أعلنت مديرية الدفاع المدني في محافظة نينوى، شمالي العراق، اليوم الخميس، انتشال بقايا جثث لضحايا مدنيين مجهولي الهوية، من تحت أنقاض مدينة الموصل القديمة، والتي مضت أكثر من 5 سنوات على معارك تحريرها من يد تنظيم "داعش" الذي اجتاح المحافظة صيف العام 2014.
وما زالت محافظة نينوى، لا سيما مدينة الموصل القديمة منها، تضم مئات الجثث تحت أنقاضها، وسط توقف لعمليات رفع الأنقاض فيها.
وكان مرصد عراقي معني بحقوق الإنسان قد كشف، قبل عدة أشهر، أن ما بين 700 إلى 1000 جثة لمدنيين ما زالت تحت الأنقاض لغاية الآن، وهي الجثث المعلومة فقط، لكن قد يرتفع العدد إلى الضعفين في حال رفع أنقاض المنازل والمباني الأخرى التي ما زالت جاثمة لغاية الآن.
ووفقاً لمسؤول الإعلام والعلاقات في الدفاع المدني العقيد سعد الخطابي، فإن "فرق الدفاع المدني تمكنت من انتشال 8 جثث لضحايا مدنيين من منطقة سوق الشعارين والميدان في الموصل القديمة"، مبينا في تصريح صحافي، الخميس، أن "الجثث تم تسليمها إلى دائرة الطب العدلي وحسب الإجراءات القانونية المعتمدة"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
واعد || الدفاع المدني في محافظة #نينوى يعلن انتشال رفات "8" جثث من منطقتي "سوق الشعارين والميدان" في مدينة #الموصل القديمة.
— وكالة أنباء العراق الدولية - واعد (@wa3ediq) January 5, 2023
..
🟡 للاشتراك في قناتنا على تليغرام: https://t.co/0BXAwabnMG
🟢 لزيارة موقعنا: https://t.co/FC9NJvDIMQ pic.twitter.com/shdzwrMxPp
مسؤول في دائرة الطب العدلي أكد أن الجثث التي تم تسلمها من فرق الدفاع المدني هي عبارة عن هياكل عظمية متفسخة، بفعل التقادم الزمني الذي مضى عليها تحت الأنقاض.
وقال المسؤول لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "عملية الاستلام والتسليم تمت بشكل رسمي، وستُجرى تحاليل DNA على الهياكل لأجل معرفة هويات أصحابها، وتسليمها لذويهم".
وأشار إلى أن "قضية الجثث تحت أنقاض الموصل لم تُحسم من قبل الجهات المسؤولة حتى الآن، إذ إنه يُعثر بين فترة وأخرى على عدد منها وتسلم إلى دائرة الطب العدلي، وأن أغلبها لا يستلمها أحد، ولا يعرف ذووها".
وتوجه اتهامات للحكومات العراقية المتعاقبة والحكومة المحلية بالموصل بإهمال ملف الجثث التي ما زالت تحت الأنقاض، على الرغم من وجود آلاف الشكاوى من قبل الأهالي الذين فقدوا أبناءهم خلال تلك الفترة من المعارك وعمليات القصف التي تعرضت لها المدينة.
وتعد محافظة نينوى من أكثر المحافظات العراقية التي سجلت معارك كبيرة خلال العقد الأخير من الزمن، إذ بسط تنظيم "داعش" الإرهابي سيطرته عليها صيف العام 2014، ولعدة سنوات، وقد تسببت تلك الحقبة بسقوط مئات القتلى من الأهالي على يد التنظيم، كما شهد تحرير المحافظة معارك قاسية وقصفاً مكثفاً من قبل القوات العراقية وفصائل "الحشد الشعبي"، ما تسبب بدمار كبير فيها، وضاعف أعداد الجثث تحت الأنقاض.