بكالوريا تونس: إجراءات حكومية لمكافحة وسائل الغش

23 مايو 2022
تلاميذ بكالوريا تونس يستعدون للامتحانات (Getty)
+ الخط -

يتصاعد التوتر داخل الأسر التونسية أياما قليلة قبل انطلاق الامتحانات الوطنية لنهاية السنة، إذ تعيش يومياتها على وقع المراجعات استعدادا للاختبارات، بينما يؤكد مختصون في علوم التربية تراجع مستويات التحصيل العلمي للتلاميذ.

ويبلغ عدد المترشحين لامتحان البكالوريا 134950 مترشحا، وانطلقت مرحلة الاختبارات التطبيقية والشفاهية يوم 19 مايو/أيار الحالي، أما المرحلة الأخيرة المتمثلة في الاختبارات الكتابية فستنطلق في 8 يونيو/ حزيران، وتستمر حتى 15 يونيو، على أن تعلن النتائج يوم 26 من الشهر ذاته.

ورغم العناية الكبرى التي توليها الأسر التونسية للامتحانات، لا يعكس تصنيف البلاد في التحصيل العلمي حجم الجهود المبذولة للنجاح، ولو كان ذلك عبر الغش في بعض الأحيان. وتحتل تونس المرتبة السابعة عربيا، والـ94 عالميا في مؤشر جودة التعليم.

وبيّنت دراسة نشرتها وزارة التربية، أُعدت بالاشتراك مع البنك الدولي، أن قدرات التلميذ التونسي في المرحلة الابتدائية على التحصيل العلمي تراجعت.

وأكد مدير عام الامتحانات بوزارة التربية، عادل بن حميدة، وجود شبكات تنشط في بيع وسائل الغش خلال الامتحانات، وأن عملها ينتعش في فترة الامتحانات، موضحا، في تصريح لإذاعة محلية، أن وزارة التربية اتخذت الاحتياطات اللازمة لمكافحة الغش هذا العام، خاصة أنه أصبح أكثر تنظيما، ويستخدم الناشطون فيه وسائل إلكترونية.

ويفسّر الباحث المتخصص في علوم التربية، منذر عافي، توسّع الهوّة بين اهتمام العائلات التونسية بالامتحانات ونوعية التحصيل العلمي للتلاميذ بـ"تحّول النجاح إلى غاية مهما كان ثمنها"، وذلك في سياق تحوّلات اجتماعية تعرفها البلاد.

وأوضح عافي، لـ"العربي الجديد"، أن "أغلب العائلات أصبحت تبحث عن الوجاهة الاجتماعية عبر النتائج الدراسية لأبنائها، حتى لو كان ذلك عبر مساعدتهم على الغش واقتناء أجهزة إلكترونية لاستعمالها في الامتحانات، من دون إيلاء قدراتهم الحقيقية على التحصيل العلمي الأهمية الكافية".

وأضاف الباحث المتخصص في علوم التربية أن "بعض الأسر لازالت تؤمن بالقيمة العلمية للتدريس، وتبذل جهودا من أجل التحصيل العلمي الجيد، وتحسين مكاسبهم المعرفية، بينما يبحث البعض الآخر عن نجاح الأبناء فقط، ولو كان ذلك عبر الغش، أو دفع الكثير من المال".

المساهمون