استمع إلى الملخص
- تشير التقارير إلى أن المقبرة قد تكون مستخدمة منذ عام 2014، وتحتوي على رفات معتقلين ومقاتلين سابقين، مع احتمال نقل الأكياس من مواقع أخرى، مما يعقد الجهود للكشف عن هوية المدفونين.
- يُعتبر مصير المفقودين والمعتقلين والمقابر الجماعية أحد أبرز جوانب المأساة السورية المستمرة منذ أكثر من 13 عامًا، مع استمرار الجهود لتحديد مواقع المقابر الجماعية حول دمشق.
أعلن عضو في الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" وناشط، اليوم الأربعاء، العثور على مقبرة جماعية في سورية من المحتمل أنها تضم رفات معتقلين سجنهم النظام المخلوع إبان حكم بشار الأسد أو ممن قضوا خلال النزاع. وشاهد فريق من وكالة فرانس برس، اليوم الأربعاء، في أرض قاحلة تبعد نحو ثلاثين كيلومتراً شمال شرقي دمشق، حفراً مصفوفة بعضها إلى جانب بعض، تشكّل خندقاً عمقه أكثر من متر، وتغطي كلّاً منها ألواحٌ خرسانية جرى تحريكها.
وعثر في منطقة جسر بغداد على أكياس عدّة في حفرة دُوّن على بعضها اسم أو عبارة "13 - رقم القبر". ورأى صحافي في وكالة فرانس برس كيساً يحتوي على جمجمة بشرية وعظام. وقال عبد الرحمن مواس من الدفاع المدني عبر الهاتف لـ"فرانس برس": "دخلنا إلى ما نعتقد أنه مقبرة جماعية قرب جسر بغداد ووجدنا قبراً مفتوحاً في داخله سبعة أكياس بيضاء مليئة بالعظام"، وذلك بعد أن زارت فرقه الموقع أخيراً.
وأضاف أنّ هذه الأكياس التي تحمل ستة منها اسماً "نُقلت إلى مكان آمن"، مشيراً إلى أنه ستُجرى "فحوصات الحمض النووي". وأوضح "إن كانت هناك قبور مفتوحة فمن المرجح أن مدنيين نبشوها، لكن يجب الابتعاد عن المقابر الجماعية وترك الأمور للجهات المختصة للتعامل معها". منذ سقوط نظام بشار الأسد، عقب هجوم شنته فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام والتي دخلت دمشق في 8 ديسمبر/ كانون الأول، بدأت السلطات الجديدة والسكان حول العاصمة في تحديد المواقع التي من المحتمل أنها تضم مقابر جماعية.
"الطريق طويل"
تقع منطقة جسر بغداد على بعد نحو عشرين كيلومتراً من مدينة صيدنايا وسجنها الضخم الذي أصبح رمزاً لأبشع الانتهاكات التي ارتكبها النظام. قال دياب سرية من رابطة معتقلي صيدنايا لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "علمنا بالمقبرة الجماعية قرب جسر بغداد في 2019 عبر شهادة منشق من المخابرات الجوية".
وأشار إلى أنّ صوراً التقطتها الأقمار الصناعية أظهرت أنها مستخدمة منذ 2014. وأضاف "على الأرجح هذه المقبرة يوجد فيها معتقلون، لكن قد يكون فيها أيضاً مقاتلون سابقون مع النظام أو مقاتلون معارضون ممن قتلوا خلال المعارك". وأوضح "يرجّح أن الأكياس المليئة بالعظام نُقلت من مقابر أخرى"، لافتاً إلى أنّ "الطريق طويل قبل الكشف تماماً عن المدفونين في مقبرة جسر بغداد والمقابر الجماعية الأخرى".
ويشكّل مصير عشرات آلاف المفقودين والمعتقلين في سورية، والمقابر الجماعية التي يُعتقد أن النظام السوري أقدم على دفن معتقلين فيها قضوا تحت التعذيب، أحد أبرز وجوه المأساة السورية بعد أكثر من 13 عاماً من نزاع مدمر تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص. وأكد نائب رئيس المجلس البلدي محمد السيد علي، في منطقة عدرا العمالية التي تبعد بضعة كيلومترات عن جسر بغداد، "لم نكن على علم بوجود مقبرة جماعية فقد كان يمنع الاقتراب أو التصوير لأنها منطقة عسكرية".
(فرانس برس)