اللاجئ الأفغاني محمد صفدر... 44 عاماً "بلا قيمة" في باكستان

29 مايو 2022
محمد صفدر (العربي الجديد)
+ الخط -

يبدي اللاجئ الأفغاني في باكستان محمد صفدر (51 عاماً)، يأسه من تحسن الأوضاع في بلاده والعودة إليها، يقول لـ"العربي الجديد": "قبل الغزو السوفييتي لأفغانستان حين ساد الأمن والاستقرار في أرقى درجاته بدرجة أفضل من كل دول المنطقة خلال حكم الملك ظاهر شاه، قرر والدي محمد سرور الذهاب إلى باكستان للعمل في التجارة، فغادرنا بلدنا متوقعين أن نعود قريباً إلى أفغانستان التي كان الباكستانيون أنفسهم يحلمون بالعيش فيها. ولم نعتقد حينها أن الزمن سيفعل ببلدنا ما فعل، وسنتحول إلى مشردين في دول العالم، ونبقى لاجئين بلا قيمة ولا هوية في باكستان إلى الأبد".
خلال حكم الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، حين تحسن الوضع الاقتصادي والمعيشي قليلاً، وتعززت سلطات مؤسسات الدولة، انتعشت أمال صفدر بالعودة كي يعيش وأولاده وأحفاده في وطنهم مستقبلاً، لكن استعادة حركة "طالبان" الحكم في صيف العام الماضي جعل الحالة المعيشية خانقة في ظل عدم وجود عمل ولا عيش ولا حياة، كما يقول، مضيفاً: "لن يتحسن الوضع في أفغانستان بحسب ما توحي أساليب طالبان".
جاء صفدر إلى باكستان مع والده حين كان في السابعة من العمر، ودرس حتى الصف الثالث حين غزت القوات السوفييتية أفغانستان وبدأت موجة اللجوء نحو باكستان، ما أساء إلى أوضاع الأفغان في باكستان وبينهم عائلته التي تدهور وضعها المعيشي.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وبعد وفاة الوالد قبل 20 عاماً تشتتت الأسرة. شق الإخوة طريقهم باستقلالية وأسسوا أعمالاً منفصلة عن المحلات التجارية الخاصة بوالدهم في مدينة بشاور. ويقول صفدر: "أخذت مع شقيقي نصيبنا من تركة والدنا، واعتقدنا بأننا حصلنا على غنائم جيدة، لكننا فهمنا لاحقاً أننا دمرنا المشروع التجاري الذي بناه والدي خلال عقود".
حالياً، يعمل صفدر مع أحد أبنائه في محل نجارة بمدينة راولبندي، وقد تزوج اثنان من أبنائه أحدهما خير الله الذي يعمل معه في المحل، علماً أن ابنين آخرين هما محمد ولي ومحمد الله يعملان في سوق الفواكه والخضار، ويكسبان مالاً لا بأس به يومياً، لكن مشكلة الأبناء جميعهم كما الوالد أنهم لم يدرسوا بعدما خرجوا إلى السوق في مقتبل عمرهم.
يعلّق صفدر: "حرمت شخصياً من التعليم ليس بسبب الوضع المعيشي، بل بحكم العرف السائد على صعيد عدم الاهتمام بالتعليم، أما أولادي فحرموا من التعليم بسبب الوضع المعيشي، لكن الوضع يختلف الآن، ولا أريد أن يبقى أحفادي بلا تعليم، ولا أن يخرجوا من باكستان".

المساهمون