اللاجئ الأفغاني محمد غفران: سنبقى في باكستان

16 ابريل 2023
اللاجئ الأفغاني محمد غفران (العربي الجديد)
+ الخط -

وصل اللاجئ الأفغاني محمد غفران إلى باكستان قبل أكثر من 20 عاماً، ويعيش حالياً في ضواحي العاصمة إسلام أباد. يعمل غفران في تجارة الأحجار الكريمة، وهو يكسب من المال ما يكفي احتياجات أسرته، لكنه لا يمكنه من تطوير تجارته في ظل الغلاء المستشري.
يقول لـ"العربي الجديد": "أنا تاجر متواضع، أحضر الأحجار الكريمة من مدينة بيشاور، لأبيعها في إسلام أباد وراولبندي. بعد ارتفاع الأسعار وتدهور العملة الباكستانية لم يعد ما أجنيه يلبي احتياجات منزلي. أعيش في منزل بالإيجار، وأسدد فواتير الكهرباء والغاز، وبالتالي لم يعد ما أكسبه يكفي كل اللوازم. حياتي جيدة إلى حد ما مقارنة بغيري، وعندي أربعة أولاد، بنت وثلاثة بنين، والمشكلة أنهم لم يدرسوا، ليس لأنني لم أكن قادراً على توفير نفقات تعليمهم، بل لأنهم لا يرغبون في الدراسة، لأنهم يظنون أنْ لا مستقبل لهم في هذه البلاد".
يضيف غفران: "زوجت ابني الأكبر محمد حبيب قبل سنتين، وهو يعمل حالياً في محل للأحذية بسوق كراتشي في وسط إسلام أباد ليساعد في توفير ما تحتاج إليه الأسرة، كذلك أنوي تزويج ابنتي قريباً. المشكلة الأساسية أن الأولاد يكررون أنه لا مستقبل لهم في باكستان، لأنهم لاجئون، كذلك لا يستطيعون الذهاب إلى أفغانستان، لكون عائلتي تنحدر من مدينة قندهار".
على الرغم من أن أحواله المعيشية جيدة إلى حد ما، غير أنه وأبناءه يواجهون مشكلات في باكستان، من بينها ملاحقة الشرطة المتواصلة، مع أن الأوراق القانونية كلها متوافرة، وخصوصاً بطاقات اللجوء الموثقة من قبل مفوضية اللاجئين والحكومة الباكستانية. يقول غفران: "العيش في هذه البلاد يصعب من يوم إلى آخر، ونحن نعيش مع الخوف في أي لحظة من ملاحقة الشرطة، إنهم يدخلون المنازل من دون إذن إذا عرفوا أن سكانها من اللاجئين الأفغان، ثم يسألون عن الأوراق، وبتلك الذريعة يأخذون منا المال".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ورغم كل ما يواجهه من مشاكل وصعاب في باكستان، إلا أنه يفضل البقاء فيها لأن الأوضاع في أفغانستان غير مهيّأة، خصوصاً من الناحية الاقتصادية. يقول: "أحب بلادي، كما يحبها أولادي، ولنا في مدينة قندهار منزل وأرض، وأزورها بين الفينة والأخرى، لكن المشاكل هناك كثيرة، والوضع المعيشي صعب، ولا توجد فرص للعمل بقدر المتوافر هنا في باكستان، كذلك فإننا لا نعرف ماذا سيحدث في المستقبل. الوضع الأمني تحسن إلى حد كبير، لكن هل سيبقى على ما هو عليه، أم سيحدث غير ذلك؟ أولادي لهم أصدقاء كثر في باكستان، وهم لا يحبون العودة إلى أفغانستان، سننتظر لفترة إضافية، فإذا استمر الاستقرار في أفغانستان، حينها سنعود إلى بلادنا".

المساهمون