تتواصل فرحة النجاح في البكالوريا بالجزائر منذ الإعلان عن نتائج الامتحانات، لكنّ السعادة مضاعفة لدى العائلات التي وهبها الله توائم ثنائية أو ثلاثية وفّقت جميعها في إحراز شهادة تفتح الباب لولوج الجامعات والمعاهد المتخصصة.
وحصل ثلاثة توائم ذكور يدرسون في ثانوية خليفة الطيب ببلدة أحمر العين بولاية تيبازة، قرب العاصمة الجزائرية على شهادة البكالوريا، وهم بن يامنة صهيب بمعدل 16.41، وشقيقه مهند بمعدل 16.97، فيما نال مصعب 15.73، وتصادف الإعلان عن نتائج البكالوريا السبت الماضي، وجود الإخوة الثلاثة مع عائلاتهم في منطقة جيجل السياحية لقضاء عطلة الصيف، بخلاف كثير من الأسر تفضّل تأجيل سفرها لما بعد ظهور النتائج.
وقال والد التوائم أحمد بن يامنة لـ "العربي الجديد"، إنّ "صهيب ومهند ومصعب يدرسون معا منذ ولوجهم إلى الروضة والأقسام التحضيرية، واستمروا في الدراسة في القسم الابتدائي والمتوسط، وصولا إلى الثانوية وإحرازهم البكالوريا"، مضيفا أنهم كانوا يتعاونون مع بعضهم في حصص المراجعة، ولم يحتاجوا إلى الدروس الخصوصية.
وفي حالة مماثلة، حصل توأم مكون من ثلاث شقيقات في العاصمة الجزائرية، على شهادة البكالوريا، وهن ندى ونهى ونورهان بلاريف، وتزامن موعد اجتياز امتحان البكالوريا في 20 يونيو/حزيران الماضي، مع عيد مولدهن.
وعلاوة على تفوقهن الدراسي تمارس الشقيقات الثلاث رياضة الكاراتيه، وسبق لهن أن شاركن معا في استعراضات ومنافسات هذه الرياضة في الجزائر.
وحصل التوأم الثلاثي، بن عبد السلام أمين، وأيمن وسلسبيل، من ثانوية هواري بومدين بولاية سطيف شرقي الجزائر، على شهادة البكالوريا، إذ أحرز أمين 15.69، فيما نال شقيقه أيمن 16.39، وحصلت شقيقتهم الثالثة سلسبيل على معدل 15.68، وثلاثتهم من حفظة القرآن.
وبالولاية نفسها، نال التوأم حشايشي خديجة ومريم البتول شهادة البكالوريا بتقدير جيد جدا في ثانوية محمد بعيطيش، واللافت أيضا حصولهما على المعدل نفسه 15.78.
وفي ولاية جيجل، حصلت الشقيقات الثلاث التوأم، دينا ومهى وغادة، على شهادة البكالوريا، الأولى بمعدل 13.86، وغادة 14.33، فيما أحرزت مهى 13.54.
وشهدت ثانوية الإخوة بن عبد الرحمن بولاية تلمسان غربي الجزائر، نجاح ثلاث شقيقات توأم في شهادة البكالوريا، وهن بن مختاري أميمة وأسماء وإيمان، كما نجح توأم بالمؤسسة نفسها، هما بومديني ريان أحمد وشقيقته رانيا أريج، في امتحان شهادة البكالوريا وينحدران من بلدة عين غرابة دائرة منصورة.
وقال الإعلامي نور الدين بلهواري لـ"العربي الجديد"، إنّ نجاح هذه النماذج تحدّ كبير بالنسبة لمنطقة يعاني تلامذتها للوصول إلى مؤسستهم، إذ يقطعون يوميا مسافة 20 كلم إلى مدينة منصورة للوصول إلى الثانوية، مشيرا إلى أنّ المطلب الرئيسي للأولياء تسجيل مشروع إنجاز ثانوية بمقر البلدية.
من جهتهم، فسّر مختصون في علوم التربية نجاح التوائم، بأنه مرتبط بطبيعة العلاقة المتلازمة بينهم منذ الصغر. وأكد المختص في علوم التربية، سليم عوفة، أن "ظاهرة تلازم نجاح التوائم في البكالوريا إيجابية، ومن طبيعة التوائم الترابط الحسي والمعنوي، لذلك نجد أنهم يسعون إلى الدراسة والمذاكرة والنجاح معاً، بحرص أكبر من باقي التلاميذ"، مضيفا أنه "كان يسجل نجاح التوائم في الأعوام السابقة، لكن وجود شبكات التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي أسهم كثيرا في تسليط الضوء عليهم".