انتشال جثث 13 مهاجراً سودانياً في سواحل تونس

08 فبراير 2024
يغامر المهاجرون بأرواحهم في القوارب بحثاً عن حياة أفضل (ياسين جيدي/الأناضول)
+ الخط -

أعلن المتحدث باسم النيابة العامة بمحافظة المهدية شرقي تونس فريد بن جحا، اليوم الخميس، عن انتشال 13 جثة لمهاجرين سودانيين وإنقاذ اثنين آخرين بعد غرق قارب هجرة سرية في سواحل مدينة الشابة التونسية، وسط شرق البلاد.

وقال بن حجا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "قارباً كان على متنه نحو 42 مهاجراً من أصول سودانية، كلهم من الذكور، غرق في سواحل الشابة، ظهر أمس الأربعاء ما تسبب في وفاة 13 مهاجراً وإنقاذ اثنين فقط، فيما يتواصل البحث عن 17 مفقوداً أو ناجياً".

وأفاد بأنّ "السودانيين الذين كانوا على متن القارب يحملون صفة اللاجئ المسندة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين"، مُرجّحاً أن "يكونوا قدموا إلى تونس منذ فترة وتمت تسوية وضعية إقامتهم بمنحهم صفة اللاجئ من قبل المفوضية قبل أن يقرروا الهجرة نحو أوروبا".

وأكد بن جحا أنّ النيابة العامة فتحت بحثاً تحقيقياً في شبهة الاتجار بالبشر دون أن يؤكد جنسية منظم الرحلة أو الوسطاء.

وأشار إلى أنّ "قانون مكافحة الاتجار بالبشر ينفذ على منظمي ووسطاء الهجرة عند ثبوت إدانتهم مهما كانت جنسيتهم باعتبار أنّ الجريمة ارتكبت على أراض تونسية".

وارتفع عدد السودانيين المسجلين لدى مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلى قرابة 4850 لاجئاً وطالب لجوء، ليحتلوا بذلك المرتبة الأولى أمام السوريين ثم العاجيين، بينما كان عددهم إلى حدود شهر يناير/ كانون الثاني 2022 لا يتجاوز 513 شخصاً بين لاجئ وطالب لجوء.

وتشير البيانات الصادرة عن مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تونس، إلى ارتفاع عدد اللاجئين وطالبي اللجوء إلى حدود شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى حوالي 14700 مقارنة بـ9000 إلى حدود ديسمبر من سنة 2022، ويعود ذلك إلى ارتفاع عدد المهاجرين السودانيين.

وقالت المفوضية، إنّ 4850 لاجئاً وطالب لجوء هو العدد المسجل للسودانيين لدى مكتبها، ولا ينفي ذلك وجود آخرين غير مسجلين ومقيمين بصفة غير نظامية.

والشهر الماضي، دقّت دراسة حديثة أصدرها المعهد العربي لرؤساء المؤسسات في تونس (مدني)، ناقوس الخطر، من تداعيات الوضع في السودان على الوضع في منطقة شمال أفريقيا المهددة بتدفقات كبيرة من المهاجرين السودانيين الفارين من الحرب، ولا سيما الأطفال منهم.

ووفقاً للدراسة، فإن بلدان شمال أفريقيا، ومن بينها تونس، ستواجه تحدّيات جديدة نتيجة الضغوط التي فرضها تدفق المهاجرين السودانيين منذ بدء الصراع، ما ينعكس على البنية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

ويرى المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، أن تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين السودانيين يزيد من مخاطر تشغيل العمالة في السوق الموازية، ويشكل ضغطاً على مستوى التزود بالمواد الأساسية نظراً لاعتبار السودانيين تونس أرض مقصد وليس نقطة عبور، على خلاف باقي المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء الأخرى.

وتحدّث المعهد عن إمكانية تسجيل ضغوط إضافية على مستوى التزود بالمواد الغذائية الأساسية على اعتبار أن حوالي ثلث اللاجئين من السودان أطفال وذلك بخلاف المهاجرين من الأفارقة جنوب الصحراء الذين عادة ما يعتبرون يداً عاملة نشطة.

المساهمون