أكدت السلطات العراقية أنّ عمليات إزالة الألغام والمقذوفات الحربية متواصلة في عموم البلاد، وأنها أسهمت بتقليص المساحات الملوثة إلى نحو 3300 كيلو متر فقط، مبيّنة أنّ التحديات المالية تؤثر سلباً على سير عمليات الإزالة.
وخلال الفترة السابقة، سجلت المحافظات العراقية حوادث أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الشباب والأطفال، لا سيما ممن يمارسون الرعي في المناطق المفتوحة، إذ تعرضوا لتفجيرات المخلفات الحربية والألغام، ما دفع وزارة البيئة العراقية إلى وضع خطة وطنية واسعة للتخلص من مشكلة الألغام والأجسام المتفجرة غير المنفلقة التي خلفتها الحروب والأزمات الأمنية التي ضربت البلاد منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، مؤكدة أنّ الخطة تهدف لإنهاء الأزمة بحلول عام 2028.
ووفقاً لمدير إعلام دائرة شؤون الألغام في وزاره البيئة، مصطفى حميد، فإنّ "المساحات الملوثة بالألغام تبلغ نحو 6000 كيلومتر مربع في عموم العراق"، مشيراً إلى أنّ "جهود دائرة شؤون الألغام وبالتعاون مع الجهد الوطني ومنظمات المجتمع المدني أسفرت عن إزالة أكثر من 54% من هذه المساحة أي ما يقدر بـ2700 كيلومتر"، مشدداً على أنّ "المساحات المتبقية ما زال العمل جارياً على تطهيرها".
المساحات الملوثة بالألغام تبلغ نحو 6000 كيلومتر مربع في عموم العراق، والخطة تهدف لإنهاء الأزمة بحلول عام 2028
وأوضح، في حديث لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الأربعاء، أنّ "ما يقف حائلاً أمام الملف هو عدم توفر المبالغ المالية لأغراض الإزالة"، مبيّناً أنّ "عملية إزالة اللغم الواحد تكلف 300 دولار"، معرباً عن أمله في أن "تخصص الموازنة المقبلة أموالاً تغطي عمليات إزالة الألغام".
وأشار إلى أنّ "برنامج شؤون الألغام انطلق بعد العام 2003 في جميع مناطق البلاد، بالتعاون مع شركات إزالة الألغام، فضلاً عن الجهد الوطني المتمثل في وزارة الدفاع والداخلية والهندسة العسكرية والدفاع المدني"، مؤكداً أنّ "محافظة البصرة هي أكثر مدن العالم تلوثاً بالألغام والمقذوفات الحربية، إذ تقدر مساحة الأراضي الملوثة بها بأكثر من 1200 كيلومتر على الشريط الحدودي".
وأكد حميد أنّ "الدائرة تنتظر موافقة وزارة التخطيط على ميزانية بحدود 400 مليون دولار، فيما هناك جهود دولية ومنح من دائرة شؤون الألغام، إلا أنّ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وجهت المانح الدولي نحو الملف الأوكراني، ما انعكس سلباً على عمل البرنامج بالعراق"، مشيراً إلى أنّ "المجلس الأعلى لإزالة الألغام يترأسه رئيس الوزراء العراقي، وهو يدير العملية ويجتمع بشكل دوري مع وزير البيئة والجهات المختصة".
وتقدّر مساحة 1200 كيلومتر من الحدود العراقية الإيرانية ملوثة بالألغام والقنابل، فضلاً عن وجود 90 منطقة ملوثة إشعاعياً في جنوب البلاد بسبب اليورانيوم المنضّب الذي استخدمته قوات التحالف الدولي إبان حربها ضد العراق عام 2003، الى جانب مخلفات تنظيم "داعش" في المحافظات التي سيطر عليها التنظيم منتصف العام 2014.
ويصنف العراق من الدول الأكثر تلوثاً نتيجة انتشار الألغام والعبوات الناسفة، ويعود سبب ذلك إلى الحرب العراقية الإيرانية إبان ثمانينيات القرن الماضي وآثار احتلال تنظيم "داعش" محافظات عراقية عدة صيف العام 2014.