العراق: عودة أكثر من 250 نازحاً لمناطقهم تمهيداً لإغلاق مخيم بالموصل

05 ديسمبر 2022
جهود عراقية لمعالجة أزمة النزوح الداخلي المتواصلة في البلاد (صافين محمد/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت وزارة الهجرة العراقية، اليوم الإثنين، عن عودة أكثر من 250 نازحاً لمناطقهم تمهيداً لإغلاق مخيم بالموصل الواقع جنوبي المدينة، وذلك بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية، مؤكدة تسليم النازحين العائدين منحاً مالية لمساعدتهم في نقل أمتعتهم واحتياجاتهم إلى مناطق سكنهم الأصلية.

وتقود وزارة الهجرة العراقية منذ أسابيع جهوداً جديدة لمعالجة أزمة النزوح الداخلي المتواصلة في البلاد، منذ سنوات عديدة رغم انتهاء صفحة المعارك ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، منذ العام 2017، حيث تواصل مليشيات مسلحة السيطرة على أكثر من 11 منطقة وبلدة شمال ووسط وغربي البلاد وترفض إعادة أهلها، إلى جانب تعذر عودة آخرين لأسباب تتعلق بتدمير منازلهم أو مشاكل قبلية، أغلبها قائمة على مسألة الثأر من أسر تورط أبناؤها مع مسلحي داعش، بجرائم مختلفة.

وتُعتبر مناطق جرف الصخر ويثرب وعزيز بلد والعويسات وسنجار وذراع دجلة والثرثار، وقرى المقدادية ومكحول، أبرز المناطق التي تحتلها الجماعات المسلحة وترفض عودة أهلها إليها.

واليوم الإثنين، ذكر بيان لوزارة الهجرة العراقية، أنه "تماشياً مع البرنامج الحكومي لإنهاء ملف النزوح وغلق المخيمات، أعلنت وزيرة الهجرة إيفان فائق جابرو، عن إعادة (268) نازحاً من مخيم الجدعة الخامس (جنوبي الموصل) إلى مناطق سكناهم الأصلية".

وأكد البيان أن "النازحين العائدين هم من بلدات الموصل والقيارة والشرقاط القراج مخمور حمام العليل"، ويأتي قرار إعادتهم وفقا للوزارة على أنه "تمهيد لإغلاق مخيم الجدعة الخامس الذي تتواجد فيه مئات العائلات النازحة".

وأشارت الوزيرة العراقية في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إلى "وجود دفعات عودة أخرى وبأعداد أكبر وحسب رغبتهم بالعودة خلال الأيام القادمة بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية iom"، مشيرة إلى "تسليمهم مبالغ مالية بدل نقل، ومتابعة احتياجاتهم وطلباتهم بعد عودتها".

والأسبوع الماضي، كشفت لجنة الهجرة في البرلمان العراقي، عن وعود جديدة تتعلق بإعادة النازحين إلى مدنهم ومناطقهم التي نزحوا منها عام 2014 عقب اجتياح تنظيم "داعش"، مدناً واسعة شمال البلاد وغربيّها، وذلك بعد يوم واحد من لقاء جمع وزيرة الهجرة إيفان فائق بزعيم "الحشد الشعبي"، فالح الفياض جرى خلاله بحث إمكانية السماح بعودة أهالي مدينة جرف الصخر شمال محافظة بابل إلى منازلهم، حيث تسيطر مليشيات حليفة لإيران على المدينة منذ ما يزيد عن 7 سنوات وترفض عودة أهلها إليها.

وقال رئيس لجنة الهجرة في البرلمان العراقي شريف سليمان، إن "إعادة النازحين وإغلاق جميع المخيمات هما ضمن البرنامج الحكومي، الذي تمّت المصادقة عليه في البرلمان"، مبينا في تصريحات صحافية أنه "بالإمكان حل هذا الموضوع نهائيا بعد تجاوز العقبات السابقة وبعض الأمور التي تمس السيادة والخروقات على الأراضي العراقية، إلا أنها مسائل تحتاج إلى أموال وتخصيصات، وتحتاج إلى قرارات حكومية تنفيذية".

من جانبه، تعهد زعيم "الحشد الشعبي" فالح الفياض، بتسهيل عودة نازحي مدينة جرف الصخر، وفقا لبيان صدر عن وزارة الهجرة، أكدت فيه أن "وزيرة الهجرة إيفان جابرو، التقت الفياض وبحثت معه خطة الوزارة لتسهيل وتأمين عودة النازحين من جرف الصخر، وقد أعرب الفياض استعداده لدعم جهود الوزارة لتسهيل العودة، وأكد أنه خلال الأيام القليلة المقبلة ستكون هناك نتائج ملموسة بشأن ذلك"، دون ذكر مزيد من التفاصيل، لكن مسؤولا في الوزارة قال لـ"العربي الجديد"، إن لقاءات الوزيرة إيفان فائق مع قيادات سياسية وفصائلية تهدف إلى طي صفحة النزوح الداخلي بالبلاد"، وأضاف أن هناك مدناً كاملة ما زالت مليشيات مسلحة ترفض عودة أهلها إليها وتمنع حتى دخول فرق وزارة الهجرة إليها لمعاينتها".

وما زال أكثر من 400 ألف عراقي ممنوعين من العودة إلى مدنهم بقرار من الفصائل المسلحة التي تستولي عليها، وأبرزها مدينة جرف الصخر (شمال بابل) التي تسيطر عليها مليشيات عدة أبرزها "كتائب حزب الله"، و"النجباء" و"عصائب أهل الحق"، و"جند الإمام"، منذ نهاية عام 2014، إلى جانب بلدات أخرى أهمها: العوجة ويثرب وعزيز بلد وقرى الطوز وقرى مكحول في محافظة صلاح الدين، والعويسات وذراع دجلة وجزء من منطقة الثرثار ومجمع الفوسفات في محافظة الأنبار، وقرى المقدادية وحوض العظيم شمال شرقي محافظة ديالى، إلى جانب قرى ومناطق عديدة في محافظة نينوى تقع على مقربة من الحدود مع سورية أبرزها ربيعة وقرى سنجار العربية.

المساهمون