لقي عاملان زراعيان في المغرب مصرعهما، اليوم الخميس، وأصيب 14 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، في أحدث حوادث السير المميتة التي يذهب ضحيتها العشرات من العمّال الزراعيين جراء نقلهم بوسائل غير آمنة.
وكشفت مصادر محلية، أنّ الحادث الذي خلّف ضحايا، وقع، صباح الخميس، في منطقة آيت عميرة بمحافظة اشتوكة آيت باها الزراعية جنوبي المغرب، إثر اصطدام بين شاحنة صغيرة كانت تقل عمّالاً زراعيين وسيارة خاصة.
وبينما فتحت مصالح الدرك الملكي بحثاً في الحادثة لتحديد كافة ملابساتها تحت إشراف النيابة العامة المختصة، أعادت الحادثة الجدل الذي تثيره المركبات المخصصة لنقل العاملات والعمّال الزراعيين، التي بات وصف "عربات الموت" لصيقاً بها، نظراً إلى "حوادث السير المتكررة واهتراء هذا الأسطول وانعدام أدنى شروط السلامة داخل تلك العربات".
ويواجه نحو مليون و200 ألف مغربي يعملون في الحقول والضيع الزراعية وفي محطات التلفيف (التوضيب)، يومياً، خطر الموت والإصابة بإعاقات دائمة؛ بسبب ظروف نقلهم مكدّسين بأعداد كبيرة جداً في وسائل غير آمنة، وعلى مرأى ومسمع من قوات فرض تطبيق قانون السير والجَولان والسلطات الحكومية الأخرى، بحسب الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل، وهو أكبر اتحاد عمّالي في المغرب.
وخلال السنوات الأخيرة، تكرر مشهد سقوط ضحايا ومصابين في صفوف العاملين في القطاع الزراعي على طرقات مناطق زراعية عدّة، مثل أكادير وشتوكة آيت باها وبركان ومولاي بوسلهام وبني ملال والفقيه بنصالح وتارودانت وغيرها من الأماكن حيث ينتشر تشغيل العمّال الزراعيين. ولعلّ أسوأها ما حصل في الرابع من إبريل/ نيسان من عام 2019 في منطقة مولاي بوسلهام غربي البلاد، حينما أدّى اصطدام قوي بين شاحنة لنقل الرمال ومركبة نقل عاملات زراعيات، إلى وفاة تسعة أشخاص وإصابة 24 آخرين.