تعاني المساعدات الإنسانية في مناطق الشمال السوري من نقص الإمدادات مع انخفاض عدد الشاحنات الإغاثية التي عبرت الحدود إلى مناطق شمال غرب سورية خلال شهر فبراير/ شباط إلى 41 شاحنة فقط، وفق ما أوضح "فريق منسقو استجابة سورية" في تقريره الصادر اليوم السبت.
وأوضح الفريق أن 32 شاحنة دخلت خلال الشهر من معبر باب الهوى إضافة إلى 9 شاحنات من معبر باب السلامة، وأضاف البيان أن المساعدات الواردة عبر المعابر الحدودية، خلال فبراير/ شباط 2023، بلغ 456 شاحنة. مشيرا إلى أن نسبة انخفاض عدد الشاحنات خلال الشهر نفسه في عامي 2023 و2024 بلغ 91 بالمائة.
دعوات لدعم المساعدات الإنسانية
ولفت الفريق في بيانه إلى أن السكان في المنطقة يعانون الفقر والجوع، حيث ارتفعت حدوده إلى مستويات هي الأعلى على الإطلاق مقارنة بالأعوام السابقة، حيث بلغ حد الفقر نحو 10 آلاف و843 ليرة تركية (345 دولاراً) بينما بلغ حد الفقر المدقع 8933 ليرة (284 دولاراً).
ودعا الفريق المجتمع الدولي والجهات المحلية إلى تحمل مسؤوليتها أمام المدنيين في المنطقة قائلا: "ندعو المنظمات الإنسانية بشكل عاجل إلى زيادة الفعاليات الإنسانية في المنطقة والبحث عن بدائل متعددة لتحقيق الحد الأدنى من متطلبات المدنيين في المنطقة من دون تأخير".
ويعاني معظم السكان في المنطقة من أزمة على مستوى المعيشة وتوفير الغذاء، وفي الخصوص، أوضح المدرس المهجر من ريف حمص الشمالي خالد عبد الحق، لـ"العربي الجديد"، أن الوضع صعب للغاية مع غياب المساعدات الإنسانية، قائلا: "في الوقت الحالي، ما أتقاضاه من أجر بالكاد يكفيني 20 يوما في الشهر، قد أضطر لترك التدريس بحال لم يتحسن الوضع خلال الفترة القادمة".
في المقابل، أوضح النازح المقيم في مخيم الرحمة ضمن تجمع مخيمات دير حسان مهند الفاعوري، لـ" العربي الجديد"، أنه يعمل في الوقت الحالي، لكن لم يعد يحصل كما في السابق على سلة غذائية بشكل دوري، قائلا: "حتى السلة في الوقت الحالي، إن حصلنا عليها، لم تعد تقارن بما كنا نأخذه سابقا، اليوم رب الأسرة عليه أن يعمل بما يتاح كي لا يكون فريسة للفقر والدين، قد يكون حال عائلتي أفضل من العائلات التي تقيم هنا في المخيمات، كون أني لدي إخوة أشقاء في أوروبا يساعدونني عندما أكون في ضائقة، لكن لا أستطيع الاعتماد عليهم".
أما فاطمة الإسماعيل، المهجرة من ريف حمص الشمالي والتي تقيم في مخيم قرب مدينة الدانا، فأوضحت لـ"العربي الجديد" أن الوضع ضمن المخيمات صعب خاصة في فصل الشتاء مع قلة فرص العمل، مضيفة: "زوجي وابني الكبير كانا يعملان ويسدّان حاجة العائلة، لكن في الفترة الماضية لم يكن هناك عمل، كنا نوفر الطعام بالاستدانة. ليس هناك مكان لنربّي فيه الدجاج أو الأغنام كي نستفيد منها، أو أرض يمكن لنا أن نزرعها، رغم أن المتعارف لدينا أن الزراعة قلم معطل، إلا أنها كانت تقينا الجوع، نرجو أن تعمل المنظمات الإنسانية على حل الأزمة التي نعيشها، فنحن في المخيمات بحاجة ماسة للمساعدات".
وتشير إحصائيات فريق منسقو استجابة سورية إلى وجود نحو مليوني نازح في المخيمات شمال غربي سورية، يعاني نحو 94 بالمائة منهم من صعوبات كبيرة في تأمين الغذاء، وذلك مع تراجع حجم المساعدات الإنسانية التي كانت تصل إليهم.