المطابخ الرمضانية تخفف الأعباء عن العائلات شمال غربي سورية

27 مارس 2023
ضاعف الزلزال عدد المخيمات ومراكز الإيواء ومناطق انتشار النّازحين (العربي الجديد)
+ الخط -

تُخفّف وجبات المطابخ الرمضانية التي توزّعها المنظّمات الإنسانيّة الضّغوطات المعيشيّة على العوائل في مناطق شمال غربي سورية، بخاصة العوائل النّازحة والمتضرّرة جراء الزّلزال، بمن فيهم من الأرامل والأيتام. 

سارية بيطار، مدير فريق "هذه حياتي" التطوعيّ، قال لـ"العربي الجديد": "بظلّ الظّروف المعيشيّة الصّعبة الرّاهنة، تكون المطابخ الرّمضانيّة مساندة للعوائل بوجبة الإفطار الرمضانيّة، ووجبة السحور، كون وجبة الإفطار مكلفة للعائلة وهي نوعاً ما بسيطة لكنّها وجبة أساسيّة. والفئات المستهدفة بالدّرجة الأولى هم المتضرّرون من الزّلزال، ومحدودو الدّخل والعمّال بالمياومة، وفئة الأطفال الأيتام إضافة للأرامل وكبار السّن والعجزة ممن ليس لديهم أيّ معيل أو أيّ مردود ماليّ".

الصورة
مطابخ رمضانية في سورية (العربي الجديد)
تُطهى الوجبات وسط شروط نظافة لجهة وضع القفازات والكمامات (العربي الجديد)


أضاف بيطار "الوجبات تطبخ وتكون كالوجبات المنزليّة وهي وجبات تعدّها نساء زوجات شهداء وهن متطوعات يأخذن منها لبيوتهنّ، ويتمّ طهي هذه الوجبات ضمن شروط نظافة من ناحية لبس القفازات والكمامات ونظافة المكان أيضاً والأدوات المستخدمة، أيضا العاملات في إعداد الوجبات يراعين كافّة الشروط أنّ أبناءهنّ يأكلون من الوجبات ذاتها ولن يطعمن أبناءهنّ طعاماً غير صحيّ أو نظيف. ولا يقتصر المطبخ على الوجبات، إذ تجهزّ فيه سلل نيئة للعوائل التي تفضّل أن تطهو حسب رغبتها. والسلّة فيها دجاج وخضار وفواكه، وكلّ متطلبات الوجبة إضافة لوجبة  السّحور والسّلل الغذائيّة الّتي تكفي لشهر واحد".

بدوره، قال أحمد نايف محمد، المدير التنفيذي لـ"وقف الدّيانة التركي" في منطقتي إدلب وغصن الزّيتون، خلال حديثه لـ"العربي الجديد": "وقف الدّيانة التركي يعمل في رمضان، وهذا رمضان رقم 7 له في العمل بالمنطقة، الوقف لا يقتصر عمله فقط على الوجبات خلال شهر رمضان، التي يوزّع معها أيضاً المعروك المميز لدى السوريين، وهذه الوجبات والسلال توزع حسب الحاجة دون شروط، وتحتوي سلال السحور على اللبنة والزيتون وغير ذلك، إضافة لسلال غذائيّة معتادة فيها بقوليّات إضافة للتّمر، وتكون هناك عدّة نشاطات في رمضان، تنظم فيها مسابقات تحفيزيّة للطلاب التابعين للوقف خلال شهر رمضان".

الصورة
مطابخ رمضانية في سورية (العربي الجديد)
الوجبات تطبخ كما تلك المحضّرة منزليّاً (العربي الجديد)

وأردف محمد "عامّة هناك فعّاليّات ذبح العقاق والنّذور، منها الجمال والعجول والأغنام أيضاً، وتوزيعها يتم على العوائل، ونعمل على تنظيم إفطار جماعي في بعض المناطق، ولا ننسى في رمضان أن ننظّم إفطارات جماعيّة وإفطارا لنحو 500 يتيم، وذلك يتمّ على مدار ثلاثة أيام، ويتم توزيع ألعاب. كما نعمل في نهاية شهر رمضان على خدمة أكثر من 1500 يتيم من أبناء الشّهداء بلباس العيد، عدا عن وجود صالات لباس لوقف الدّيانة التركي ويتمّ شراء الألبسة من الأسواق ليتم توزيعها".

وتابع محمد "الوجبات توزّع على الفئّات عامّة وليس هناك شروط كونها إفطار صائم، ونركز على أبناء الشهداء وأمهاتهم، الوجبات تكون مميّزة عن غير الأشهر الماضية، ودائما نختار وجبات مميّزة يدخل اللحم في مكوناتها، وهناك لجنة تأخذ إحصائية ونسبة مئوية على المراكز التي تم التّوزيع فيها، ونأخذ نسبة 10 أو 15 بالمائة حول الوجبات لمعرفة مقدار الرضا عنها. الشروط الصحيّة مهمّة صراحة، فعند إطعام أي عائلة يجب أن تكون هناك شروط صحية، من اللباس والمكان وتنظيف اللحم حتى تغليف الطعام بدرجات حرارة لكي لا يتفاعل مع البلاستيك الذي توزع الوجبات فيه".

محمد مقيم في تجمع مخيمات دير حسان، أوضح خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الوجبة تخفف عن العائلة، كون الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ مع حلول شهر رمضان، والدخل أيضا لا يكفي. 

وتضم مراكز الإيواء والمخيمات نحو مليونين و16 ألفاً و344 شخصاً، وفق تقرير سابق لفريق "منسقو استجابة سوريا"، مشيراً إلى أنه بالتزامن مع زيادة أعداد النازحين، زاد عدد المخيمات ومراكز الإيواء ومناطق انتشار النّازحين في العراء في المخيمات العشوائية، بنسبة 12.81 في المائة، ليصبح عددها 1873، كما أحصى الفريق.

المساهمون