العثور على جثة طفل مغربي مذبوح.. ماذا تعرف عن "الزوهريين"؟

02 مارس 2023
منقّبون كثر يبحثون عن أطفال "زوهريين" لاستغلالهم في كشف الكنوز (فاضل سنة/ فرانس برس)
+ الخط -

أعاد العثور على جثة طفل اختفى بشكل غامض قبل 20 يوماً إلى الأذهان حوادث سابقة اختطف فيها أطفال "زوهريين" بالمغرب بهدف استخراج الكنوز، الأمر الذي أثار في الأعوام الثلاثة الماضية قلقاً في البلاد.

وتمكّنت مجموعة من الرعاة من جماعة تارميكت بإقليم ورزازات جنوبي المغرب، اليوم الخميس، من العثور على جثة الطفل عمران أمخشون، البالغ من العمر أربعة أعوام، في العراء، وذلك بعد اختفائه في 12 فبراير/ شباط الماضي من أمام بيت عائلته في قرية إغلس، بعدما خرج للعب.

وأفادت مصادر محلية بأنّ جثة الطفل عمران وُجدت على بعد سبعة كيلومترات من بيت العائلة، في حين كشفت أخرى بأنّه تعرّض للذبح، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وكانت حادثة اختفاء الطفل عمران في ظروف غامضة قد أثيرت في جلسة بالبرلمان المغربي، الأسبوع الماضي، وقد طالبت البرلمانية إيمان لماوي، عضو الكتلة النيابية لحزب "الأصالة والمعاصرة" بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بضرورة التدخّل للعثور على الطفل والكشف عن ملابسات اختفائه.

وبينما فتحت الفرقة الجهوية للشرطة القضائية التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي في ورزازات تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث، راحت تُسترجَع حوادث اختفاء واختطاف أطفال من قبل عصابات البحث عن الكنوز التي تتكرّرت في الأعوام الثلاثة الماضية، الأمر الذي خلق جواً من الخوف بين المواطنين.

في السابع عشر من أغسطس/ آب من عام 2020، اختفت الطفلة نعيمة، فراحت أسرتها تبحث عنها، وقد استمرّ ذلك 40 يوماً قبل العثور على بعض من عظامها وملابسها مدفونة على بعد كيلومترات من دوار تفركالت في إقليم زاكورة (جنوب شرق) حيث تقطن عائلتها. واتُّهمت عصابات البحث عن الكنوز باختطافها، علماً أن الطفلة كانت من الاشخاص ذوي الإعاقة، وكانت تعاني من صعوبة في المشي.

وفي 12 ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، عُثر على جثة الطفلة الرضيعة إلهام البالغة من العمر عاماً ونصف عام، في إحدى الغابات المحيطة بمقرّ سكن عائلتها في منطقة تيولي التابعة جغرافياً لإقليم جرادة والقريبة من مدينة وجدة (شرق)، وذلك بعد مرور نحو 22 يوماً من اختفائها.

ورجّح أهالي المنطقة أن تكون وراء عملية الخطف عصابة تبحث عن الكنوز، تستهدف أطفالاً يتميّزون بـ"سمات خاصة" ويُطلَق على الواحد منهم اسم "الزوهري"، ويُستغَلّون من قبل مشعوذين في عمليات استخراج الكنوز.

وبحسب ما يعتقد المشعوذون، فإنّ لدى الطفل "الزوهري" انفلاقاً في اللسان على شكل طولي غير مُتعرّج، وما يُشبه الخط العرضي في وسط اليد، وحَوَل في العينَين، ولون دم مختلف، وغير ذلك. وفي حال وُجدت في طفل ما، فهذا يعني أنّه من الممكن استخدامه أو الاستعانة به في البحث عن كنوز.

ويعمد المشعوذون في العادة إلى إحداث جروح في جسد الطفل "الزوهري" بعد نقله إلى منطقة مهجورة، ثمّ يشرعون في الطواف به في بقعة معيّنة. وعندما يتوقّف نزيفه، يبدأون بالحفر بحثاً عن كنوز. ويتسبّب هؤلاء السحرة، في الغالب، في إصابة الضحايا بنزيف لا يتوقّف إلا بعد أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة.

ويأتي ذلك في وقت تعكف السلطات الأمنية بالمغرب على وضع اللمسات الأخيرة على برنامج جديد للإنذار والبحث عن الأطفال المختفين والمصرّح عن غيابهم في ظروف مشكوك فيها. ويقوم البرنامج، الذي يُعَدّ بالشراكة ما بين المديرية العامة للأمن الوطني وشركة "ميتا" مالكة موقع "فيسبوك" وتطبيقَي "واتساب" و"إنستغرام"، على مراجعة شاملة لمسطرة التبليغ عن الأطفال المختفين والبحث عنهم من قبل مصالح الشرطة المختصة. ويُصار إلى تعديل آلية التبليغ لتأخذ بعين الاعتبار مجموعة من المعطيات الحاسمة في تحديد مكان الطفل المختفي، من قبيل هواياته ومشكلاته الشخصية والأماكن التي يُحتمل تردّده عليها.

ويحاكي البرنامج في بعض مرتكزاته آلية "آمبر ألرت" (Amber Alert) الأميركية المفعّلة على "فيسبوك"، والمخصصة للتبليغ والبحث عن الأطفال المفقودين، مع إشراك الأنظمة المعلوماتية الجديدة لتسريع العثور عليهم وحمايتهم.

المساهمون