برنامج الأغذية العالمي: الإمدادات الغذائية القليلة إلى غزة تعوق عملنا

09 ديسمبر 2023
الإمدادات الغذائية لا تكفي احتياجات الغزيين (محمد عبد/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلن نائب مدير برنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، أن وصول القليل من الإمدادات الغذائية إلى غزة، ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات، وانعدام الأمن، تعوق عمل المنظمة الأممية في القطاع. جاء ذلك في بيان نشره الموقع الرسمي للبرنامج العالمي، مساء الجمعة، عقب زيارة سكاو لقطاع غزة.

وقال سكاو: "لم يكن بإمكاني تخيل كمّ الخوف والفوضى واليأس الذي شهدناه في غزة التي زرناها الجمعة". أضاف: "بدأ يومنا عند معبر رفح، حيث انتظرنا لساعات، ولم يكن ذلك إلا تذكيراً بمدى صعوبة إدخال المساعدات الحيوية وفرق الإغاثة إلى غزة والحاجة الماسة للمزيد من نقاط العبور".

وأوضح أن "أي عملية إنسانية ذات تأثير تصبح مستحيلة في ظل انهيار القانون والنظام، ومع وصول جزء صغير فقط" من الإمدادات الغذائية إلى غزة و"نقص الوقود، وانقطاع أنظمة الاتصالات، وانعدام الأمن لموظفينا أو الأشخاص الذين نخدمهم عند نقاط التوزيع. لا يمكننا القيام بعملنا".

وأشار إلى أن هناك "ارتباكاً في المستودعات، وآلاف الناس عند نقاط التوزيع، ومتاجر خاوية، وملاجئ مكتظة، دورات المياه فيها تكاد تنفجر من الزحام. كل هذا مع صوت القنابل المستمر". وتابع: "أخبرتني إحدى السيدات عند نقطة لتوزيع الأغذية أنها تعيش مع تسع عائلات أخرى في شقة واحدة، وأنهم يتناوبون النوم ليلاً لضيق المكان. بعدها مررنا بمقبرة حيث تجمع الناس فيما بدا كأنه مراسم دفن، وعندما اقتربنا أكثر رأينا أنهم كانوا يقطعون الأشجار لاستخدامها حطباً للنار".

وأوضح المسؤول الأممي أن زيارته لغزة تأتي تأكيداً لالتزامهم تجاه الشعب الفلسطيني، ودعماً لموظفيهم هناك. أضاف: "عندما سألنا موظفونا وعائلاتهم خلال اجتماع مشحون بالمشاعر عما سيحدث، وعن خططنا، لم تكن هناك إجابات واضحة أو سهلة". أضاف: "يقوم فريقنا داخل غزة بعمل رائع. هم يعيشون أزمة إنسانية هائلة، وفي الوقت نفسه يعملون على معالجتها. لقد أوصلوا المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص حتى الآن. إنهم يكافحون كل يوم للحيلولة دون تفشي الجوع بين سكان غزة، ومواصلة إيجاد حلول غير تقليدية، على الرغم من الكثير من التحديات وخطورة ذلك على حياتهم".

وقال سكاو إن "الناس في غزة يائسون، ويمكنك رؤية الخوف في عيون النساء والأطفال"، مضيفاً أن "سكان غزة مكتظون في ملاجئ غير صحية، أو في الشوارع مع اشتداد برد الشتاء، ويعانون الأمراض وقلة الطعام". وأضاف أنه "خلال فترة الهدنة التي استمرت سبعة أيام، أظهر برنامج الأغذية العالمي أنه يمكننا توفير المساعدات إذا سمحت الظروف بذلك".

قضايا وناس
التحديثات الحية

السبيل لإبعاد المجاعة عن غزة وقف إطلاق النار

من جانبها، قالت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية في برنامج الأغذية العالمي كورين فلايشر، السبت، إن "السبيل الوحيد لإبعاد خطر المجاعة في غزة وقف إطلاق النار لإتاحة مرور الغذاء على نطاق واسع".

جاء ذلك في تدوينة نشرها برنامج الأغذية العالمي، على حسابه عبر منصة "إكس"، على هامش الزيارة التي أجرتها فلايشر، لقطاع غزة.

وأشارت فلايشر إلى أنها عملت في حالات الطوارئ لـ20 عاماً، "لكن لا شيء يقارن بما رأيتُه أو سمعتُه أو شعرتُ به في غزة اليوم"، لافتة إلى أن "سكان غزة يواجهون اليأس والخوف والجوع وخطر المجاعة"، مشددة على أن "العائلات في غزة ضائعة في كل مكان".

والجمعة، دخلت فلايشر، برفقة نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو، وممثل البرنامج في فلسطين سامر عبد الجابر، عبر معبر رفح إلى غزة للقاء موظفي برنامج الأغذية العالمي، وأصحاب المتاجر المحليين، والفلسطينيين المتضررين من الصراع المستمر، وفق بيان للمنظمة نشرته في وقت سابق السبت.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ومطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، انتهت هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني. تابع البيان أن لديهم بعضاً من الإمدادات الغذائية إلى غزة في "الشاحنات، لكننا بحاجة إلى أكثر من معبر واحد. وبمجرد دخول الشاحنات، نحتاج إلى ممر حر وآمن للوصول إلى الفلسطينيين أينما كانوا". وأوضح أن ذلك "لن يكون ممكناً إلا من خلال وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وفي النهاية نحن بحاجة إلى إنهاء هذا الصراع".

وفي 8 ديسمبر الجاري، دخل نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو، والمديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية كورين فلايشر، والمدير القطري لفلسطين سامر عبد الجابر، عبر معبر رفح إلى غزة، للقاء موظفي برنامج الأغذية العالمي وأصحاب المتاجر المحليين، والفلسطينيين المتضررين من الصراع المستمر، وفق بيان المنظمة.

(الأناضول)

المساهمون