المنظمة السورية للطوارئ تواصل محاولات كسر حصار مخيم الركبان

02 يوليو 2024
مخيم الركبان تحت الحصار، مايو 2024 (مرعي الشهاب/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مخيم الركبان يعاني من حصار مشدد يفرضه النظام السوري والقوات الروسية، مما دفع المنظمات الإنسانية لمحاولة كسر العزلة بتوزيع مواد غذائية للتخفيف من معاناة السكان.
- الوضع يتدهور يومًا بعد يوم، مع تأكيدات من السكان على أن المساعدات الإنسانية المقدمة لا تكفي لحل المشكلات الجذرية مثل نقص الدواء، الغذاء، والمياه، بالإضافة إلى الحاجة لتحسين ظروف المعيشة.
- الجهود الإسعافية من المنظمة السورية للطوارئ تقدم بعض الراحة لكنها لا تعالج المشكلات الأساسية بسبب استمرار الحصار وغياب تدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل فعال، مما يستدعي حلولًا جذرية لتحسين الوضع.

يعاني النازحون في مخيم الركبان عزلة وحصاراً تسعى المنظمات الإنسانية لكسره، إذ بدأت المنظمة السورية للطوارئ في توزيع مواد غذائية للنازحين أمس الاثنين وتستمر اليوم الثلاثاء، وذلك بهدف كسر الحصار المفروض من قوات النظام السوري وروسيا على المخيم، حيث تمنع تلك القوات دخول المواد الغذائية عبر طرق التهريب التي كانت المصدر الرئيسي لهذه المواد.

وفي ما يخص الوضع الحالي ضمن المخيم وعمل المنظمة السورية للطوارئ على كسر الحصار، أوضح معاذ مصطفى، مدير المنظمة، لـ"العربي الجديد" أن المنظمة عملت أمس على توزيع مواد غذائية للنازحين في المخيم، منها الطحين والبرغل والعدس والزيت، مشيراً إلى أن عمليات التوزيع تتواصل أيضاً اليوم الثلاثاء. قائلاً: "نحن نصل إلى كل فرد في المخيم. نسافر عن طريق الطيران العسكري الأميركي. زرت الركبان سابقاً، وسنتابع العمل في المخيم في الأيام القادمة".

مخيم الركبان تحت الحصار

ومضى أكثر من 80 يوماً منذ تضييق النظام السوري حصاره على المخيم، وذلك بعد منع سيارات التجار التي تصل إلى المخيم من مناطق سيطرة النظام من عبور طرق التهريب، حيث يدفع التجار إتاوات للشبيحة وضباط في النظام للسماح بدخول هذه السيارات إلى المخيم، الذي يمارس عليه النظام سياسة التجويع منذ عام 2019 بوضوح لإفراغه من النازحين.

النازح المقيم في المخيم محمد حمدان تحدث لـ"العربي الجديد" عن الوضع الراهن، قائلاً: "الوضع من سيّئ إلى أسوأ. إذا لم يكن هناك حل جذري للمخيم، فلن يتحسن الوضع نهائياً". أما عن المساعدات التي أدخلتها المنظمة السورية للطوارئ مؤخراً، يضيف: "من المحتمل بداية، أن تخفف المساعدات الإنسانية قليلاً من المعاناة، ولكن الوضع أكبر من مجرد مساعدات. الناس بحاجة إلى دواء وغذاء وحليب أطفال وأطباء مختصين بالعمليات الجراحية ومياه شرب متوفرة باستمرار وتأمين فرص عمل".

وأوضح حمدان أن "الناس بحاجة إلى ترميم المنازل بالنسبة لأولئك الذين يسكنون في بيوت طينية، وتبديل الخيام للناس الذين يسكنون في خيمة. فضلاً عن عدم توفر وسائل التبريد والتدفئة خلال فصول السنة. فالمخيم لا يحتوي محطات توليد كهرباء، والإضاءة في المخيم تعتمد على الطاقة الشمسية. نسبة الناس الذين يسكنون في الخيام تبلغ 10%"، مردفاً "أمس الاثنين، غادرت خمس عائلات إلى مناطق سيطرة النظام السوري. إذا لم يكن هناك تدخل من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فلن يكون هناك حل في المخيم. أما المنظمات غير الحكومية، فهي لا تقدّم إلا الحلول الإسعافية، إذ تخلت عن المخيم منذ سنة 2019 وحتى اليوم".

وتابع الحمدان: "جرى أمس توزيع سلة غذائية إسعافية مقدمة من المنظمة السورية للطوارئ وزنها 13 كيلوغراماً، تكفي العائلة المكونة من خمسة أشخاص لمدة أسبوع أو عشرة أيام كحد أقصى. للمرة الأولى بعد حصار مخيم الركبان لمدة 82 يوماً"، مضيفاً: "بتاريخ 14 يونيو الماضي، وزعت السورية للطوارئ بسكويت عالي الطاقة لكافة النازحين في المخيم بمعدل 100 قطعة لكل شخص نازح".

وكان رئيس المجلس المدني لمخيم الركبان بسام سليمان قال لـ"العربي الجديد" إن مخيم الركبان يعاني حصاراً مفروضاً عليه منذ فترة طويلة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان، مضيفاً: "هناك نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الأساسية، وتفشي الأمراض بسبب سوء الظروف الصحية. ويجب على الجهات المعنية التدخل بسرعة لفك الحصار عن المخيم وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية للسكان". 

يشار إلى أن عزلة سكان المخيم بدأت منذ عام 2016 بعد إغلاق الأردن حدوده أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم، وازدادت العزلة مع توقف المساعدات الأممية للنازحين في عام 2019 وتشديد الحصار على النازحين في المخيم من النظام السوري والقوات الروسية بعد ذلك.