المساعدات والانبعاثات والوقود الأحفوري في صلب المباحثات الأخيرة بـ"كوب 26"

12 نوفمبر 2021
يمكن أن تؤدي النقاشات إلى تمديد أعمال القمة (Getty)
+ الخط -

استمرت مباحثات صعبة، الجمعة، خلال قمة "كوب 26" حول مسودة بيان ختامي جديد يدعو إلى تسريع خفض انبعاثات الغازات الدفيئة ومساعدة الدول الفقيرة في مواجهة الكوارث والحدّ من استخدام الوقود الأحفوري.

في وقت مبكر من اليوم الجمعة، أصدرت الرئاسة البريطانية مسودة بيان ختامي جديدة، لكن "لا تزال هناك بعض النقاط الرئيسية" التي يمكن التوصل إلى اتفاق بشأنها، كما قال رئيس المؤتمر ألوك شارما وهو يفتتح جلسة عامة لاستطلاع آراء الوفود حول هذا النص.

قبل ساعات قليلة من انتهاء مؤتمر المناخ العالمي في الساعة 18.00 ت غ، والذي يعتبر حاسما لإعادة مكافحة تغير المناخ إلى المسار الصحيح، نشرت الرئاسة البريطانية هذه "المسودة" الجديدة وهي نتيجة مفاوضات طويلة.

نشر النص الجديد لم يضع حدا للخلافات وينبغي أن تؤدي النقاشات إلى تمديد أعمال القمة.

الدول الفقيرة ترى أن على الدول الغنية بذل المزيد من الجهد لأنها مسؤولة عن معظم الانبعاثات

لكن الدول الفقيرة ترى أن على الدول الغنية بذل المزيد من الجهد لأنها مسؤولة عن معظم الانبعاثات. وأصر ممثل كينيا على أن مطالبة الجميع بالجهد نفسه "ليست عادلة"، مشيرا إلى أن الاحتباس الحراري لبلاده "ليس إحصاءا بل مسألة حياة أو موت".

دافع المبعوث الأميركي جون كيري عن هذه الدعوة لتسريع "التخفيف" من ظاهرة الاحتباس من خلال خفض الانبعاثات، وقال "العلم ثابت"، في إشارة إلى أحدث التقارير المقلقة من خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة (IPCC). وأضاف أنه يجب أن "نتحرك الآن" و"النص لا يمكن أن يعود إلى الوراء" حول هذه النقطة.

كما دافع عن ضم فقرة مثيرة للجدل - حتى مخففة - للخروج من تمويل الوقود الأحفوري، مؤكداً أن دعم المصدر الرئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة هو "تعريف الجنون ذاته".

من جانبها، عارضت المملكة العربية السعودية بشدة النص ودعت إلى "التزام الوفاء باتفاقية باريس" التي لا تشير حتى إلى الوقود الأحفوري.

تمويل مكافحة تبدل المناخ يعقد أيضا التوصل إلى اتفاق. فالدول الفقيرة التي تظهر "ثقة مهتزة" بعدما فشلت الدول الغنية في الوفاء بتعهداتها بتقديم 100 مليار دولار كمساعدات سنوية، ترفض التطمينات المتجددة من الدول المتقدمة للقيام بعمل أفضل.

وتدعو مسودة البيان الدول الغنية إلى الوفاء بالوعود التي لم تحترمها، لا بل تجاوزها، ومضاعفة المساعدة المخصصة للتكيف مع آثار تغير المناخ بحلول عام 2025، بينما يستحوذ تمويل تخفيض الانبعاثات على 75% من الإجمالي.

والأكثر فقراً الذين يمثلون حصة ضئيلة من الانبعاثات العالمية على الرغم من أنهم الأكثر عرضة للعواقب المأساوية لتغير المناخ، يصرون كذلك على أن يأخذ التمويل في الاعتبار "الخسائر والأضرار" التي يتعرضون لها بوتيرة أكثر انتظاما.

لكن حول هذه النقطة، تقترح مسودة النص تسريع تنفيذ التدابير المخطط لها أصلا، بدون تحديد أهداف بالأرقام زمنيا.

شعور كبير بالخيبة 

قال ممثل غينيا باسم مجموعة G77 + الصين (أكثر من 100 دولة نامية وناشئة): "نشعر بخيبة أمل شديدة" لعدم الاحتفاظ باقتراح إنشاء آلية محددة.

وأضاف "نريد أن نرى اقتراحنا في النص"، خصوصا أنه تم تقديمه من قبل العالم النامي بأسره، بما في ذلك الدول الناشئة الكبرى.

بشكل إجمالي، تراوح تقديرات حاجات التمويل لمجموعة البلدان الأقل نموا الآن بين 750 مليارا و1300 مليار دولار في السنة. وهي أرقام أكدتها مسودة تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حصلت عليها وكالة فرانس برس.

لذلك يجب أن يتطور النص قبل أن تتمكن 200 دولة حاضرة من التوافق عليه واختتام أعمال قمة كوب 26 التي استمرت أسبوعين.

وفي حين لا يزال رئيس مؤتمر الأطراف ألوك شارما يأمل في إنهاء أعمال المؤتمر "في وقت لاحق اليوم"، كما هو مقرر، يبدو أن تمديدا يلوح في الأفق.

(فرانس برس)

المساهمون