انطلاق قمة "إرثنا" في قطر: الاستدامة في المناطق الجافة

08 مارس 2023
بمشاركة نحو 500 خبير وباحث من دول العالم (مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع)
+ الخط -

انطلقت، اليوم الأربعاء، قمة "إرثنا 2023"، التي تنعقد في "مشيرب قلب الدوحة" تحت عنوان: "بناء مسارات جديدة لاستدامة المناطق الحارة والجافة"، بمشاركة نحو 500 خبير وباحث من دول العالم، وتتواصل ليومين.

وقالت نائبة رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، الشيخة هند بنت حمد آل ثاني: "ركزنا في قمة إرثنا الافتتاحية هذه عمداً على استكشاف تقاليد الأسلاف، في علاقتهم ببيئتهم من أجل لفت الانتباه لتجاربهم المفيدة والغنية بالحكمة المتراكمة".

ولفتت إلى أن الغرض من البحث في تجارب الأسلاف هو اختيار الأصلح للبيئة من أجل تطبيق التوصيات واعتماد حلول في المتناول بدلاً من تعقيد الأمور، مطالبة بالتركيز على جذور المشكلة لاجتثاثها من أصولها بدلاً من إهدار الوقت والمال في ما لا طائل من ورائه.

وتناقش القمة الحلول المستدامة لاحتياجات المناطق ذات المناخات الاستوائية والمعتدلة، ومنح البيئات الحارة والجافة، مثل قطر، مكانة متقدمة في الحوار العالمي عبر تسليط الضوء على الحاجة الماسة للبلدان الحارة والقاحلة للتكيّف مع التغيرات المناخية، واستكشاف الخيارات المتاحة للانتقال نحو الطاقة النظيفة والتصدّي للتغيرات المناخية.

وقال وزير البيئة والتغير المناخي في قطر، فالح بن ناصر آل ثاني، إن القمة فرصة لبناء مجتمع من المعنيين بشؤون البيئة يسهم في رسم ملامح مستقبل الاستدامة في المناطق الحارة والجافة، وتوفر منصة لتسليط الضوء على البلدان الحارة والجافة التي غالباً ما تغيب عن ساحة النقاشات العالمية المتعلقة بالبيئة والتغيّر المناخي".

ولفت إلى تركيز القمة على التحديات الفريدة التي تواجهها هذه البلدان ذات الظروف المناخية الصعبة، وهي التحديات التي تلتزم قطر بالتصدي لها وبمشاركة أفضل الحلول والممارسات مع الدول المجاورة وغيرها من دول العالم للتغلب عليها.

وأبرز رئيس زامبيا، هاكايندي هيشيليما، خلال جلسة بعنوان "التحديات العالمية للأمن الغذائي: المعرفة المحلية وآليات تطبيقها"، أن العالم لا يُمكنه استبعاد الأساليب الزراعية التقليدية، وأن المعارف المحلية التقليدية ينبغي أن تبقى ركيزة أساسية يجب الاعتماد عليها في تأطير السياسات الحديثة.

وأضاف: "يُعد الأمن الغذائي جزءا ضروريا لتحقيق الأمن القومي الإقليمي والقاري والعالمي، وبدونه نُعرض عالمنا لحالة من انعدام الاستقرار، نحن في غنى عنها".

من جانبه، يرى رئيس سيراليون، جوليوس مادا بيو، أن أساليب الزراعة المحلية لاتزال تحتفظ بقيمتها الثمينة، لافتا إلى إهمال ذلك أو نسيانه من خلال استخدام تقنيات جديدة قادرة على تدمير مثل هذه الأساليب التقليدية.

أما الأمينة العامة للكومنولث، باتريشيا اسكتلندا، فتطرقت في كلمتها إلى أحد الأمثلة التي تسلط الضوء على أهمية المعرفة المحلية التقليدية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في الحاضر، والمتمثلة في استخدام سريلانكا منذ القدم الآبار لريّ الأراضي في أوقات الجفاف. وقالت: لقد آن الأوان بالنسبة لإظهار الاحترام والتقدير للمعرفة المحلية التقليدية، إلى جانب الحديث عنها أيضا.

وتعقد القمة مجموعة من الجلسات والورش والحلقات النقاشية التي تتمحور حول موضوعات تمثل أهمية بالنسبة لقطر، مثل التكيف مع متطلبات الأمن الغذائي، والتغير المناخي وتحول الطاقة، والمرونة المناخية، والتنوع الحيوي.

وأقامت القمة "قرية إرثنا" وهي مساحة مفتوحة في "براحة مشيرب" تُمكن الجمهور من استكشاف أشكال الممارسات المستدامة الثقافية والبيئية والاجتماعية. وتنقسم القرية إلى ثلاث مناطق تشمل موضوعات مختلفة وهي: البحر، وأدوات الغذاء والأجداد، والمنسوجات؛ والحرف اليدوية.

وتعرّف زوار القرية في اليوم الأوّل من القمّة عن كثب على أقمشة السدو المحليّة، وهي نمط حياكة تقليدي يعتمده البدو، وتقنيات تعود لقرون من الزمن في صناعة السفن وترتبط بالتراث القطري، وتم حضور جلسات تعريفية حول الأعشاب الطبيعية المستخدمة في المنطقة، واستكشاف الصلصال الطبيعي في قطر، وسُبل حماية الكنوز العُمانية والحفاظ عليها.

يشار إلى أن "إرثنا – مركزٌ لمستقبل مستدام"، الذي ينظم القمة، يتبع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وأعلن عن تأسيسه خلال القمة الدبلوماسية السنوية لمنتدى الدوحة في مارس/ آذار 2022، وهو مركز غير ربحيّ متخصص في وضع السياسات وإسداء المشورة.

المساهمون