صندوق الأمم المتحدة للسكان: العنف يُهدّد ثُلث العراقيات

01 فبراير 2022
الحاجة إلى التدخل من أجل وقف العنف (Getty)
+ الخط -

عبّر صندوق الأمم المتحدة للسكان عن قلقه من زيادة حالات العنف ضد النساء، موضحاً أن العنف يُهدّد ثُلث العراقيات

وقالت ممثلة الصندوق في العراق ريتا كولومبيا، اليوم الثلاثاء، إنّ المسح الشامل لأوضاع الصحة الاجتماعية للنساء، أظهر الحاجة إلى التدّخل من أجل وقف العنف الذي يقوم على أساس النوع الاجتماعي، مشيرة في حديث لصحيفة "الصباح" الرسمية، إلى أن المسح أظهر أن واحدة من كل ثلاث نساء في العراق مُعرّضة للعنف.

ولفتت إلى أن ذلك يتطلب تدخلات كبيرة من أجل تحسين الأوضاع واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف العنف ضد النساء والفتيات من خلال إيجاد فرص عمل لهن. 

وأشارت ريتا كولومبيا إلى وجود تعاون بين الصندوق ووزارة الصحة العراقية من أجل تحقيق التخطيط الأسري وتمكين المرأة، مؤكدة وجود مساعدات من دول مثل اليابان وبريطانيا والسويد في هذا المجال. 

الحاجة إلى التدّخل من أجل وقف العنف الذي يقوم على أساس النوع الاجتماعي

وحذّرت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق من تسارع النمو السكاني في البلاد، وتضاعف شريحة الشباب إلى أكثر من 60 في المائة من السكان، داعية إلى التدخل لوقف العنف القائم على النوع الاجتماعي. 

وتابعت أن "العراق يحتاج إلى العديد من التدخلات لاستيعاب الزيادة المتسارعة في سكانه"، مضيفة "إذا ما تم الاهتمام بمواضيع تنظيم الأسرة وتمكين الشباب وتعزيز برامج الصحة الإنجابية، فقد يتمكن العراق من السيطرة على النمو السكاني واستثمار رأس المال البشري في التنمية والقفز إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد". 

ودعت الأسر العراقية إلى "التخطيط وتعلم السيطرة على اتساعها ونموها من خلال اتباع أدوات وسبل منع الإنجاب، مع حصولها على الفرص الاقتصادية التي تتيح التنمية السليمة للأطفال". 

واليوم، الثلاثاء، قالت الشرطة إن رجلا أقدم على قتل زوجته وابنته وأصاب والدة زوجته بعدما فتح النار عليهن من سلاح شخصي في بلدة أبو غريب، غرب العاصمة بغداد، وفقا لما نقلته وسائل إعلام محلية عراقية قالت إنّ الشرطة طوّقت المنطقة وشرعت بالبحث عن المتهم وفتح تحقيق في الحادث.

وبحسب آخر إحصائية لوزارة التخطيط العراقية، صدرت مطلع العام الحالي، فإن عدد السكان الكلي يقدر بنحو 41 مليون شخص، وعدد النساء يقدر بأكثر من 20 مليونا. ووفقا لتلك الإحصائية، فإن أكثر من 6 ملايين امرأة عراقية معرضة للعنف، بحسب الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل سجى محمد، التي قالت لـ"العربي الجديد"، إنّ ما تحدثت عنه ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق خطير ويعني أن ملايين النساء قد يتعرضن للعنف في أي لحظة، سواء كان في المنزل، أو العمل، أو الشارع، أو أي مكان آخر. 

ولفتت إلى أن العنف ضد النساء موجود في العراق ولا يمكن لأحد إخفاؤه، ودليل ذلك الجرائم المتكررة التي نسمع عنها والتي تُرتكب على يد الأقارب في أغلب الأحيان، موضحة أن تشريع قانون العنف الأسري يمكن أن يكون أحد أهم الأدوات التي قد تُقلّل إلى حد كبير حالات العنف ضد النساء والأطفال

وأقرّ مجلس الوزراء العراقي في أكتوبر/تشرين الأول 2020، تحت ضغط حقوقي، مشروع قانون "مناهضة العنف الأسري"، ومرّره إلى البرلمان، لكن القانون لم يشرّع حتى اليوم بسبب معارضته من قبل جهات سياسية في البرلمان، وخاصة تلك التي تنتمي إلى الأحزاب الدينية، والتي ترى أن في القانون مخالفة للشريعة الإسلامية، وأنه سيؤدي إلى حدوث تفكك أسري، ولجوء إلى القضاء من قبل الزوجات والأطفال ضد رب الأسرة.