حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، من أنّ الوضع الإنساني في قطاع غزة "سيخرج عن السيطرة سريعاً" في ظلّ القصف الإسرائيلي المركّز، وذلك بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها المقاومة انطلاقاً من القطاع المحاصر.
وأعرب مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط فابريزيو كاربوني عن قلقه على مصير المدنيين في قطاع غزة الذي يتعرّض لقصف مكثّف يومي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال كاربوني ، في خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم عبر الإنترنت من جنيف، إنّ ثمّة كميات قليلة من الوقود ما زالت متوفّرة في قطاع غزة المحاصر، لتشغيل مولدات بما في ذلك مولدات المستشفيات، لكنّها قد تنفد في خلال ساعات قليلة، على الأرجح.
"The human misery caused by this escalation is abhorrent, and I implore the sides to reduce the suffering of civilians"
— ICRC (@ICRC) October 12, 2023
Hospitals risk turning into morgues without electricity.
Hostages must be released immediately.@FCarboniICRC 👇 https://t.co/x1ogWhG12F
وأوضح كاربوني أنّ القصف المتواصل لا يسمح لمنظمته بتوزيع مخزونها من بعض المواد الضرورية مثل البنزين لمولدات الكهرباء والكلور لشبكة المياه. وأكّد أنّ "الظروف الأمنية لا تسمح لنا بالتنقّل بحرية"، مضيفاً أنّ "لا خيار لدينا في حال كان ثمّة اتفاق (لضمان سلامة العاملين الإنسانيين) إلا أن نثق به"، في حين قُتل خمسة مسعفين من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مذ بدء المعارك.
ورأى مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط أنّ من الضروري السماح بتوزيع المساعدات الإنسانية التي ما زالت متوفّرة في داخل القطاع بأمان، مبيّناً أنّ الإمدادات المتناقصة بشدّة في داخل القطاع غير قادرة على تلبية احتياجات السكان لفترة طويلة، وبالتالي "لن نتمكّن من دعم المدنيين لفترة طويلة". وتابع: "لذلك نحتاج إلى إمكانية جلب إمدادات إلى غزة".
وشدّد كاربوني على ضرورة إقامة ممرّ إنساني لإدخال المواد الضرورية والمعدّات الطبية والوقود، وهو ما دعت إليه الأمم المتحدة كذلك. أضاف: "نجري مشاورات مع كلّ الأطراف" في هذا الإطار، مشيراً إلى أنّ "معبر رفح مع مصر هو الخيار الرئيسي".
الصليب والهلال الأحمران: قطاع غزة مغلق والسكان عاجزون عن الحركة
من جهة أخرى، أفاد المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونغا بأنّ "قطاع غزة مغلق من قبل إسرائيل والناس لا يستطيعون التحرّك حتى لو أرادوا ذلك". جاء ذلك في تصريح أدلى به ديلا لونغا لوكالة "الأناضول"، اليوم الخميس، تطرّق فيه إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة والتصعيد العسكري مع الاحتلال الإسرائيلي.
وعبّر ديلا لونغا عن أسفه حيال مقتل خمسة من أفراد شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في القصف الإسرائيلي المركّز على قطاع غزة.
ومنذ يوم السبت الماضي، تواصل المقاتلات الإسرائيلية شنّ غاراتها على قطاع غزة المحاصرة، أسفرت عن دمار هائل وخسائر كبيرة بالأرواح ونزوح مئات الآلاف من السكان.
أضاف ديلا لونغا أنّ "هذا الوضع هو تذكير واضح بأهمية دعوتنا كلّ الأطراف إلى احترام وحماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية"، مشدّداً على أنّ "هذه هي أولويتنا الآن".
ودافع المتحدث باسم الاتحاد الدولي عن حرية الراغبين في التحرّك والتنقّل، قائلاً إنّ "المشكلة الآن هي في أنّ قطاع غزة مغلق والناس لا يستطيعون التحرّك حتى لو أرادوا ذلك. وهذا سبب آخر لدعوة الأطراف إلى حماية المدنيين".
وفي ما يتعلق بإمكانية حدوث هجرة جماعية يُجبَر فيها سكان غزة على مغادرة مناطقهم ويُمنَعون من العودة إليها، قال ديلا لونغا: "لا أرغب في التكهّن بالعواقب المحتملة على المدى الطويل، مثل التأثير على اللاجئين وتدفّقات الهجرة".
يُذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي أحكم، أخيراً، حصاره المفروض على قطاع غزة، منذ عام 2006، وقطع عنه كلياً المياه والكهرباء والغاز وكلّ الإمدادات من مواد غذائية ومساعدات. وفي هذا الإطار، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إسرائيل، يوم الاثنين الماضي، باحترام القانون الدولي الإنساني والسماح للمنظمة الأممية بتأمين المساعدات من أجل الاستجابة لحاجات القطاع المحاصر.
(فرانس برس، رويترز، الأناضول)