العالم يترقب... هل سيتم توزيع لقاحات فيروس كورونا بشكل عادل؟

23 نوفمبر 2020
مخاوف من احتكار الأغنياء للقاحات كورونا (Getty)
+ الخط -

أثارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مخاوف بشأن تأمين وصول أفقر دول العالم إلى لقاحات فيروس كورونا، محذرة من أن التقدم بطيء، وأنها ستثير الأمر مع تحالف اللقاحات العالمي "غافي" بشأن موعد بدء هذه المفاوضات "لأنني قلقة إلى حد ما من عدم القيام بأي شيء في هذا الشأن حتى الآن".

وتأتي تصريحات ميركل بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة أنه يمكن تطعيم بعض الأميركيين في وقت مبكر من شهر ديسمبر/كانون الأول، ما يعني أنها ستتمكن من شراء الجرعات المتوفرة كاملة، وهو ما يترك دولا أخرى من دون لقاح.
وفي قمة مجموعة العشرين، التي عقدت يومي 21 و22 نوفمبر/تشرين الثاني، وعدت أغنى دول العالم بدعم الدول الفقيرة، وأكدت على عدالة توزيع اللقاح بين الدول الغنية والفقيرة، لكنها لم تقدم سوى القليل من التفاصيل حول ذلك، في حين أصاب فيروس كورونا قرابة 60 مليون شخص حول العالم منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقتل ما يقرب من 1.4 مليون شخص حتى الآن.

ومع الإعلان عن إنتاج لقاحات فعالة بنسبة تفوق 90 في المائة، يتخوف الخبراء من أن تتمكن الدول الغنية من شراء اللقاحات وبقاء الدول الفقيرة بلا لقاح، وقال تقرير لموقع "بي بي سي" البريطاني إن حجز الدول الغنية للقاحات بهدف تطعيم شعوبها سيحرم الشعوب الفقيرة منه.
ويحاول مركز الأبحاث في جامعة ديوك، في نورث كارولينا الأميركية، مراقبة جميع الصفقات التي يتم إجراؤها، ويقدر أنه تم بالفعل شراء 6.4 مليارات جرعة من اللقاحات، وهناك 3.2 مليارات جرعة أخرى قيد التفاوض أو محجوزة، وأن "الغالبية العظمى" من جرعات اللقاح التي تم شراؤها حتى الآن تذهب إلى البلدان ذات الدخل المرتفع.

أصاب فيروس كورونا قرابة 60 مليون شخص حول العالم منذ ظهوره في ديسمبر الماضي، وقتل ما يقارب 1.4 مليون شخص حتى الأن

وتؤكد الأستاذة المساعدة لسياسة الصحة العالمية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، كلير وينهام، أن عملية الشراء المسبق يمكن أن تساعد في تحفيز تطوير المنتجات وتمويل التجارب. "رغم أن هذه السياسة راسخة، إلا أن ذلك يعني أن أي شخص يمكنه أن يدفع أكثر في المرحلة الأولى من الإنتاج سيكون في مقدمة قائمة الانتظار، ما يحرم من لا يملك المال من الحصول على اللقاح".

وتمكنت بعض البلدان ذات الدخل المتوسط، التي لديها قدرة تصنيعية، من التفاوض بشأن شراء لقاحات كجزء من صفقات تصنيع، في حين تمكنت البلدان التي لديها بنية تحتية لاستضافة التجارب السريرية، مثل البرازيل والمكسيك، من استخدام ذلك كوسيلة ضغط في شراء اللقاحات، والتزم معهد "مصل الهند" بالحفاظ على نصف الجرعات التي ينتجها للتوزيع داخل البلد، في حين تشارك إندونيسيا مع مطوري لقاحات صينيين، وتشارك البرازيل في التجارب التي تديرها جامعة أكسفورد.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن ما تقوم به الدول يأتي في إطار تأمين الحماية لشعوبها، وهو أمر مفهوم، لكن الاستجابة لهذا الوباء العالمي يجب أن تكون جماعية.
وتسعى المنظمة إلى سد الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة، إذ أعلنت أن بلدانا تمثل ما يقارب ثلثي سكان العالم قد انضمت إلى خطتها لشراء اللقاحات وتوزيعها بشكل عادل، كما كشفت عن الآلية التي تخطط من خلالها لتخصيص اللقاح فور توفره، بهدف "إنهاء المرحلة الحادة من الجائحة بحلول نهاية عام 2021".
ويقول رئيس التحالف العالمي للقاحات والتحصين، سيث بيركلي، إن "بلدانا ذات دخل مرتفع، كدول أوروبا وكندا واليابان ونيوزيلندا، أعلنت دعمها توزيع اللقاح. لكن حقيقة أن الولايات المتحدة ليست ضمن هذا الاتفاق قد تعرقل توزيع اللقاحات". 
وهناك تحديات أخرى، بينها ما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" من أن "أكثر ما يخيف خبراء الصحة في توزيع اللقاحات هو عدم تقبل الشعوب للقاح من الأساس"، وأن العديد من الدول بدأت تغير مسار تقبلها للقاحات، واستندت الصحيفة إلى ورقة بحثية نشرتها مجلة "ذا لانسيت" الطبية نهاية شهر سبتمبر/أيلول، تشير إلى أنه، في إندونيسيا كمثال، انخفض الاعتقاد بأن اللقاحات آمنة من 64 إلى 50 في المائة بعد أن شكك القادة في سلامة العديد من اللقاحات.

وفي الولايات المتحدة، وجدت دراسة أجراها مركز "بيو للأبحاث" أن نسبة الأميركيين البالغين الذين يقولون إنهم سيحصلون "بالتأكيد"، أو "على الأرجح"، على لقاح فيروس كورونا انخفضت من 72 في المائة خلال مايو/أيار إلى 51 في المائة خلال شهر سبتمبر/أيلول.

المساهمون