كشف فريق "منسقو استجابة سورية" عن زيادة في الاحتياجات الإنسانية في شمال غرب سورية بنسبة 9.8 في المائة في مختلف القطاعات عن الشهر الماضي، بسبب توقّف إدخال المساعدات الأممية عبر المعابر مع توقّف التفويض الأممي بموجب قرار مجلس الأمن 2672 لعام 2023، وتوقّع تضاعف زيادة النسبة في حال استمرّ توقّف المساعدات.
وأوضح الفريق، في بيان أصدره اليوم الجمعة، أنّه مع انقضاء مدّة شهر كامل من توقّف دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الداخل السوري، لم تعبر النقاط الحدودية الثلاث مع تركيا إلا 163 شاحنة فقط عبر معبر باب السلامة، فيما لم تدخل ولا شاحنة مساعدات عبر معبرَي باب الهوى والراعي.
أضاف الفريق أنّ توقّف دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى تسبّب في عدم دخول نحو 600 شاحنة أممية، معظمها من المواد الغذائية والطحين بحسب الخطط الموضوعة سابقاً، وقد بلغ عدد شاحنات المساعدات الإنسانية عبر المعابر الثلاثة قبل انتهاء التفويض بشهر كامل 1001 شاحنة.
واقترح الفريق: "في ظل المعطيات الحالية وإصرار الأمم المتحدة على المضي قدماً بتفاهمها مع النظام السوري على آلية دخول المساعدات"، تفعيل حلول من شأنها منع تحكّم النظام السوري في عمليات إدخال المساعدات، ومنها عودة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة إلى ما قبل قرار 2165/2014 من خلال العمل من خارج نطاق آلية التفويض. يُضاف إلى ذلك تحويل التمويل الخاص بوكالات الأمم المتحدة إلى منظمات دولية غير حكومية، توزّع المساعدات المقدّمة إلى الجهات المحلية مثل منظمات المجتمع المدني وغيرها.
ورأى الفريق أنّ في إمكان أيّ دولة عضو في مجلس الأمن الدولي الدعوة إلى اجتماع استثنائي للجمعية العامة للأمم المتحدة والتصويت على القرار الدولي لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وذلك من خارج نطاق مجلس الأمن، وبذلك يُصار إلى ضمان عدم استخدام حقّ النقض "الفيتو".
كذلك اقترح إنشاء صندوق للتمويل الإنساني خاص بسورية، بدلاً من صندوق التمويل الإنساني الخاص بالأمم المتحدة، وإنشاء كتل تنسيق رئيسية موزّعة على مناطق سورية غير الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
أحمد نعنوع، نازح في ريف إدلب يعمل في متجر للمواد الغذائية، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "انقطاع المساعدات أدّى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، لا سيّما الأرزّ والبقوليات"، مضيفاً أنّ "عدداً كبيراً من النازحين في المخيمات لم يتلقَّ هذا الشهر مساعدات".
أضاف نعنوع أنّ السلة الغذائية التي كانت تُوزَّع على النازحين تمثّل سنداً لآلاف العائلات، في ظلّ الغلاء وقلّة فرص العمل وتراجع الليرة التركية المتداولة في الشمال السوري الخارج عن سيطرة النظام السوري.
وقبل أيام، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس التوصّل إلى تفاهم بين الأمم المتحدة وحكومة النظام السوري بشأن استمرار استخدام معبر باب الهوى الحدودي، خلال الأشهر الستة المقبلة، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى ملايين الأشخاص المحتاجين في شمال غرب سورية.
وقال نائب المتحدّث باسم الأمين العام فرحان حقّ إنّ الاتّفاق يوفّر أساساً للأمم المتحدة وشركائها لإجراء عمليات إنسانية عبر الحدود بطريقة قانونية عبر معبر باب الهوى.