يعاني السكّان في مدينة زملكا بالغوطة الشرقية في ريف دمشق من تلّوث مياه الشرب نتيجة اختلاطها بمياه شبكة الصرف الصحّي، بينما تمتد أزمة توفير المياه إلى عموم مناطق محافظة ريف دمشق في سورية، ما بات يشكل عبئاً إضافياً على المواطنين.
وفي حلّ أوّلي للمشكلة، أغلقت بلدية المدينة التابعة للنظام السوري آبار المياه التي تسبب التلوث، وفق ما أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع المياه والصرف الصحي في ريف دمشق خليل داوود خلال حديثه لإذاعة موالية للنظام، أمس الإثنين، مؤكداً وجود خلط بين مياه الشرب والصرف الصحي بسبب مشكلة في الصرف الصحي. وأضاف "ورشات الصيانة باشرت أعمال الإصلاح".
ولفت داوود إلى إغلاق شبكات الصرف الصّحي في المدينة بسبب التّلوث، بالإضافة إلى إغلاق آبار المياه كحلّ إسعافي لضمان سلامة وصحة المواطنين، مع اللجوء لفتح آبار احتياطية وجلب صهاريج مياه من أجل ضمان حصول المواطنين على المياه. مبيناً أن أعداد المصابين جراء التلوث قليلة.
ويعتبر التخطيط لتنفيذ شبكات المياه والصرف الصحي أمراً مهماً لتأمين المياه النظيفة وفق ما أوضح المهندس البيئي محمد إسماعيل لـ"العربي الجديد" للتخلص الآمن من المياه الملوثة ومياه الصرف الصحي، وهو بحاجة "لخطوات مدروسة لضمان نجاح العملية، منها دراسة المنطقة المستهدفة وتحديد الاحتياجات وتصميم الشبكة، من حيث الأنابيب، مع تحديد مواقع محطات وصمامات وخزانات المياه والأجهزة اللازمة لتحسين الشبكة، بالإضافة لعملية اختبار الشبكات وجودتها".
وفي حال وجود خلط بين شبكات الصرف الصحي وشبكات مياه الشرب، يقول إسماعيل إنه ذلك "يدل على خلل إنشائي بالدرجة الأولى والعمل دون خطة سلامة للمياه، وهذا سبب مباشر لاختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي عند حدوث خلل، وبهذه الحالة لا تكون إجراءات السلامة متّبعة والشبكات غير معزولة وفق دراسات هندسية".
سدرة من سكّان مدينة زملكا اتهمت رئيس البلدية بالفساد وعدم اتخاذ إجراءات لإيصال مياه الشرب للأهالي، مبينة أن المياه لا تصل إلى كثير من الأماكن في المدينة، إذ لا تصلها مياه من نبع الفيجة أو من الآبار الارتوازية.
وأكد الأهالي في المدينة تغير لون مياه الشرب وانتشار روائح كريهة، موضحين أنهم عملوا على إفراغ المياه من الخزانات والمستوعبات لديهم وتعقيمها خوفاً من التسمم. وفق ما بيّن الناشط الإعلامي من ريف دمشق خالد الأمين من ريف دمشق.
أزمة مياه عامّة
يقول الناشط خالد الأمين لـ"العربي الجديد" إن المياه في محافظة ريف دمشق تأتي من مصدرين؛ الأول نبع الفيجة والثاني الآبار في محطّات الضّخ، التي تضخ المياه منها إلى خزانات كبيرة تغذي المدن والبلدات.
وأضاف: "أزمة المياه أصبحت خانقة بشكل كبير في دمشق وريف دمشق بسبب الكهرباء غير المتوفرة. لكي تضخ الآبار المياه فهي بحاجة الكهرباء، في بعض مناطق الريف تصل الكهرباء لساعة فقط، هناك آبار لها خطوط ذهبية معفاة من التقنين، نجد أن الكهرباء فيها مقطوعة، بعض المحطات فيها مولدات لكن ليس فيها وقود، أما شبكة المياه فهي قديمة ومتهالكة وكذلك شبكة الصرف الصحي قديمة وقد تعرضت للتخريب وهذا يؤدي إلى الاختلاط بين مياه الشرب ومياه الصرف الصحي".
ويعتمد السكان على مياه الصهاريج بالدرجة الأولى في معظم مناطق ريف دمشق، كما أكّد الأمين، مضيفاً "بعض مناطق ريف دمشق تنقطع عنها المياه لمدة تزيد عن 20 يوماً، وفي هذه الفترة يحتاج الأهالي للمياه، ويلجؤون لشرائها من الصهاريج، واليوم سعر البرميل الواحد بالحد الأدنى يتجاوز 3500 ليرة (0.40 دولار)، وفي بعض المناطق يصل سعر الخمسة براميل من المياه لنحو 60 ألف ليرة (6.7 دولارات)، الوضع سيئ جداً من ناحية توفير المياه، ومن بين أسباب الأزمة أيضاً عدا عن الكهرباء إهمال الموظفين الذين لا تتجاوز رواتبهم الشهرية 10 دولارات، مع وجود فساد وإهمال أيضاً لعمليات التعقيم والصيانة وأزمات المحروقات، كل هذا يحرم المواطنين من المياه".