أعلنت منظمة الصحة العالمية، دخول العراق مرحلة التفشي المجتمعي لفيروس كورونا، إذ تسجل البلاد حاليا أكثر من 4 آلاف إصابة يومية، وسط تلويح حكومي بإعادة فرض حظر التجول الشامل.
وقال ممثل المنظمة الأممية في العراق، أدهم إسماعيل، في تصريحات لوسائل إعلام محلية رسمية، إن "انتشار الفيروس في العراق ما زال تحت السيطرة في الوقت الحالي، والحكومة تبذل جهوداً لاحتواء الوباء ضمن القدرة السريرية المتاحة لوزارة الصحة. استمرار انتشار الفيروس ضمن الحدود الحالية يمكن من السيطرة عليه".
لكنه حذر من "تزايد محتمل لأعداد المصابين خلال الفترة المقبلة بسبب استمرار التجمعات، وعدم اتباع إجراءات الوقاية والالتزام بالتعليمات الصحية، كما أن زيارة الأماكن الدينية، وقرب دخول فصل الشتاء قد يؤديان إلى زيادة كبيرة في عدد المصابين، وبالتالي سيكون هناك ضغط أكبر على المستشفيات لاستيعاب تلك الأعداد، وقد يشكل ذلك مشكلة حقيقية في حال تضاعفت أعداد الإصابات المسجلة حاليا".
وأشار إسماعيل إلى أن "عدد الأسرة المخصصة لمصابي كورونا في عموم محافظات العراق، يصل إلى أقل من 50 في المائة من عدد المصابين، والزيادة المستمرة في عدد الإصابات تشكل عاملاً مقلقاً. العراق دخل مرحلة التفشي المجتمعي، وهي تمثل المرحلة الثالثة، وفي حال الوصول إلى المرحلة الرابعة فستكون البلاد موبوءة بشكل كامل، وهذا الأمر يتطلب من الدولة اتخاذ إجراءات سريعة وشديدة تتمثل بالإغلاق التام والعزل الكامل".
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، الجمعة، تسجيل 4785 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع عدد المصابين الكلي إلى أكثر من 372 ألفاً، فيما سجلت 3922 حالة تعافي جديدة، يقابلها 67 حالة وفاة.
من جهتها، لوحت خلية الأزمة البرلمانية بإعادة فرض الحظر الشامل في أرجاء البلاد في حال تزايد أعداد الإصابات، وقال مقرر الخلية، النائب جواد الموسوي: "من الممكن أن يشهد العراق خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول الحالي، ونوفمبر/تشرين الثاني المقبل، موجة ثانية من الفيروس، ما يرجح أننا سنشهد تضاعفا لأعداد المصابين، وربما ما بين 10 إلى 20 ألف إصابة جديدة، وهذه أرقام كبيرة".
وأضاف الموسوي أن "الخلية البرلمانية استضافت وزير الصحة والكادر المتقدم في الوزارة لمناقشة استعدادات الوزارة الاستباقية للتصدي للموجة الثانية. في حال زيادة الإصابات إلى أعداد كبيرة لا تستطيع وزارة الصحة استيعابها، يمكن أن يعاد العمل بحظر التجول الشامل".
إلى ذلك، حذرت لجنة التربية البرلمانية، من عودة الدراسة، وقالت عضو اللجنة، النائبة هدى جار الله، إن "هناك مخاوف كبيرة من عودة دوام المدارس بشكل طبيعي في وقت لم يسجل فيه العراق أي تقدم على مستوى كبح جائحة كورونا، واستمرار الأرقام المرتفعة للإصابات. عودة الدراسة قد يزيد من الإصابات، ولا يمكن القبول به لأنه يهدد الأسر العراقية".