جرت، أمس الخميس، عملية تبادل رفات أكثر من 100 جندي قضوا خلال الحرب التي كانت بين العراق وإيران في ثمانينيات القرن الماضي، ودامت 8 سنوات، ويُقدّر ضحاياها بنحو مليون عسكري من الطرفين.
وعملية التبادل هذه ليست الأولى، إذ جرى خلال العام الماضي تبادل دفعات متعددة من قبل اللجنة العراقية - الإيرانية المشتركة، والتي اتفق البلدان على تشكيلها بهدف البحث عن رفات ضحايا الحرب، بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
مديرية حقوق الإنسان في وزارة الدفاع العراقية قالت، في بيان، إنه "استناداً إلى مذكرة التفاهم الموقعة بين جمهوريتي العراق وإيران في العام 2008، أجرت شعبة تسلم وتسليم الشهداء في البصرة، قسم الأسرى والمفقودين، التابعة للمديرية، عملية تبادل لرفات عسكريين فقدوا جرّاء الحرب العراقية الإيرانية"، مبينة أن "عملية التسليم جرت عبر منفذ الشلامجة الحدودي المشترك بين البلدين".
وأكدت أنه "تم تسلم رفات 3 شهداء عراقيين، أحدهم معلوم الهوية، وهو طيار عراقي اسمه مصطفى أحمد"، مبينة أنه تم "تسليم الجانب الإيراني رفات 98 جنديا، 63 منهم معلومو الهوية".
وأشارت إلى أنه "تم إيداع الرفات في مقر شعبة الشهداء في البصرة، تمهيداً لنقله إلى دائرة الطب العدلي في بغداد، لإكمال الفحوصات الطبية"، لافتة إلى أن "عملية التسلم والتسليم جرت بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
ومن المفترض أن يخضع رفات القتلى إلى فحص "دي إن إيه" من قبل دائرة الطب العدلي، لتُسلّم بعد ذلك إلى ذويها.
ووجّهت للحكومات السابقة اتهامات من قبل ذوي الضحايا من الجنود العراقيين المفقودين بإهمال الملف بشكل متعمد، وسط مطالبات بتدخل من قبل المنظمات الدولية لمتابعة الملف.
ويتبادل العراق وإيران، بين فترة وأخرى، رفات ضحايا قضوا في الحرب، وقد تم الإفراج بحسب طهران عن 59830 جنديا عراقيا و39417 جنديا إيرانيا منذ عام 1988.
ويقدّر مسؤولون حكوميون عراقيون أن هناك أكثر من 13 ألف أسير، إضافة إلى أكثر من 56 ألف مفقود انقطعت أخبارهم، على الرغم من مرور أكثر من 3 عقود على انتهاء الحرب بين البلدين.
وعرفت "حرب الخليج الأولى"، التي تعرف محلياً داخل العراق بحرب "قادسية صدام"، بأنها أطول حروب القرن العشرين، والتي نشبت بين العراق وإيران في 22 سبتمبر/أيلول 1980، وانتهت في 8 أغسطس/آب 1988.