حذّرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الخميس، من تدهور الأوضاع أكثر في مستشفى الأمل الذي تديره بمدينة خانيوس جنوبي قطاع غزة، والذي تحاصره قوات الاحتلال الإسرائيلي وتستهدفه منذ 18 يوماً.
وفي نداء أطلقته، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ "حياة الجرحى في مستشفى الأمل في خطر من جرّاء نفاد الأوكسجين بشكل كامل في المستشفى قبل أيام، وعدم قدرة الطواقم الطبية على إجراء عمليات جراحية لهم"، وذلك بعد "توقّف العمل تماماً في قسم الجراحة".
يُذكر أنّ مستشفى الأمل كان قد أُخلي، قبل ثلاثة أيام، من النازحين الذين لجأوا إليه، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فيما بقي فيه 40 نازحاً فقط كبار السنّ ونحو 80 مريضاً وجريحاً و100 من أفراد الطواقم الإدارية والطبية.
في النداء نفسه، بيّنت الجمعية أنّ "مخزون الوقود سينفد في خلال أربعة أيام فقط"، وطالبت المجتمع الدولي بـ"تدخّل فوري" من أجل الضغط على سلطات الاحتلال "للسماح بإدخال الأوكسجين والمستلزمات الطبية والوقود لضمان استمرار العمل في المستشفى".
من جهة أخرى، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الخميس، أنّها ودّعت "ببالغ الحزن والألم" المسعف محمد العمري الذي استشهد، أمس الأربعاء، "عقب استهدافه من قبل قناصة الاحتلال في أثناء أدائه عمله الإنساني في إجلاء الجرحى من مستشفيات غزة في مهمة إنسانية منسّق لها". وفي عملية الاستهداف هذه، أُصيب مسعفان آخران.
أضافت الجمعية، في منشور على منصة "إكس"، أنّ محمد رحل "تاركاً خلفه أحباءه وأبناءه وبناته". وشدّدت على أنّه "جسّد معاني الإنسانية بعطائه غير المحدود"، موضحةً أنّه "تطوّع لسنوات في الجمعية قبل أن ينضمّ لفريق الإسعاف، ويرحل أمس بعد رحلة عطاء دامت أكثر من 23 عاماً".
ببالغ الحزن والألم ودعنا اليوم الزميل محمد العمري الذي استشهد يوم امس عقب استهدافه من قبل قناصة الاحتلال اثناء ادائه لعمله الإنساني في اجلاء الجرحى من مستشفيات #غزة في مهمة انسانية منسق لها.
— PRCS (@PalestineRCS) February 8, 2024
💔رحل محمد تاركا خلفه احباءه وابناءه وبناته من بينهم ثلاثة اطفال، 8 اعوام ، 12 عاما، 14…
وكانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قد حذّرت، يوم الأحد الماضي أي عشيّة إخلاء مستشفى الأمل في خانيونس، من "كارثة إنسانية" في هذه المنشأة الطبية التي لم تكن تستقبل المرضى والجرحى فحسب، إنّما تحوّلت كذلك إلى ملجأ إيواء لآلاف النازحين الفلسطينيين، موضحة أنّ ثمّة مؤشّرات عدّة تنذر بذلك.
تجدر الإشارة إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي راحت تستهدف مستشفى الأمل مثلما فعلت مع مستشفيات أخرى في مختلف أنحاء قطاع غزة، وذلك في سياق استهدافها المنظومة الصحية في القطاع المستمرّ منذ الأيام الأولى للحرب على غزة.