مرض اللشمانيا ينتشر في حماة السورية رغم انخفاض درجات الحرارة

20 نوفمبر 2023
انتشار القمامة والصرف الصحي السيئ يضاعفان إصابات اللشمانيا (أرشيف/الاناضول)
+ الخط -

أحصى مسؤولون في النظام السوري آلاف الإصابات بمرض اللشمانيا في محافظة حماة هذا العام وامتداد الإصابات إلى مناطق جديدة رغم الشتاء والبرد على خلفية الإهمال الإداري والتلوث المستمر في المحافظة منذ أعوام.

ونقلت صحيفة الوطن التابعة للنظام السوري، اليوم الاثنين، عن مدير مركز مكافحة اللشمانيا في حماة باسل إبراهيم قوله إنّ الإصابات المسجلة بلغت 14642، منها 512 إصابة وافدة من خارج المحافظة، منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الشهر الماضي، بزيادة مقدارها 1114 إصابة عن العام الماضي كاملاً.

ومن المتوقع تسجيل المزيد من الإصابات خلال الشهرين الجاري والمقبل مع استمرار الحشرة المسببة للمرض في الانتشار بالمنطقة.

وقال المسؤول إن أسباب انتشار المرض هي عدم تحقيق شروط البيئية الصحية في معظم بؤر انتشار المرض، زاعماً أن ذلك بسبب "ضعف إمكانات الوحدات الإدارية ونقص عمال التنظيفات والمعدات والآليات".

من جانبها أكدت، لـ"العربي الجديد"، مصادر محلية من مناطق في ريف حماة تخضع لسيطرة النظام السوري، أنّ أسباب انتشار الحشرة المسببة للمرض في هذا الوقت غير معروفة تماماً لأنّ هذا الوقت غير مناسب لنشاطها مع دخول الشتاء والبرد.

وخلال الصيف كان انتشار الحشرة ناجماً عن إهمال المجالس البلدية لعمليات الرش التي من شأنها القضاء على الحشرة التي تنشط في الشهرين الثامن والتاسع من كل عام.

وقال مصدر طبي من مناطق سيطرة النظام، يفضل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، إنه في الغالب حدثت عمليات اللسع من الحشرة سابقاً وتفاعل بيضها الآن، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أنه من الغريب انتشار الحشرة في الشهر العاشر حالياً في بعض المناطق مثل السقيلبية الباردة، ويرجع البعض ذلك إلى الإهمال من قبل المجلس المحلي الذي ترك مجموعة من خطوط الصرف الصحي بدون إصلاح، موضحاً أنّ عدم إزالة القمامة قد تكون من أسباب انتشار الحشرة مجدداً.

وقال أخصائي الأمراض الجلدية أحمد دعدوش لـ"العربي الجديد" إن ذبابة الرمل لا تنتشر سوى في الجو الحار الدافئ في الربيع والصيف، وانتشارها حالياً في الأجواء الباردة صعب، مرجحاً أن الإصابات قد حصلت في الأسبوع الماضي حيث مرت ساعات حارة في بعض الأيام.

وبحسب الطبيب، فإن الازدحام السكّاني وسوء الأحوال العامة من حيث طبيعة السكّان وانتشار القمامة والصرف الصحي السيئ، وقلة النظافة، عوامل مساهمة في انتشار المرض.

وبحسب موقع منظمة الصحة العالمية، فإن اللشمانيا الجلدية هي الأكثر شيوعاً من أنواع اللشمانيا في العالم وعادةً ما يسبب المرض تقرحات جلدية، ناتجة من الطفيليات الأولية التي تنتقل عن طريق لدغة أنثى ذباب الرمل.

وتقول المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنّ المرض يرتبط بسوء التغذية والنزوح السكاني ورداءة السكن وضعف الجهاز المناعي ونقص الموارد المالية، مضيفة أنّ داء اللشمانيات طفيليٌ من الطفيليات الليشمانيا الأولية التي يزيد عدد أنواعها على 20 نوعاً. ويفوق عدد أنواع ذباب الرمل المعروفة بنقل الطفيليات اللشمانيا 90 نوعاً.

ومن أهم وسائل مكافحة الذبابة الناقلة للمرض رش مبيدات الحشرات، واستخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات والإدارة البيئية والحماية الشخصية.

المساهمون