أدرجت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، المتطوعة لدى منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، العاملة ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غرب سورية، آمنة البش، ضمن قائمتها السنوية التي تضم أكثر 100 امرأة ملهمة ومؤثرة حول العالم لعام 2023.
وتضم قائمة "BBC" نساء من جميع دول العالم ضمن فئات كثيرة، منها الثقافة والتعليم والسياسة والمناصرة والعلوم والصحة والتكنولوجيا والترفيه والرياضة وغيرها، وهو ما سيساهم في التركيز على وضع النساء المؤلم في سورية خلال الحرب، ولا سيما أن البش تعد السورية الوحيدة المرشحة ضمن القائمة.
وتتحدر آمنة البش من بلدة احسم في منطقة جبل الزاوية، جنوبي محافظة إدلب، شمال غرب سورية، وهي أم لخمسة أطفال، وكانت قد نزحت بين عامي 2019 و2020 إلى مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي، بسبب قصف قوات النظام وروسيا، ثم عادت إلى بلدة احسم مسقط رأسها.
وقال المكتب الإعلامي لدى "الخوذ البيضاء" على معرفاته الرسمية إن اختيار آمنة يسلط الضوء على الجهود الجبارة التي تبذلها وزميلاتها من متطوعات "الخوذ البيضاء" والعاملات في المجال الإنساني في سورية، لتحسين حياة مجتمعاتهن في الحرب والكوارث، رغم صعوبة الظروف والتحديات التي تواجههن، مؤكداً أن آمنة اليوم هي صوت كل سيدة سورية لم تستسلم للظروف وأخذت زمام المبادرة واستطاعت القيام بمهام إنسانية عظيمة في حياتها ومجتمعها.
وبين المكتب الإعلامي أن آمنة البش امرأة سورية قصتها تشبه قصص الكثير من النساء في سورية، فهنّ الحلقة الأضعف في هذه الحرب وهنّ أكثر من قدم التضحيات، لكن آمنة قررت ألا تستسلم وأن تأخذ زمام المبادرة، ووجدت بالعمل مع "الخوذ البيضاء" مهمة إنسانية عظيمة لتساهم في تخفيف المعاناة عن المجتمع المحلي وبشكل خاص النساء بسبب تصاعد الأعمال العدائية والوحشية التي أدت لتفاقم الوضع الإنساني في سورية.
ولفت المكتب إلى أن عام 2018 لم يكن عادياً بالنسبة لآمنة، إذ كان نقطة تحول كبيرة غيرت حياتها بشكل كامل، مشيرا إلى أن هذا العام كان من أصعب السنوات على السوريين بسبب حملات القصف والتصعيد الوحشية وتهجير السكان من مختلف المناطق السورية إلى شمال غربي سورية، ولكن آمنة لم تستطع البقاء مكتوفة الأيدي ومشاهدة ما يجري، وقررت الانضمام للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، دون أن تكترث بالمخاطر التي قد تتعرض لها خلال عملها في إنقاذ الأرواح وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين والمتضررين بسبب القصف.
وقالت آمنة على حسابها الشخصي في موقع "إنستغرام": "فخورة وسعيدة كثيراً لاختياري ضمن قائمة تضم أكثر 100 امرأة مؤثرة خلال عام 2023، هذا التكريم يعتبر مكافأة وتقديراً لجهود زميلاتي المتطوعات بالدفاع المدني السوري بالرغم من كل الأعباء والصعوبات التي تواجههن، وهن دائماً حاضرات لخدمة أهلنا في سورية بكل حب وشغف وإخلاص بهدف تخفيف معاناتهن".
وتابعت آمنة: "النساء من أكثر الفئات التي تأذت بحرب النظام على السوريين. مسؤوليات كثيرة انتقلت للنساء بسبب خسارة أزواجهن بفعل القصف والمعارك والاعتقال، لذلك مشوار حياة نساء عاملات كثيرات تكون أصعب".
وعاشت آمنة التهجير والنزوح المتكرر دون أن تتخلى عن مهامها، ولم تكن ترى مهمتها فقط في إنقاذ الأرواح وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين، كانت تكافح أيضاً من أجل تحسين حال المجتمع النسائي، حيث أصبح واقع النساء بسبب تداعيات وعواقب الصراع أكثر قساوة عليهن، ومكنها عملها بالقرب من النساء من سماع قصصهن، حيث تسعى إلى رفع معنويات النساء اللواتي تعرضن لخسائر كبيرة وأصبحن يتحملن الكثير من المسؤوليات ضمن مجتمع لا يملكن فيه الكثير من الفرص للنهوض بأنفسهن.