة وفاة، وإنقاذ 61 حالة، فيما أُعلن فقدان 7 حالات.

المساهمون