وجدت شبكة سكاي نيوز، أنّ أطفالاً تقل أعمارهم عن عشر سنوات يخضعون للتحقيق بشأن صلاتهم باليمين المتطرّف في المملكة المتحدة.
وتُظهر أرقام وزارة الداخلية ارتفاعاً كبيراً في عدد الأشخاص الذين تمّت إحالتهم إلى برنامج الحكومة لمكافحة الإرهاب، بسبب مخاوف بشأن مشاركتهم المحتملة مع اليمين المتطرف، وذلك على الرغم من أنّهم لم يتجاوزوا الثامنة عشرة من العمر.
وقد أُحيل إلى البرنامج ما مجموعه 682 طفلاً في عام 2017-2018، مقارنة بـ 131 في عام 2014-2015، أي بزيادة أكثر من خمسة أضعاف، وفقاً للأرقام التي حصلت عليها "سكاي نيوز"، بموجب طلب حرية المعلومات.
ويشمل المجموع لعام 2017-2018، 24 طفلاً ممّن هم دون العاشرة من العمر.
اللافت أنّه لأول مرة منذ تسجيل البيانات، كان هناك توازن في عدد الحالات المرتبطة باليمين المتطرّف وتلك المرتبطة بالتطرّف الإسلامي، خلال العام حتى مارس/آذار 2019. ومن بين 5738 إحالة، من جميع الفئات العمرية، ارتبطت 24 في المائة من المخاوف بالتطرف الإسلامي، و24 في المائة أخرى بالتطرف اليميني. وارتبط الجزء الأكبر من الإحالات، 62 في المائة، بالأطفال والمراهقين حتى سن العشرين.
في السياق، قال أحد الأعضاء النازيين السابقين، لشبكة سكاي نيوز، إنّ ألعاب الفيديو والمحتوى المتطرّف على وسائل التواصل الاجتماعي، يُستخدم لتجنيد الأطفال.
وقال نايجل بروماج ، مؤسس منظمة "Exit UK"، التي تضم أعضاء سابقين في اليمين المتطرّف وتقدّم الدعم للأفراد الذين يريدون الانفصال عن هذا التنظيم، إنّه يعتقد أنّ اليمين المتطرّف في بريطانيا اليوم، هو في الواقع في أخطر حالاته. ويضيف أنّ أصغر شخص تلقى مساعدتهم، كان يبلغ من العمر تسع سنوات.
إلى ذلك، حذّر بروماج من أنّ المحتوى الخاص بالأطفال الذي يستخدمه اليمين المتطرّف لاستهداف هؤلاء عبر الإنترنت، يتضمّن ألعاب ومقاطع فيديو. ويتابع أنّ الصبي البالغ من العمر تسعة أعوام، جنّده شقيقه الأكبر الذي عرض عليه ألعاب فيديو متطرّفة للنازيين الجدد.
ويقول بروماج إنّ ألعاب الفيديو هذه تشبه ألعاب الفيديو الأخرى تماماً في ما يتعلق بمطاردة الأشخاص وإطلاق النار عليهم. ولكن عندما تنظر إلى نوع ومحتوى اللعبة، ستلاحظ أنّ الأشخاص الذين تتم مطاردتهم، هم من أعراق ومجتمعات وديانات مختلفة. ونظراً لوجود رسومات رائعة وموسيقى جيدة في اللعبة، يتبنّى الشباب محتواها على كلّ المستويات. ويعلّق:" لسوء الحظ، إنها أداة توظيف رائعة حقاً لليمين المتطرف".
وقالت منظمة "Exit UK" إنّ حوالي 70 في المائة من الأشخاص الذين ساعدتهم على مغادرة المنظمات اليمينية المتطرفة، قد تم تجنيدهم عبر الإنترنت.
وهناك أدلة متزايدة على أنّ الأطفال الذين تحوّلوا إلى التطرّف عبر الإنترنت، يتمّ تشجيعهم على اتخاذ إجراءات مباشرة، مع إخفاء نشاطهم عن الآخرين.
ووجد تقرير صادر عن مجموعة حملة "Hope Not Hate" لمكافحة التطرّف، أنّ الآباء والأقران يجهلون، في كثير من الأحيان، أنّ أطفالهم أو أصدقاءهم قد التحقوا باليمين المتطرّف.
في المقابل، قال ريتشارد سميث، رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، إنّه يمكن لأيّ شاب أن يتحول إلى التطرف، لكن يمكن مساعدته أيضاً.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية في بيان إنّ حماية الأطفال من التطرّف هو جزء من واجبات الحماية الأوسع للمدارس. ويمكن لأي شخص لديه مخاوف بشأن التطرّف زيارة موقع "Let's Talk About It".